البنتاغون غير متأكد من الأهداف الروسية طويلة المدى

حسناء بو حرفوش

يغيب الوضوح إلى حد كبير حول الأهداف الروسية من الغزو الأوكراني، حسب موقع “واشنطن إكزامينر”، الذي ركز على أن “وزارة الدفاع الأميركية غير واضحة حالياً بشأن الأهداف طويلة المدى لروسيا في أوكرانيا، وذلك بعد ما يقرب من شهر على توغل الكرملين المتعثر إلى حد كبير”.

ويأتي ذلك في ظل كلام المتحدث باسم البنتاغون جون كيربي في مقابلة صباح الثلاثاء على قناة “فوكس”، أكد فيه أن نهاية اللعبة الروسية قد لا تبدو واضحة الآن. وأضاف خلال مقابلة أخرى مع شبكة “سي أن أن” ((CNN، أن تقدم القوات الروسية خلال الأيام الـ 27 الأولى من الحرب أظهر تباطؤاً. ولا تمتلك الولايات المتحدة أي معرفة بالأنشطة في منطقة بيولاب في أوكرانيا بمجرد الاستيلاء عليها من قبل روسيا، وقد سعى الروس الى الاستيلاء على العاصمة كييف والاطاحة بالحكومة بسرعة، لكنهم ظلوا في ضواحي المدينة، أي على بعد أميال منها، كما أنهم يواجهون معركة فقدان الأرض في بعض الضواحي المحيطة. ويعود ذلك الى الدور الذي لعبته مقاومة القوات الأوكرانية، في إعاقة تقدم الروس “المتعثر”.

وقصف الروس أماكن مختلفة في جميع أنحاء البلاد، وحوّلوا المدن التي كانت مزدهرة في يوم من الأيام إلى قذائف جوفاء ومقابر جماعية وحطام متناثر ومبان مدمرة وهياكل منهارة. كما لقي الآلاف مصرعهم وأجبر الملايين على ترك منازلهم وفروا إلى البلدان المجاورة. ومع استمرار جهود الروس في المماطلة، يبدو أنهم اختاروا محاولة قصف أوكرانيا لاخضاعها، وهذا يشمل شن هجمات وصواريخ متجاهلة حياة المدنيين. ولكن مع استمرار المقاومة الأوكرانية، يمكن أن يكون “القصف العشوائي” الروسي “مقدمة لهجمات أكثر عنفًا”، حسب ما توقع كيربي.

بدوره، لاحظ وزير الدفاع لويد أوستن الخميس الماضي التركيز مؤخراً بشكل مباشر على المدنيين، بينما لفت كيربي الاثنين إلى أنهم “يرون بالتأكيد دليلاً واضحاً على أن القوات الروسية ترتكب جرائم حرب ونحن نساعد في جمع الأدلة على ذلك، ولكن هناك عمليات تحقيق ستستمر”. وحذر الرئيس الأميركي جو بايدن، الذي وصف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الأسبوع الماضي بأنه “مجرم حرب”، الاثنين من أن الرئيس الروسي يفكر في استخدام أسلحة بيولوجية وكيمياوية. ورأى بايدن أن التلويح بامتلاك هذه الأسلحة في أوروبا، وفي أوكرانيا، علامة واضحة على تفكير بوتين باستخدام نوعي السلاح.

وواجهت القوات الروسية مشكلاتها الخاصة، إضافة إلى مواجهة مقاومة أكثر تقدماً مما كان متوقعاً على الأرض الأوكرانية. وأفادت تقارير من البنتاغون بأن بعض الروس استسلموا طواعية بينما قام آخرون بتخريب سياراتهم. وأعلن مسؤول دفاعي أميركي كبير أمام صحافيين الخميس الماضي أن الولايات المتحدة ترى “مؤشرات غير مؤكدة” على أن الروح المعنوية للقوات الروسية تتراجع، لكنه حذر من عدم إمكان التحقق من سعة انتشار هذه الحالة. وأضاف المسؤول أن بعض انخفاض الثقة في صفوف القوات الروسية يمكن أن يُعزى إلى القيادة الضعيفة” و”نقص المعلومات التي تحصل عليها القوات حول مهمتها وأهدافها”. كما ربطت خيبة الأمل من المقاومة بدور العامل المؤثر أيضاً. ومنذ بدء الغزو، فر أكثر من 3 ملايين شخص من أوكرانيا، بينما قتل ما يقرب من ألف شخص وجرح أكثر من 1500، وفقاً للأمم المتحدة، على الرغم من التحذير من أن الأعداد من المرجح أن تكون “أعلى بكثير”.

لعبة المعنويات

أما من الجانب الأوكراني، فركزت المنصات الأجنبية على مشاركة معنويات الأوكرانيين المرتفعة. وفي هذا السياق، يقول دميترو توزانسكي، محلل سياسي أوكراني وأحد خريجي شبكة مصممي السياسات: “أحلم بأن يتوقف الغزو الروسي في أسرع وقت ممكن، ولا أرى طريقة أخرى لوقف روسيا في منظور قصير المدى، باستثناء تزويد أوكرانيا بأسلحة محددة يمكن أن تساعد في حماية البلاد. أنا أثق بأن أوكرانيا والشعب الأوكراني لن يستسلموا أبداً”. ويجزم المحلل بأن “بوتين قادر على أن يقصف ويدمر المدن الأوكرانية، لكنه خسر هذه الحرب بالفعل. أعتقد أن الحرب في أوكرانيا ستشكل نقطة تحول في تاريخ العالم لأن أوكرانيا تعرضت للهجوم بسبب تمسكها بالمبادئ والقيم التي اتخذها الغرب كأساس لها: الحرية والاستقلال والسيادة وحقوق الانسان والكرامة، وآمل حقاً أن يجد الغرب، المجتمع عبر الأطلسي، طريقة لحماية قيمه في أوكرانيا، وليس من خلال العقوبات فقط”.

شارك المقال