من يحاول كسب الصوت السني في بعلبك – الهرمل؟

آية المصري
آية المصري

المزاج السني في بعلبك متجه نحو المقاطعة وعدم المشاركة في الانتخابات النيابية المقبلة، ومعظم الطائفة السنية في منطقة بعلبك – الهرمل مقتنع بقرار الرئيس سعد الحريري، لكن هذا لا يعني أن الأنظار ليست مسلطة على هذه الطائفة ولا سيما أنها تشكل ٤٠٪ من سكان منطقة بعلبك، وهذا العدد ليس بالشيئ البسيط والسهل. وجميع الفرقاء يريدون انضمام المرشحين السنة اليهم لكسب أصوات تخوّلهم ربح مقعد نيابي. فلوائح “الثنائي الشيعي” تريد مرشحين من السنة، وكذلك الأمر بالنسبة الى “القوات اللبنانية” والقوى الثورية، وهذا يعني أن هدف الجميع إستقطاب المزيد من الأصوات السنية. فما واقع هذه الطائفة اليوم؟ وهل سيتمكن الأفرقاء السياسيون من كسب المزيد من أصواتها؟ وهل الاتجاه نحو المقاطعة؟ ومن يستثمر على حساب تيار “المستقبل”؟

في هذا السياق، أوضح مفتي بعلبك – الهرمل الشيخ خالد صلح لموقع “لبنان الكبير” أن “توجه دار الفتوى ليس نحو المقاطعة، وهذا الأمر ديموقراطي ومن يريد المشاركة في هذا الاستحقاق الانتخابي له مطلق الحرية، ومحافظة بعلبك – الهرمل تعتبر ثلث لبنان من حيث المساحة، واليوم هناك العديد من اللوائح المتعددة، فمثلاً لائحة الثنائي الشيعي ينضوي تحت عباءتها معظم الأحزاب (القومي، البعث، الوطني الحر، حركة أمل وحزب الله الى جانب بعض الفاعليات)، وفي الوقت نفسه نرى المعارضة في الجهة المقابلة كالقوات اللبنانية وهؤلاء كانوا في وقت سابق حلفاء مع تيار المستقبل ولم يصدقوا معه مع العلم أنهم إستفادوا كثيراً وحصلوا على الكثير من أصوات السنة في الدورة الماضية ولم يقدموا في المقابل أصواتاً لتيار المستقبل، إضافة الى الجماعة الإسلامية التي لم يعرف شيئ عن لائحتها حتى هذه اللحظة، والقوى الثورية التي لم يتضح برنامجها بعد”.

وقال صلح: “إستثناء بعلبك من التمثيل خطأ فادح. لماذا تغييب هذه المنطقة المهمّشة بشكل دائم؟ انهم يقدمون حبة بنادول منتهية الصلاحية لأهالي بعلبك، فهل نحن من لبنان أم نكرة؟ لا توجد فرصة للتغيير الحقيقي ولبنان بات محكوماً بالبدعة التوافقية وبتقاسم الحصص”.

من جهتها، أكدت منسقة تيار “المستقبل” في منطقة بعلبك ميادة الرفاعي أن “ما يحدث في موضوع المصارف اليوم لا يعد أمراً سهلاً، وبصفتي محامية أدرك أن لهذه الأزمة أبعاداً عديدة وغير نظيفة”. وقالت: “من الواضح أن الرئيس ميشال عون وصهره جبران باسيل لا يريدان الانتخابات ويسعيان الى تطييرها لأنهما على أرض الواقع باتا ضعيفين جداً، وباسيل كذاب وخطابه الأخير كله كذب بكذب وهو محمي بسلاح حزب الله”.

أضافت الرفاعي: “حزب الله على عكس حليفه يريد الانتخابات لأنه يحصل على الشرعية، وللأسف هذا الحزب يستخف بجمهوره كثيراً من خلال المرشحين الذين يختارهم وغير مرضي عنهم. وسمعت أن مرشحاً من كتلة الوفاء للمقاومة قال لمواطن اتصل به هاتفياً اذا انتخبتني أم لا فهذا لن يغير شيئاً ولن تفرق معي”.

وشددت على أن “تيار المستقبل لن يتدخل في العملية الانتخابية ولن نشارك في أي نشاط ولن ندعم أي مرشح على حساب مرشح آخر. نحن ملتزمون ومقتنعون بقرار دولة الرئيس سعد الحريري”، معربة عن أسفها لأن “هناك إستخفافاً بالعائلات السنية في المنطقة ويريدون شراء الأصوات بمليوني ليرة بحجة أنهم يريدون حماية هذه الطائفة”.

وعن “القوات اللبنانية” التي عينها على الطائفة السنية، قالت: “الدكتور سمير جعجع بدأ بطريقة خاطئة. يا حكيم جئت لتقول لأهالي بعلبك انك حامي الطائفة السنية وطرحت نفسك بديلاً عن تيار المستقبل، ولكن هذه الطائفة ليست في وارد أن تبيع أصواتها لحزبك ولا لحزب الله والتوجه لن يكون مريحاً للطرفين ولا للثورة أيضاً. ونعلم جيداً أن لائحة القوات اذا أرادت الوصول الى الحاصل فهي بحاجة الى ٤٠٠٠ صوت سني ولن تستطيع أن تحصل عليها ولستم ببديل عنا”.

شارك المقال