ترشيحات برجا تنتظر بلورة التحالفات

فاطمة حوحو
فاطمة حوحو

على الرغم من أن أحداً لم يتقدم بطلب ترشحه إلى الإنتخابات النيابية من بلدة برجا في اقليم الخروب، والتي تسعى الى أن تتمثل بنائب بعد أن كانت خسرت معركتها في إنتخابات 2018، ونجح النائبان السنيان عن دائرة الشوف – عاليه بفعل تحالف “المستقبل” – “التقدمي” من بلدة شحيم، بعد تخلي الحزب “الاشتراكي” عن النائب علاء الدين ترو، بهدف تجديد التمثيل الاشتراكي، وأخفق مرشحون آخرون في تحقيق نتائج نجاح، إلا أن هناك كثيراً من الأسماء يتم تداولها في السر والعلن اليوم تصل الى حد التخمة.

البرجاويون مشغولون بهمهم المعيشي، لكن هناك فسحة في منازلهم للنميمة الإنتخابية تتفاعل بين العائلات والناشطين السياسيين والأحزاب والقوى السياسية، بحسب سخونة الخبرية، لا سيما مع محاولات “حزب الله” خرق الساحات الإنتخابية، عبر ترشيح شخصيات سنية على لوائحه، مستفيداً من إنكفاء تيار “المستقبل”.

وبحسب مصادر متابعة وناشطة في إطار لملمة الأوضاع والتوصل الى نهايات سعيدة في ضبط عشوائية الترشيح في التمثيل والعمل لإيصال من يستحق الى المجلس النيابي، فإن هناك أسماء كثيرة تطرح ولكن لم يتقدم أحد بطلب ترشح بعد، بإنتظار تبلور صورة التحالفات.

وتشير المصادر الى أن “ثوار 17 تشرين إختاروا ترشيح رئيس النادي الثقافي السابق في برجا حسن كحول، أما الشيوعيون فتحت ستار ما أسموه الحراك الوطني إقترحوا ترشيح الدكتور عماد سيف الدين. وهناك المرشح المحامي سعد الدين الخطيب الذي يتردد أنه سيكون على لائحة تحالف جنبلاط – القوات، كما أنه مقرب من بعض المستقبليين لكنه غير معروف كثيراً في البلدة كما يقول البعض. علماً أن جمعية الإتزان التي تضم المتقاعدين والعسكريين ومستقلين، كانت قد طرحت إسم الدكتور محمد حسني الحاج كمرشح عن 17 تشرين، وكان عميد كلية الهندسة والفنون الجميلة في فرع الجامعة اللبنانية في دير القمر الا أنه فضل الإنكفاء عن الترشح وعدم الدخول في المهاترات التي كانت تجري داخل كواليس إجتماعات قوى الثورة”.

وتوضح أن “أسماء المرشحين الثلاثة يتم تداولها على أساس أنها ترشيحات جدية في سوق الإنتخابات، أما بقية الأسماء فهي تطرح هنا وهناك من دون جدية أو تبن واضح لها من فرقاء علناً”.

في المقابل، تؤكد المصادر أن “جنبلاط حسم ترشيح النائب بلال عبد الله من بلدة شحيم على لائحته، وهو طرح اسم سعد الدين الخطيب عن برجا، الا أن هذه الشخصية غير معروفة في البلدة، ولذلك جرى تمرير رسالة لجنبلاط من قبل فاعليات بعدم الرضا، مما أعاد التداول في طرح إسم النائب السابق علاء الدين ترو، من دون تأكيد رغبة الأخير في خوض غمار الإنتخابات”.

يذكر أن “الجماعة الاسلامية” كانت قد أبرزت إسم الدكتور عمار الشمعة، واجتمعت مع “التقدمي” لتسويقه، إلا أن الطرفين لم يتفقا على التحالف، فذهبت باتجاه “التيار الوطني الحر”، ولم يتم التوصل الى قرار بإنتظار حسم ترشيح اللواء علي الحاج اذا قرر خوض المعركة، على لائحة يحضرها “حزب الله” وتضم حلفاءه.

ولا شك في أن الحديث عن الانتخابات في برجا لا يمكن أن يقتصر عليها، فلا بد من ربطها بما يجري في ساحة بلدة شحيم، اذ من الواضح اليوم أن هناك مرشحاً عن “الاحباش” من آل نجم الدين يمكن أن يتحالف “التيار الحر” معه.

الى ذلك، تلفت مصادر من مجموعات الثورة الى محاولات قوى سياسية مرتبطة بما يسمى الحراك الوطني والمقصود هنا “الشيوعيين”، القيام بإتصالات مختلفة لعرقلة التوصل الى لائحة موحدة للثورة، إلا أن امكاناتهم حتى الآن محدودة، وليس هناك تجاوب كبير مع دعواتهم.

وتتردد أسماء مرشحين آخرين مثل رئيس بلدية برجا السابق نشأت حمية وكمال دمج، من دون تأكيدات لأن الأخبار تأتي مختلفة ومتناقضة، ولأن الأمر يعتمد أولاً وأخيراً على تركيبات اللوائح.

ماذا عن الاحتمالات في ظل هذه الصورة؟

لا يمكن تأكيد الاحتمالات لأن ذلك مرتبط بطبيعة تشكيل اللوائح، إذ من الملاحظ أن أحزاب السلطة ترشح قديمها في كل الدوائر تقريباً، وفق المثل القائل “ما لك ذهب الا من عتيق”، وهو ما يجعل المعركة الانتخابية لثوار 17 تشرين صعبة، خاصة مع وجود قوى سياسية تسعى الى ضرب التوافق بين مجموعات الثورة المختلفة، وتعوق التوصل الى تفاهمات تامة.

ووفق مصادر الثوار، فانه تم قطع شوط معقول في دائرة الشوف – عاليه بالتعاون مع “لحقي” و”الشوف ينتفض” و”ثورة وطن” وثوار الاقليم وثوار برجا وجمعية “الاتزان” وأحزاب سبعة والخضر ومنظمة العمل الشيوعي، “فهؤلاء اتفقوا على تشكيل لائحة موحدة ولكن كالعادة الأخوة الشيوعيون غرّدوا خارج السرب”.

شارك المقال