مجلس وزراء الهدايا السياسية

محمد شمس الدين

ربما أصبح واجبا في لبنان أن تنقل الجلسات الحكومية مباشرة على الهواء ليشاهد الشعب اللبناني من يسعى الى تدمير بلده، ومعرفة من يطرح قوانين ومراسيم ستكون قاتلة، إن كان قتلا مباشرا أو قتلا اقتصاديا. فمن تابع جلسات مجلس الوزراء مؤخرا، لاحظ أنها جلسات هدايا لجبران باسيل و”التيار الوطني الحر”، من نبش ملف سد بسري مجددا، إلى معمل سلعاتا للطاقة، فماذا يجري في جلسات الحكومة؟

قبل إقرار خطة الكهرباء “المعجزة” في جلسة حكومية سابقة، وخروج وزير الطاقة وليد فياض يتراقص فرحا بإقرارها، كان رئيس الحكومة نجيب ميقاتي قد أخبر مجلس الوزراء أن لديه شركة عراقية، تستطيع بناء محطات تغذي لبنان 24 ساعة، ولا تحتاج الى أكثر من 8 أشهر لاتمام المشروع، عبر عقد BOT، بكلفة أقل بكثير من الخطة المطروحة. هنا اقترح أحد الوزراء على رئيس الحكومة أن يقوم بطرح المشروع رسميا، فرد عليه ميقاتي: “لا، اطرحوه أنتم وإلا ستُشن حملة ضدي بأنني حرامي يريد الاستفادة”. خوف ميقاتي من الحملات ضده مبررة، كما يقول مصدر وزاري لموقع “لبنان الكبير”، اذ أن “كل من يخالف مشيئة ولي العهد ومصالحه، يصبح فاسدا وسارقا ومدمرا للبلد، وهذا ما حصل في خطة الكهرباء، التي بشر بها الوزير فياض اللبنانيين، خطة بدأت بفكرة تأمين 14 ساعة كهرباء ثم انخفضت إلى 12 وبعدها 10 وأخيرا 8 ساعات، وربما بعد السير بها ستصبح نصف ساعة. الخطة تتضمن بناء معمل سلعاتا، الذي أجمع الخبراء على أن لا لزوم له لتأمين الكهرباء، وهو في هذه الحالة هدية للتيار ورئيسه فقط، علما أن سلعاتا لوجيستيا ليس جاهزا، بل سيؤثر حتى على البيئة والطبيعة في المنطقة”.

المعارض الأكبر لهذه الخطة هي حركة “أمل”، التي ترى أن إصلاح محطات الكهرباء الموجودة أصلا، يمكنه أن يزيد التغذية إلى 22 ساعة، وقد طالب وزراؤها بأن يتم الكشف على البنية التحتية الكهربائية، ومعرفة مدى نسبة الأعطال فيها. وتطالب الحركة بتحويل المحطات من العمل على المازوت إلى الغاز تدريجيا، من أجل خفض الكلفة وتحسين التغذية، ولكن يبدو أن السياسة أهم من الإنماء على أبواب الانتخابات. وترفض الحركة رفع التعرفة بشكل قاطع، قبل أن يتم تحسين التغذية الكهربائية، على الأقل حتى يستطيع الأشخاص الأكثر فقرا الاستغناء عن المولدات الخاصة.

أما الفضيحة الأكبر في قرارت مجلس الوزراء في الفترة الاخيرة، فهي إعادة نبش مشروع سد بسري، والمستغرب حسب مصادر “لبنان الكبير” هو أن إعادة طرحه حصلت من قبل وزير الأشغال الكفوء علي حمية، الذي يعرف تماما خطورة هذا السد، بعيدا من الفساد والكلفة، اذ أن هناك أخطارا بيئية وجيولوجية، فاذا نجح السد قد يسبب هزات وزلازل في المنطقة، كونه سيُبنى فوق فالق زلزالي، عدا عن الضرر البيئي الذي سيحل عليها، إلا إذا كان سدا فاشلا كسد المسيلحة. واعتبرت المصادر أن الوزير حمية طرح الموضوع بعد ضغط سياسي.

تجنب لبنان هدية جديدة لولي العهد في اخر جلسة لمجلس الوزراء الخميس، هي “الميغاسنتر” الذي سقط، وإلا لكان البلد أمام فراغ دستوري ستطول مدته، بحيث استطاع وزير الثقافة محمد مرتضى، إقناع الجميع بالمنطق القانوني، وهو وفقا لمصدر وزاري: “تأجيل الانتخابات لساعة واحدة سيفتح الشهية للتأجيل سنة وربما أكثر”.

من جهة أخرى، تؤكد معلومات “لبنان الكبير” أن عين التينة ترفض تأجيل الانتخابات لأي سبب كان، وما ترشح رئيس مجلس النواب نبيه بري إلى الانتخابات إلا تأكيدا على إجرائها في موعدها، ورسالة موجهة الى من يسعى لتأجيلها.

شارك المقال