عودة الحريري تحرّك السياسة… وباسيل يستجدي بري

رواند بو ضرغم

ايام تفصلنا عن عودة رئيس “تيار المستقبل” سعد الحريري من الامارات العربية المتحدة، اذ يبقى موعد العودة مرتبطاً بقرار الحريري وحده، وعودته خطوة لحسم موقفه من الانتخابات، وليبني على الحلفاء والخصوم مقتضى معركته الانتخابية.

معلومات موقع “لبنان الكبير” تؤكد أن تواصلا دائما كان قائماً مع الرئيس الحريري من الرئيس نبيه بري حرصا منه على عودته، لتحريك المياه الراكدة في الملف السني، حسما للترشيحات، وإظهارا لشكل التمثيل السني. حرص الرئيس بري على عودة الحريري يتلاقى مع مختلف الفرقاء السياسيين، وذلك بهدف اغلاق الباب أمام التطرف في الساحة السياسية، وانطلاقا من أن مصلحة الدولة تقتضي وجود الحريري على رأس الطائفة السنّية. فلو أخلى العقل المعتدل الساحة السنية السياسية، سيحل التطرف مكانه.

في هذه الاثناء، يلملم رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل أطرافه السياسية. فبعد الهجوم الذي شنّه على الرئيس بري واتهاماته المتكررة له بالفساد وإفساد العمل البرلماني، الا انه بدأ بالحسابات الانتخابية الضيقة، وأوفد نائبه الوزير السابق طارق الخطيب الى صور للقاء المسؤول الثقافي لـ”حركة أمل” مفتي صور وجبل عامل الشيخ حسن عبد الله، حيث التزم الخطيب بتوسيع دائرة التفاهمات للحفاظ على الوحدة الوطنية، وللنهوض بلبنان من الأزمة التي يتخبّط بها، وتحسين ظروف الناس الاقتصادية والمعيشية. ومن ضمن الجولة المناطقية، زار الخطيب أيضا بلدة بنهران شمال لبنان، على رأس وفد من التيار، والتقى نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي ماهر حسين. هذه الزيارات تعد خطوات عونية باتجاه أمل، بهدف التحالف الانتخابي في تلك المناطق المختلطة التي يمكن ان يكون للتيار مرشح فيها، الا أن هذا الامر بالنسبة للحركة متروك الى حينه، ولا يزال مجرد كلام ولا شيء جدياً حتى اللحظة، إنما لا تخفي المصادر أن الباب مفتوح للتحالف الانتخابي، وليس لتحالف سياسي.

كما ينكبّ التيار الوطني الحر على اتمام اجراءاته الداخلية من أجل اعلان الترشيحات في الجولة الثالثة، علما أن اجتماعات سُجلت مع كوادر التيار لإبلاغهم رسميا ببعض من سيُعلن ترشيحه ولتوحيد الموقف الداخلي من الانتخابات المقبلة، كي لا يواجه التيار حرد بعض الكوادر المستثناة من الترشيح وللحؤول دون انقسامات وخلافات داخلية.

“حزب الله” من جهته لم يعلن بعد أمام كوادره وثيقة الترشيح وبرنامجه الانتخابي، على الرغم من حركته الداخلية الناشطة انتخابياً.

أما “أمل” فوزعت الاعمال بين المسؤولين الانتخابيين في كل المناطق، و”القوات اللبنانية” سبق الجميع بالتحضيرات والترشيحات.

فلا جديد على الساحة السياسية بانتظار عودة الحريري، ولانشغال الفرقاء السياسيين بالتحضير للانتخابات، وكما بالسياسة كذلك في القضاء، حيث لا يزال ملف تحقيقات مرفأ انفجار بيروت على حاله التعطيلية، فلم تشهد الساحة السياسية القضائية اي محاولة لحلحلة الأزمة، ولم يُسجل أي اتصال بين “حزب الله” و”التيار الوطني الحر” لتخطي الازمة القضائية، على الرغم من تسجيل باسيل نقطة ايجابية في ملعب بري بالاعتراف بأن الوزير السابق علي حسن خليل قام بواجباته الادارية بما يخص النيترات. فهل يكون هذا الموقف خطوة في مسار التيار نحو الاعتراف بصلاحية المجلس الاعلى لمحاكمة الرؤساء والوزراء؟ الأمر مستبعد لدواعٍ شعبوية مسيحية لكن مياه التسويات تكذّب الغطاس.

شارك المقال