حركات فارغة لملء فراغ اعتكاف الحريري

رواند بو ضرغم

تلتقي مصادر متعدّدة مقربة الى الرئيس السابق فؤاد السنيورة، على أن للرجل دورا أساسيا يلعبه لملء الفراغ الذي خلفه تعليق عمل الرئيس سعد الحريري السياسي، فالاول يقول إن للسنيورة دورا على صعيد إعادة صياغة إدارة سياسية جديدة، مع امكانية طرح مرشحين له على اللوائح، وتحديدا في بيروت، وهذه الحركة فيها مواكبة من رموز ما تبقى من الرابع عشر من آذار، وحاصلة على إيحاء بالتغطية من الخارج (أي دعم من المملكة العربية السعودية). وبالتالي يحمل هذا الحراك السياسي تسليما بأن لا مكان للرئيس الحريري على ساحة العمل الانتخابي.

مصدر آخر مقرب للسنيورة يقول إن حركته منسقة مع رؤساء الحكومات السابقين ومفتي الجمهورية عبد اللطيف دريان، ويؤكد أن السنيورة لم ولن يفتح على حسابه بالتغريد خارج السرب الازرق، لكنه يعمل على إبقاء الجمهور الحريريّ مجنّداً باتجاه سعد دون سواه، معتبرا أن الهجوم على السنيورة والتشكيك بصدقيته تجاه الحريري يهدف الى تهديم ما تبقى من مرونة سنّية، فهو لن يدخل بهندسة إدارة سياسية جديدة، إنما السنّة لن يُتركوا مشتتين في الاستحقاق الانتخابي بما يصب لمصلحة خصوم الحريرية السياسية.

في المحصلة، يحاول الرئيس السنيورة تركيب انتخابات نيابية، وتنسيق لوائح تحدّ من النتائج السلبية لاعتكاف الحريري وتياره عن الاستحقاق الانتخابي وخصوصا في بيروت، الا أنه وفق معلومات “لبنان الكبير” تلقى السنيورة العديد من النصائح بعدم الترشح أو الترشيح لأن البيارتة لم ولن يصوتوا الا لبيروتي باسثناء رفيق وسعد الحريري لامتلاكهما الوجدان السنّي وشرعيته.

يسمع السنيورة “بصمت” كل هذه التحليلات واتهامه بغدر الحريري، وهو ملتزم بعدم الرد في هذه المرحلة، لكنه يكرر أمام كل من يلتقيه ما قاله للرئيس الحريري يوم إعلان عزوفه، نحنا معك، ويعتبر أنه من المعيب الكلام عن طعن أو غدر، في وقت تحترق فيه البلاد.

تجزم المصادر لموقع “لبنان الكبير” أن لقاء السنيورة مع الوزير القواتي السابق ملحم الرياشي لم يحسم اي لقاء بين الرئيس الحريري ورئيس حزب القوات سمير جعجع، لكن تضيف هذه المصادر أن ذكرى الرابع عشر من شباط يمكن أن تكون أُمّ المبادرات والمفاجآت.

الى ذلك، تبقى مبادرة السنيورة هي الأكثر جدية، على الرغم من عدم حصولها على الحضن الشعبي السنّي، لذلك يرجح المراقبون السياسيون أن كل محاولات ملء الفراغ تضج بالفراغ وعدم الجدوى، وعلى رأسها محاولة بهاء الحريري ملء الفراغ بالرسائل الصوتية والنصية، ومخاطبة اللبنانيين عن بُعد، متكئا الى مستشاره المتباهي بعدم لبنانيته والذي يقوم بتنسيق انتخابات نيابية لبنانية. حراك بهاء الحريري لم يحصد حتى الآن أي شيء ملموس، ولو انه يحمل اسم عائلة الحريري، الا أن أخاه سعد انتزع شرعيته بثلاثة انتخابات متوالية وبقيادته لجمهور الحريري السياسية، في ظل غياب كلي لبهاء عن إرث الشهيد رفيق الحريري…

محاولة أخرى يقوم بها ما يسميهم البيارتة “سُنّة حزب الله”، من خلال المراهنة على دور أكبر يمكن أن يقطفه الاحباش في ظل غياب الحريري عن بيروت، وذلك بالاتفاق مع حزب الله والتيار الوطني الحر وما تبقى من فلول النظام السوري. هذه المحاولة لم تحصد العصب السنّي، والدليل على عدم تقبل البيارتة لها هو الاحصاء الذي أجراه الاحباش بعد اعلان الحريري تعليق عمله السياسي، وأظهرت نتائجه تقدما شعبيا ملموسا للرئيس سعد الحريري بعد اعتكافه.

أما المجموعة الاخيرة التي تحاول الاستفادة من غياب الرئيس الحريري بيروتيا، فهي مجموعة النائب نهاد المشنوق، غير أن محاولته لم تلامس الوجدان السني، وستقع ضحية اعتراض جمهور الحريري.

شارك المقال