عنصرية الغرب تجاه غير الأوروبيين

المحامي محمد مكي

إنه ستار من التحضر الكاذب نعيشه، فإذا كنت من ذوي الشعر الأشقر والبشرة البيضاء والعيون الزرق فأنت مصنف كانسان درجة أولى وسيمد كل العالم يده لك لدعمك بالمال والسلاح ويدين أي اعتداء عليك، بل ستشجع بعض الدول مواطنيها على حمل السلاح والدفاع عنك. اما اذا كنت من افريقيا أو العراق أو سوريا أو فلسطين فأنت مواطن من درجة متدنية ولا ضير من قتلك أو تهجيرك أو احتلال بلدك أو نهب ثرواتها، بل لا مانع من أن تصبح حقل تجارب للأسلحة المتطورة.

سقطات متتالية لمراسلين واعلاميين أوروبيين ومحطات تلفزة كانوا يأسفون لما يحصل للأوكرانيين الشبيهين بالأوروبيين ويقارنوهم بغيرهم من السوريين والعراقيين، سواء ما صدر عن مراسل “سي بي اس نيوز” أو بعض المحطات الفرنسية أو مراسل “بي بي سي” وحتى مراسل “الجزيرة” الانجليزية… بل إن رئيس وزراء بلغاريا سقط أيضاً السقوط نفسه في التفريق والمقارنة بين اللاجئين الأوروبيين واللاجئين السوريين.

عقدة التفوق الأوروبي هذه أثارت حفيظة الناشطين على شبكات التواصل الاجتماعي وفضحت عنصرية بغيضة تجاه غير الأوروبيين تعشش في نفوسهم مهما حاولوا الاختباء تحت عباءة الانسانية المزيفة.

فما أقبح الانسانية حينما تمد يد العون للأوكرانيين لأنهم يشبهونها باللون والشكل، وما أقذرها حين تحجب هذه اليد عن المساعدة أمام أطفال ونساء سوريا وفلسطين والعراق وافريقيا.

ان ما يحصل هو لحظة مفصلية في توصيف التاريخ العنصري والانسانية المزيفة التي تحاول أوروبا اخفاءها تحت ستار الحضارة الكاذبة.

شارك المقال