شربل لـ”لبنان الكبير”: حكومة الوفاق أو النفاق الوطني؟

هيام طوق
هيام طوق

رأى الوزير السابق مروان شربل أن” السفراء العرب عادوا الى موقعهم الطبيعي، وقالوا انهم لن يتدخلوا في الانتخابات لكنهم سيساعدون لبنان من خلال صندوق الدعم السعودي – الفرنسي الذي سيفتتح في لبنان خلال مدة زمنية ليست بعيدة، وتبلغ قيمة المساعدة ما يقارب الـ 72 مليون يورو تتوزع على مؤسسات لبنانية منها أمنية وتربوية واستشفائية .”

وأشار في حديث لموقع “لبنان الكبير” الى أن “الأكثرية تحكم والأقلية تعارض، والتجارب كثيرة عن المعارضة التي أسقطت الحكومات”، معتبراً أن “حكومة الوفاق الوطني هي حكومة النفاق الوطني لأنها تتألف من أطراف لا يتحدثون ولا يتفقون مع بعضهم البعض. هم يضحكون علينا. الأحزاب تتمثل في مجلس النواب وتحاسب الحكومة، وبالتالي، لا يجوز أن تكون في المجلس وفي الحكومة في الوقت نفسه، حينها من سيحاسب الحكومة؟ لذلك لا نرى محاسبة، ونحن من سيء الى أسوأ. واذا استمرينا على النهج الحالي مش رح يمشي الحال”.

ورأى انه “إذا لم تحصل الانتخابات النيابية فسيكون الأمر مصيرياً للبنان وليس لجهات معينة لأنه حينها يكون انتهى البلد. والفائزون من خارج المنظومة يمكن أن يتكتلوا في مواقف موحدة، ويحدثوا الفرق في كثير من الأمور لأن التصويت على طرح ما في البرلمان يمكن أن يمر أو لا يمر على صوت واحد. وإذا تأجلت الانتخابات نذهب الى الأسوأ”.

وقال: “بعد الانتخابات سنواجه مشكلة إدارية بمعنى أنه في 21 أيار تعتبر الحكومة مستقيلة، ومنذ هذا التاريخ الى 31 تشرين الأول نهاية ولاية الرئيس الحالي، هناك فترة خمسة أشهر لا يمكن تأليف الحكومة خلالها، ونحن في حاجة الى أن تكون الحكومة فاعلة في هذه المرحلة كي تواكب الاصلاحات وتوقيع الاتفاق مع صندوق النقد. أنا أعتقد أن هذه الحكومة تقدم استقالتها ثم يجري رئيس الجمهورية الاستشارات ويكلف الرئيس نجيب ميقاتي الذي يعيد تأليف الحكومة نفسها وتستمر الى حين انتخاب رئيس جمهورية جديد.”

وأكد أن “لا تعثر في انتخابات المنتشرين ويمكن حل كل العراقيل”، لافتاً الى أن “على الديبلوماسيين أو القضاة أو الموظفين أن يضعوا مشكلاتهم ومطالبهم جانباً كي لا يتهموا بتعطيل الانتخابات ثم بعد اجرائها يمكنهم المطالبة بما يريدون”. ووصف الانتخابات بأنها “خطوة جيدة نحو الأمام بغض النظر عن النتيجة”.

أضاف: “في حال كانت هناك طاولة حوار بين اللبنانيين ستكون في العهد الجديد لاعادة ضبضبة البيت اللبناني والبحث في بعض مواد الدستور التي لم تطبق وبعض المواد التي طبقت وحصل خلاف تفسيري حولها.”

وشدد على أن “ما نمر به حالياً صعب جداً على الرغم من أن الوضع الأمني لا يزال ممسوكاً. منذ الاستقلال الى الآن نعاني في مراحل متقطعة من أزمات، والآن نعيش تداعيات الحرب، ولكن خلالها لم نشهد انقطاعاً للكهرباء، ولم نر صفوف الذل على محطات البنزين، ولم ينقطع الدواء من الصيدليات ولا الخبز من الأفران، ولم يكن لبنان مفلساً. نعيش اليوم أسوأ الأزمات الاجتماعية”.

ورأى “أننا في مرحلة انهيار، ووصلنا الى هذا الانهيار بسبب الخلافات السياسية بين الأطراف، وعدم التنسيق بينهم. ما حدا بيحكي مع التاني”.

وعن تقرير وزارة الخارجية الأميركية حول “حقوق الانسان” وما تضمن من وجود فساد رسمي خطير رفيع المستوى وواسع النطاق في لبنان، وعن التدخل السياسي في القضاء والقيود على حرية التعبير، قال شربل: “الأميركيون يعلمون أين هي الأموال المسروقة والمنهوبة، واذا كانت تهمهم حقوق الانسان، فليساعدوننا، ويعلنوا عن أسماء السارقين قبل الانتخابات كي لا ينتخبهم الناس، إذ لا يجوز الاكتفاء بالعقوبات السياسية . ما يتحدثون عنه في التقرير نعرفه ونعيشه لكن ما الجدوى منه اذا لم تكشف هوية المتسببين بأزماتنا وسرقة أموالنا؟”.

وعن زيارة البابا فرنسيس الى لبنان في حزيران المقبل، أكد أن “قداسة البابا يعرف جيداً اللبنانيين ومشكلاتهم، وسيأتي ليجمعهم وليس ليفرقهم. الفاتيكان يعمل بصمت لمساعدة لبنان ويتواصل مع كل الدول في هذا الاطار، وأعتقد أن الصندوق السعودي – الفرنسي – اللبناني تحقق بدعم فاتيكاني.”

وتوجه شربل الى الناس، بالقول: “حين قمتم بالتظاهرات في 17 تشرين تفاءلنا بتحركاتكم، لكنكم خذلتمونا بعدما تشتتت مجموعاتكم، وتعددت لوائحكم الانتخابية، وأصبحتم تتنافسون في ما بينكم وليس مع السلطة. وأطلب من السلطة أن تتفاهم مع بعضها لأنه اذا لم نتمكن من ازاحتها أقله تتفق مع بعضها لإيجاد الحلول الانقاذية، والشعور بمعاناة الناس الجائعة”.

شارك المقال