“تاون هول”: المسيّرات الإيرانية خطر ويجب مضاعفة العقوبات

حسناء بو حرفوش

كتب المحلل البريطاني والعضو السابق في البرلمان الأوروبي ستروان ستيفنسون بعد الهجوم بالمسيّرات الذي استهدف الإمارات العربية المتحدة الأسبوع الماضي:

“الهجوم بالمسيّرات هو ببساطة الأحدث في سلسلة من الغارات المماثلة في جميع أنحاء الشرق الأوسط والتي تظهر على جميعها بصمة إيران. وعلى الرغم من أن النظام الإيراني يواجه الأزمة تلو الأخرى على خلفية الانهيار الاقتصادي، استثمر بكثافة في إنتاج المسيّرات العسكرية، كأداة أساسية لفيلق القدس التابع للحرس الثوري الإسلامي. واضطلعت المسيّرات حتى الآن بدور رئيسي في سياسة التوسع العدوانية للهجمات الإرهابية والحروب بالوكالة في الشرق الأوسط، حيث ينفق النظام مليارات الدولارات على صواريخ وبرامج الطائرات المسيّرات بينما يرزح 80 % من الشعب الإيراني تحت خط الفقر وميزانيات الرعاية الصحية والتعليم وغيرها من الضروريات الوطنية أقل بكثير من النفقات العسكرية. وأدى الإهمال للسكان خلال جائحة كورونا إلى ارتفاع عدد القتلى إلى نحو 500 ألف شخص حتى الآن. ويمكن سماع الحشود تهتف في الاحتجاجات والانتفاضات المتكررة: “لا لغزة، لا للبنان، حياتي فقط لإيران” و”اتركوا سوريا.. فكروا بنا بدلا منها”.

ووفّرت معلومات استخباراتية واسعة النطاق وحدات المقاومة التابعة لمجاهدي خلق الإيرانية، موجة من مواقع إنتاج الطائرات المسيّرة في إيران وأظهرت كيف تم نشر المسيّرات على نحو متزايد كجزء لا يتجزأ من العمليات الإرهابية بالإضافة لتزويد الوكلاء في المنطقة، ولسنوات قام نظام الملالي بتمويل وإرسال الدعم العسكري إلى بشار الأسد في سوريا والمتمردين الحوثيين في اليمن وحزب الله في لبنان وحماس في غزة والحشد الشعبي في العراق. ويُعتقد أن الاستخدام المتزايد للمسيّرات هو غطاء للقوات الجوية الإيرانية المتداعية تدريجيا.

وحسب تقارير المخابرات الغربية، تهرّب المحركات والأجزاء الإلكترونية والمكوّنات الأخرى لتصنيع المسيّرات إلى إيران من دول مثل الصين وتركيا وكوريا الجنوبية، في انتهاك للعقوبات الأميركية. وتم تحديد ثمانية مجمعات صناعية في إيران، مسؤولة عن تصنيع المسيّرات مع مصانع تعمل تحت مظلة منظمة صناعة الطيران الإيرانية التابعة للقوات المسلحة الإيرانية، بما في ذلك شركة القدس لصناعة الطيران، وشركة صناعة الطائرات الإيرانية “هسا” (HESA) وشركة فجر للصناعات و”بصير”. كما تشير التقارير الاستخباراتية من داخل النظام الديني إلى إحضار مرتزقة ومسلحين من العديد من المنظمات المدعومة من قبل الملالي، إلى إيران لتلقي تدريب متقدم عن المسيّرات من قبل فيلق القدس، بما في ذلك استخدام الصواريخ وعمليات التخريب.

ومن ثم ترسل مسيّرات مجمَعة مسبقا لاستهداف البلدان من خلال قاعدة الحرس الثوري الإيراني في مطار مهر أباد الدولي في طهران أو إرسالها سرا بالشاحنات إلى سوريا والعراق ولبنان وفلسطين، مخبأة في حاويات، أو أحيانا عن طريق البحر إلى اليمن ومناطق أخرى. كما ترسل أجزاء ومكونات المسيّرات إلى دول مثل سوريا، لتجمع من قبل أفراد الحرس الثوري الإيراني في ورشهم ومصانعهم السورية. واستخدم نظام الأسد المسيّرات الإيرانية للتعرف الى قوات المعارضة السورية ومهاجمتها طوال الحرب الأهلية الدموية التي دخلت الآن عامها الحادي عشر. كما نشرت المسيّرات على نطاق واسع في العراق المجاور لقوات الحشد الشعبي الشيعية. وعرضت هذه الأخيرة مسيراتها التي أرسلها الحرس الثوري الإيراني كلها من إيران، بفخر في استعراض حزيران 2021.

وسرعان ما أصبحت المسيّرات السلاح المفضل للإرهابيين والجماعات الانفصالية المدعومة من إيران. وتتمتع المسيّرات (من طراز شاهد وصمد) بميزة عدم القدرة على اكتشافها بواسطة منظومة الدفاع الجوية (باتريوت المتقدم (PAC-3. واستخدم النظام الإيراني المسيّرات لاستهداف ناقلات النفط في خليج عمان. كما حصل في 29 تموز من العام الماضي، إذ استهدفت ناقلة نفط ترفع العلم الليبيري ولها صلات إسرائيلية قبالة سواحل عمان، لكن المسيرتين أخطأتا الهدف وسقطتا في المحيط. ومع ذلك، في اليوم التالي، اصطدمت مسيرة بالناقلة متسببة بإحداث ثقب في السفينة بطول ستة أقدام ومقتل أحد أفراد الطاقم الروماني والبريطاني. بعدها بيوم، صعد فريق من خبراء المتفجرات من حاملة الطائرات الأميركية “يو إس إس رونالد ريغان” التي كانت تقوم بدوريات في الخليج العربي، للتحقيق في الهجوم. ووجدوا أن أجزاء المسيّرة التي ارتطمت مماثلة للمسيّرات الإيرانية الأخرى التي وجدت سابقا. وفي آب من العام الماضي، أدان وزراء خارجية مجموعة السبع إيران مشيرين إلى أن جميع الأدلة المتاحة تشير بوضوح إلى إيران.

ويجب أن يمثل مثل هذا السلوك العدواني تحذيرا للمفاوضين في فيينا، الذين يحاولون يائسين إعادة إطلاق الاتفاق النووي مع إيران. ولكن بعيدا عن تأمين نتيجة سلمية، سيعزز رفع العقوبات الذي تطالب به طهران، ببساطة إنفاق النظام على أسلحة أكثر تطورا ومشاركته الفاعلة في الصراع والإرهاب في الشرق الأوسط والعالم بأسره. ويجب على الغرب أن يطالب بوقف جميع عمليات إنتاج الأسلحة النووية والمسيّرات والصواريخ في إيران ووضع حد لتورط النظام الإيراني في الحروب بالوكالة. ومن أجل استيفاء هذه الشروط، لا بد من فرض عقوبات أكثر صرامة”.

المصدر: townhall

شارك المقال