ما هو مصير شبّان طرابلس في العراق؟… وتحذير من مؤامرة ضدّ المدينة!

إسراء ديب
إسراء ديب

تعيش مدينة طرابلس لا سيما منطقة البداوي في أجواء غاضبة وحزينة بعد أنباء أشارت إلى مقتل عدد من أبنائها في العراق، بعد التحاقهم بتنظيم داعش منذ شهريْن تقريبًا في معركة “أودت بحياة 9 عناصر من التنظيم في ضربات جوية شنّتها مقاتلات عراقية بمحافظة ديالى شرقيّ البلاد”، وفق ما أفادت السلطات العراقية.

وفي وقتٍ كان يتساءل فيه أهالي هؤلاء الشبان عن مصير أبنائهم، من دون أيّ بيانٍ رسميّ من القوى الأمنية المعنية توضيحيًا وتفصيليًا “كما تجري العادة” لواقعة اختفاء أكثر من 60 شابًا طرابلسيًا توججهوا بدفعات بشكلٍ غامض يُثير القلق والصدمة إلى العراق، أكّدت “السلطات العراقية أنّه بيْن القتلى 4 لبنانيين وهم: بكر سيف، وعمر سيف (وادي النّحلة – البداوي)، أنس الجزار (البداوي)، ومحمود السيّد (القبّة)‎، مما يُثير استغراب أوساط طرابلسية لفتت إلى كيفية تحديد هوية الشبان اللبنانيين في ما تبْقى هوية الآخرين (أيّ من الجنسيات المختلفة) غير واضحة، بينما تصمت السلطات اللبنانية في وجه هذه العمليات بلا بيانات واضحة وعملية كتلك التي صدرت عن العراقية، ولا سيما أنّها ليْست المرّة الأولى يُقتل شبان من المدينة في الفترة الأخيرة.

ويُمكن القول، أنّ العدد النّهائي للقتلى لم يُحدّد بعد، إذْ أشارت المعلومات إلى وصول عددهم إلى 6 وذلك بإضافة شابيْن من آل شخيدم (من وادي النحلة وهما شقيقان ومن مواليد عكّار). 

سيناريوات مختلفة والخسارة واحدة!

قد يُعيد البعض هذه العمليات إلى فرضية تلفت إلى لجوء الشبان من طرابلس إلى العراق بعد إغرائهم بالأموال والدولار كما زعمت صحف لبنانية، لكن حسب التفاصيل التي ذكرها مدير مركز حقوق السجين في نقابة المحامين في طرابلس المحامي محمد صبلوح لـ “لبنان الكبير” فإنّ الأزمة أكبر بكثير من مسألة أموال، إذْ لا ينكر أنّ البعض توجه إلى العراق مقابل المال لكنّه يُؤكّد أنّ أعدادهم ضئيلة جدًا أمام الذين ذهبوا بسبب خوفهم من تلفيق ملفات أمنية قد تُفبرك لهم أو سبق أن فُبركت ضدّهم، إلى تهديد البعض منهم بوثائق الاتصال أو بصور تلصق تهمة الإرهاب بهم مباشرة، أمّا عن أهاليهم فهم يخشون من السلطات نظرًا لانعدام الثقة بعدالتها من جهة، وخوفًا من الكثير من الإجراءات القاسية التي باتت تتخذ ضدّ أبنائهم بشكلٍ مفاجئ من جهة ثانية”.

