حين تدخلت سوريا لحماية المسيحيين يوم اختل ميزان القوى، في الحرب الأهلية، لمصلحة “القوات المشتركة” الفلسطينية – الإسلامية، كانت هناك أغنية تبث على “صوت لبنان” الكتائبية يقول أحد مقاطعها: “يا حافظ الأسد بالقلب بتنعبد وأرزتنا بتقلك حبك للأبد”.
تحركت ذاكرتي في هذا الاتجاه وأنا أقرا كلام فخامة الرئيس ميشال عون عن أنه “مستعد لزيارة سوريا ولا مانع من حصولها إذا وجد أن هناك موجباً لها”.
صرت أردد مقطع الأغنية مع تغيير إسم: “يا بشار الأسد بالقلب بتنعبد وأرزتنا بتقلك حبك للأبد”.
يأتي كلام فخامته في سياق كثرة الإشارات الى عودة “الحج” اللبناني الى دمشق بعد نجاح روسيا في “تطهير” النظام السوري والدفع باتجاه عودته الى الجامعة العربية.
وفد من “التيار الوطني الحر” زار دمشق. هذا معروف. وثمة كلام متين عن قيام رئيس التيار جبران باسيل بزيارة سرية الى هناك، لكنه عاد مستاء، على ما يقول مصدر مطّلع على أجواء “لبنانيي سوريا” من دون أن توضح ما طلبه باسيل واستاء لعدم التجاوب معه.
لكن بقراءة كلام فخامته في المقابلة المنشورة أمس، نرى أنه استعدى كل القوى اللبنانية باستثناء “حزب الله” ليس وفاءً منه للخدمات السياسية الكثيرة التي قدمها له، بل ربما لأن الرد الدمشقي على جبران: حل مشكلتك في بئر العبد.
وعلى الرغم من رأيٍ مسنود بحجج عدة، يقول إن دمشق ما عادت لاعباً أساسياً خارج “سوريا المفيدة” وحتى داخل هذه السوريا لا تؤثر في الخيارات الكبيرة، فإن البعض يهوى التعلق بـ”عاصمة الأمويين” على الرغم من أن الزمن لـ”عاصمة العباسيين” في طهران.
ويقول المصدر المطلع على أجواء “لبنانيي سوريا” إن خريطة “المفضلين لدى دمشق” تغيرت كثيرا. ويحكى عن رئيس جمهورية سابق كان طوال سنوات لا يرن هاتفه الا في مناسبات قليلة جدا، بات هاتفه لا يتوقف عن الرنين.
ويحكي أيضا عن تغيّر المزاج الدمشقي تجاه زعيم ظل مفضلا منذ زمن طويل لعلاقته بمرجعية أولى في المشهد اللبناني.
بكل الأحوال، دمشق الأسد هي التي تحتاج اليوم عوناً مسيحياً من محل بعيد.