ميقاتي يعزف… وبندقية القوات “سنيورة” 

رواند بو ضرغم

انضم رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الى زميليه في النادي الرئاسي تمام سلام وسعد الحريري، معلناً عزوفه عن الترشح لانتخابات العام ٢٠٢٢، مكرراً تجربة العام ٢٠٠٥ بالفصل ما بين إدارة هذا الاستحقاق وعدم الترشح، في محاولة منه لنقل لبنان من ضفة الانهيار الى ضفة الاستقرار وإرساء الثقة بعد التفاوض مع صندوق النقد الدولي.

وحده الرئيس السابق فؤاد السنيورة غرّد خارج سرب نادي رؤساء الحكومات السابقين، معلناً عن مفاوضات لتأليف لوائح على كامل الأراضي اللبنانية في محاولة لمواجهة نفوذ “حزب الله” وعدم ترك الساحة السنية للممانعين.

وكشفت مصادر مطلعة على حراك السنيورة لموقع “لبنان الكبير” أن رئيس الوزراء السابق، وفي أثناء زيارته الأخيرة الى العاصمة الفرنسية باريس، التقى مسؤولاً سعودياً غير رفيع المستوى، وكذلك التقى كلاً من منصور البون وفارس سعيد وأحد ممثلي حزب “القوات اللبنانية. ووفق المعلومات، عرض السنيورة على السعودي أن يرعى تحالفاً مع “القوات اللبنانية” على كل الأراضي اللبنانية، بما يعود لمصلحة المجتمعين كافة. الا أن حراك السنيورة على الساحة السنية لم يتّسم بالفاعلية وباء بالفشل، لأن جمهور تيار “المستقبل” أغلق أبوابه في وجه “القوات” وهو لا يتقبل أي تحالف معها أو تعاون. وأولى إخفاقات السنيورة بدأت مع تراجع السفير السابق نواف سلام عن الترشح في بيروت، واستكملت بإخفاقه في صيدا، وآخرها محاولاته مع النائبين هادي حبيش ووليد البعريني لكي يتحالفا مع “القوات” في عكار، وهذا ما لم ينجح في إرسائه.

ما لم ينجح به السنيورة في بيروت بواسطة نواف سلام، يسعى الى إنجاحه في الشمال عبر النائب السابق مصطفى علوش والنائب سامي فتفت. والسؤال الذي يفرض نفسه شمالاً: هل يتمكّن علوش وفتفت، اذا انضما الى السنيورة، من استمالة جمهور تيار “المستقبل” بغية التصويت للائحتهما، وخاصة أن مواقف علوش داعمة للسنيورة؟ وكذلك سُجل حضور النائب السابق أحمد فتفت في مؤتمر “انشقاق” السنيورة عن قرار الحريري.

فحتى لو لم يترشح سامي فتفت، لكان والده أحمد فتفت في صدد الترشح الى جانب علوش.

ويعتبر البعض أن كل هذه التحركات “الانشقاقية” تهدف الى وراثة الرئيس سعد الحريري وتياره، والاستحقاق الأكبر هو استمالتهم الجمهور السني لنيل الحواصل الانتخابية، بما يُعد إمتحاناً لشعبيتهم ومدى تأثيرهم من دون الحريري. فما لم تستطع كتلة من عشرين نائباً برئاسة سعد الحريري تحقيقه، هل تستطيع كتلة من خمسة نواب انجازه؟

شارك المقال