“جائزة سمير قصير” الـ 17: حافز لحرية التعبير وكسر القمع

فاطمة حوحو
فاطمة حوحو

للسنة السابعة عشرة على التوالي، أطلق الاتحاد الأوروبي ومؤسسة سمير قصير، “جائزة سمير قصير لحرية الصحافة”، الثلاثاء الماضي، تخليداً لذكرى الصحافي والكاتب اللبناني سمير قصير الذي اغتيل عام ٢٠٠٥.

وشارك في مسابقات الجائزة التي يمنحها الاتحاد الاوروبي منذ العام ٢٠٠٦، خلال السنوات الماضية، ما يزيد عن 3000 صحافي من دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا والخليج.

جيزيل خوري: المهم محاسبة القتلة

تعتبر رئيسة المؤسسة جيزيل خوري، في حديث الى “لبنان الكبير”، أن “استمرارية الجائزة تعطي أملاً للصحافيين الشباب في كل المنطقة التي نغطيها”.

وتقول: “نفاجأ كم أن هناك شباباً يرفعون سقف الحرية، والجائزة هي الحافز الأساسي لهم في وقت تصبح مهنة الصحافة أصعب، ليس تقنياً واقتصادياً فحسب، وإنما لجهة حرية التعبير والمصادر الموثوقة التي نأخذ منها الخبر. فالجائزة هي حافز لنا حتى نبقى في هذه المهنة ونبقي ايماننا بحريتنا في لبنان تحديداً”.

وترى أن “الاستمرارية في تقديم جائزة سمير قصير هي رسالة لكل القتلة كي يعرفوا أن اسمه لا يزال مرتبطاً بالحرية والمدنية والديموقراطية. نحن بحاجة الى مثل هذه الرموز، سواء كان سمير أو غيره من الذين تم إغتيالهم ليبقوا معنا ويساعدونا كي نقاوم قدر المستطاع لنبقي على وجه لبنان الحلو”.

وتشير الى أن “لا جديد في التحقيقات في جريمة الاغتيال، فالأمور أصبحت معروفة، مثلما هو معروف من فجر المرفأ ومن قتل الناس. المهم هي المحاسبة. والمحاسبة غير موجودة في الوقت الحاضر”.

شحرور: رقم هائل من المشاركات

من جهته، يوضح المسؤول الاعلامي في المؤسسة جاد شحرور لــ “لبنان الكبير”، عن توقعاته لنسبة المشاركة في المسابقة هذا العام وهل خفت الحماسة للمشاركة أم هناك توسع أكبر، أن “الجائزة تحقق في كل سنة رقماً هائلاً من المشاركات يتخطى السنوات الماضية، وهذه دلالة على ثقة الصحافيين بشفافية وصدقية هذه الجائزة التي تتمتّع بشروط مهنية عالية في التحكيم وشروط التقديم، مشيراً الى أننا قمنا في العامين الأخيرين بتطوير الجائزة لتحضن فئة جديدة وهي جائزة الطلاب، وتعتبر مساحة خاصة للطلاب العرب في مجال الصحافة للمشاركة في الجائزة كلجنة تحكيم. وتأتي أهمية هذه الفئة في تفعيل دور طلاب الصحافة في العالم العربي وتعزيزه وفتح آفاق مهنية لهم”.

ورداً على سؤال عن العناوين المطروحة لموضوعات المشاركة التي تعتبر قضايا كبيرة تتطلب حرية غير متوافرة للتعبير عنها، خصوصاً أن هناك استدعاء وملاحظات لصحافيين تحدثوا عن الفساد وتعرضوا للعنف ولبنان نموذج في ذلك، يقول شحرور: “طبعاً الجائزة حافز مهني لكسر القمع في العالم العربي، على الرغم من كل الانتهاكات والتقارير الحقوقية حول اغتيال الصحافيين وسجنهم وملاحقتهم عالمياً. وتأتي هذه الجائزة لتذكر بأن لا تطور لأي مجتمع من دون أن يمتلك الحقيقة، التي وحدها تصل إلى الناس من خلال صحافة حرة مستقلة تستطيع حماية أرواحهم من نظام الطغاة”.