في الواقع، يُمكن القول أنّ 3 سيناريوات تتحكّم بهذه الظاهرة الغامضة وفق المتابعين، فالأولى تُرجّح “عملية الخطف” التي يتمّ إغراء فيها الشبان بفرص عمل خارج لبنان ليتمّ استدراجهم ومن دون معرفتهم إلى المناطق القتالية ليُقتلوا في فترة وجيزة للغاية، أمّا السيناريو الثاني فيلفت إلى احتمال تهديدهم بملفات أمنية حقيقية أم لا وترويعهم بإلقاء القبض عليهم مما يفتح الباب أمامهم إلى تلك “الضفة السوداء”، والسيناريو الثالث يكمن في الهروب لقاء أموال وهو السيناريو الأقلّ ترجيحًا. وبالتالي إنّ السيناريو الذي يُشير إلى هروبهم التزامًا بعقيدة داعش غير صحيح على الإطلاق، “ولا سيما أولئك الذين يزعمون أنّهم يُحاربون داعش خارج لبنان ويُثيرون الفتن باتهام الآخرين بالإرهاب كيّ يتحدّثوا عن خطورة داعش الخارج والداخل، وإعطائهم رخصة لاستكمال حروبهم في الخارج، مع وضع حدود للداخل أيّ للمدينة”.

وإذْ يتساءل عن المستفيد من إعادة إحياء “داعش” عراقيًا وتبرير وجودها، يُشير إلى أنّ الشبان توجهوا عبر معابر غير شرعية ومرّوا بحمص والمحافظات السورية التابعة للنّظام، إيران وحزب الله ولم يوقفهم أحد وصولًا إلى العراق في ظلّ صمت أمنيّ مشكوك بأمره “لأنّه من المستحيل ألّا تملك السلطات معطيات وتفاصيل، ولافتًا إلى أنّ العملية في العراق مشكوك بصحة توقيتها فمنذ يوميْن، تلقّت إحدى الأمّهات خبر مقتل ابنها هناك، فكيف أعلمنا عن العملية بعد يوميْن؟”.

ويروي صبلوح الكثير من الأحداث الأمنية في طرابلس التي باتت ضاغطة على الأهالي والشبان، ويقول: “باتت كلّ تهمة مرتبطة بداعش والإرهاب لتضييق الخناق عليهم، فأحد الأشخاص قام بتصوير صديقه بالعباءة اتهم بالإرهاب وحين وكّلت للدفاع عنه تمّت تبرئته بعد 7 أشهر لكنّهم حكموا عليه بتهمة إثارة النعرات ليُسجن سنة، لكن بعد العودة إلى مكتب رئيس محكمة التمييز القاضي جوني قزي للنطق بالحكم الصادر بحقّ الموكل الموقوف، طلب منه أن ينسى الأيّام الصعبة التي واجهها في السجن والانخراط في المجتمع، أمّا شخص آخر فتعرّض للإهانة بعرضه وضرب عند حاجز للجيش واتهموه بالإرهاب ونقلوه إلى القبة وبعد فترة أخذ إلى الدّورة وأطلق سراحه مع فنجان قهوة، دخان و20 ألف للعودة إلى المدينة، عدا عن الأحداث العسكرية التي مرّت على المدينة اتهمت فيها الضحية بالإرهاب، أمّا الجلّاد فبقي حرًا طليقًا فعن أيّ عدالة يتحدّثون وأيّ ثقة يُريدون؟، مشدّدًا على ضرورة الالتزام بالوعي لتمرّ هذه المؤامرة التي تلبسنا عباءة الإرهاب”.

الجثث مطلوبة!

يُؤكّد أحد المقرّبين من الأهالي رغبتهم باستعادة الجثث، وعلى الرّغم من استبعاد هذا الأمر أمنيًا في وقتٍ لم يتسلم الأهالي جثتيْ المقتوليْن مسبقًا بعد، يلفت لـ “لبنان الكبير” إلى “إطلاق القوى الأمنية سراح أحد الشبان سابقًا عند اكتشاف وثيقة إطلاق نار عليْه، وأنّ حزن الأهالي على أبنائهم الآن ترافقه حال غضب خاصّة لأنّهم لا يعرفون شيئًا عن أبنائهم الذين يُرجحون أنّهم انتقلوا إلى العراق إمّا عبر سوريا أو عبر تركيا بسيناريو غامض واستخباراتيّ بامتياز”.

شارك المقال