السعودية تجمع في سفارتها… جعجع يتأخر ولا دعوة لريفي ومخزومي

رواند بو ضرغم

كان المشهد الجامع على طاولة إفطار السفير السعودي لدى لبنان وليد بخاري يوحي بأن رسالة سياسية هدفها أن تصل الى “حزب الله” وحلفائه، بأن المملكة عائدة لدعم حلفائها، وذلك على الرغم من أن السفير بخاري أكد مراراً أن مرتكزات السعودية لا تسمح لها بالتدخل في الأمور السيادية، وأن المملكة تحترم الإجراءات والاستحقاقات النيابية والرئاسية، وتدعو الجميع الى خوضها وفق الكفاءة.

الا أنه وبدخول رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع متأخراً الى الافطار، ومع الأخذ في الاعتبار الصورة المأخوذة عنه بأنه الرجل اللبناني الأول في نظر السعودية، بات من المنطقي والمؤكد لدى فريق ما كان يُعرف بحلف الثامن من آذار أن السعودية عادت لدعم “القوات” في الاستحقاق الانتخابي ومواجهة “حزب االله” وإعلان المعركة في وجهه وحلفائه… وهذا ما سيُواجهه حتماً “حزب الله” وفق المصادر، مع التأكيد على خوض المعركة مهما اشتدت، من دون أي تطيير للانتخابات أو تأجيل.

ومن بين الحاضرين أيضاً، حلفاء استراتيجيون، إنما خصوم حاليون، استطاعت المملكة جمعهم على طاولة الافطار، فكانت رئيسة كتلة “المستقبل” النائبة بهية الحريري حاضرة على طاولة إفطارٍ، عليها في الجهة المقابلة كل من جعجع والرئيس فؤاد السنيورة. وجمع الافطار أيضاً، جعجع ورئيس حزب “الكتائب” سامي الجميل من جهة أخرى… أما الرئيس سعد الحريري فكان الغائب الأبرز بحكم السفر وغيابه عن الساحة اللبنانية توازياً والاستحقاق الانتخابي.

واللافت أيضاً، أنه لم تتم دعوة اللواء أشرف ريفي ولا النائب فؤاد مخزومي، باعتبارهما من الصف السني الثالث، ولا صفة رسمية لهما ولا حيثية شعبية ولا يمثلان الا نفسيهما، على الرغم من أنهما يتصرفان على قاعدة “كن ملكاً أكثر من الملك”، فيهاجمان بشراسة السلاح غير الشرعي، ويخوضان معركتهما الانتخابية بالهجوم على “حزب الله” وكل هذا التهليل لم يعطهما الحيثية، لا السنية ولا السعودية.

المبتهج الأكبر كان رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، أول الواصلين والمهللين بعودة العلاقات اللبنانية – السعودية، معلناً أنه سيزور المملكة خلال شهر رمضان، ومطلقاً التزاماً للمملكة بكل ما يحمي سيادة لبنان، وفي الوقت نفسه ألا يكون منصة أو مصدر ازعاج لأي دولة من دول مجلس التعاون الخليجي… فهل يلبيه “حزب الله” ويضمن تحقيق التزامه؟!.

كان لافتاً حضور رؤساء الجمهورية السابقين والحكومات السابقين، اضافة الى وزير الزراعة عباس الحاج حسن ممثلاً رئيس مجلس النواب نبيه بري، الا أن رئيس الجمهورية ميشال عون لم يكن مدعواً ولا رئيس تياره السياسي جبران باسيل، فعوملا سعودياً كما عومل “حزب الله”.

حضور السفراء كان من باب إطلاق مشاريع مشتركة بين فرنسا والسعودية لتقديم الدعم الإنساني والاستقرار في لبنان. سيعلن عن مشاريع صحية وغذائية في الأيام المقبلة، كما أن هناك لجنة تحضيرية مشتركة لتنفيذ المشاريع على اعتبار أن لبنان وشعبه يستحقان لأن الوضع صعب جداً في هذه المرحلة، وموقف السفارة الأميركية متماه وداعم لخطوة نظيرتيها، من خلال التشديد على دعم الجيش، والتأكيد على دور الولايات المتحدة في عودة الاقتصاد إلى مساره الصحيح.

لطالما أكدت السعودية اهتمامها وحرصها على استقرار لبنان، وهي تضع الأزمة الديبلوماسية التي استمرت خمسة أشهر في إطار اجراء ديبلوماسي للتعبير واستدعاء للتشاور بشأن موقف كان مسيئاً الى المملكة ودول مجلس التعاون الخليجي، ولكنها لم تقطع علاقتها بلبنان.

شارك المقال