وعن تشكيك البعض في صدقية الجوائز وكيفية المحافظة على سرية الأعمال المشاركة، يؤكد شحرور أن “شروط الجائزة واضحة على موقعها الرسمي، ونشرح بالتفصيل آلية الاختيار، كما أن لجنة التحكيم لا يعلن عنها الا في ساعة اعلان الرابحين أمام الناس والاعلام. وتأتي هذه الخطوة لمنع أي تلاعب بالنتيجة وتأثير أسماء المشاركين في آراء اللجنة، فالطلبات تتحول الى أرقام متسلسلة وتحذف أسماء الصحافيين لكي لا تكون هناك أي معرفة مسبقة بين المشارك ولجنة التحكيم”.

وعن دور مؤسسة سمير قصير في ارساء ثقافة المحاسبة وعدم الافلات من العقاب وحماية حرية التعبير، يلفت الى أن “مسار جائزة سمير قصير لحرية الصحافة يأتي مكملاً لدور مركز سكايز للحريات الاعلامية والثقافية في المشرق العربي من ناحية رصد جميع الانتهاكات الاعلامية في لبنان سوريا وفلسطين والأردن ومتابعتها. أما بالنسبة الى لبنان فللأسف بدأ العام الماضي باغتيال الكاتب اللبناني لقمان سليم وهذا مؤشر الى أن موضوع الانتهاكات ليس رقماً فحسب، لا بل أخطر من ذلك، فهو ذهنية قمعية تغيّب المحاسبة وتعزز الافلات من العقاب وترعب كل من يرفع الصوت وترهبه. الا أن دور مؤسسة سمير قصير هو في الدفاع عن الحريات الاعلامية والثقافية والدعم المباشر لكل من يرفع الصوت ويقول الحقيقة دفاعاً عن حياتنا وعن حريتنا في العيش بشكل ديموقراطي”.

إطلاق الجائزة وشروط المشاركة

وفي مناسبة اطلاق الجائزة، حثّ سفير الاتحاد الأوروبي في لبنان رالف طرّاف، عبر شريط فيديو عُرِض على شبكات التواصل الاجتماعي وشاشات التلفزيون، الصحافيين والصحافيات على المشاركة في المسابقة، وعلى “العمل معاً من أجل تعزيز حرية التعبير والديموقراطية”، فيما شددت خوري على أن “جائزة سمير قصير هي تكملة لمسيرة تؤمن بحرية التعبير، وأمل للصحافيين الجدد ليحافظوا على مهنتهم وحريتهم”.

يذكر أن الجائزة مفتوحة أمام المرشحين من منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا والخليج حتى ١ نيسان/أبريل ٢٠٢٢. وتُمنح لأفضل مقال رأي وأفضل تحقيق استقصائي وأفضل تقرير إخباري سمعي وبصري.

وحسب الشروط يجب أن تتناول التحقيقات واحداً أو أكثر من الموضوعات التالية: دولة القانون، حقوق الإنسان، الحكم الرشيد، مكافحة الفساد، حرية الرأي والتعبير، التنمية الديموقراطية والمشاركة المواطنية. ويحصل الفائز في كل فئة من الفئات الثلاث على ١٠.٠٠٠ يورو.

وتتألّف لجنة التحكيم من سبعة أعضاء مصوّتين من وسائل إعلام عربية وأوروبية، وعضو مراقب واحد يمثل الاتحاد الأوروبي. ومن المقرر أن يتم الاعلان عن أسماء أعضاء اللجنة في يوم حفل توزيع الجوائز الذي سيقام في بيروت في ١حزيران/يونيو ٢٠٢٢، عشية ذكرى اغتيال قصير.

يمكن الاطلاع على نظام المسابقة واستمارات التسجيل وتفاصيل ملف الترشيح على الموقع الالكتروني التالي: www.samirkassiraward.org.

شارك المقال