دائرة الشمال الثالثة… معركة معنوية للمنافسة الرئاسية

هيام طوق
هيام طوق

في دائرة الشمال الثالثة أو ما تعرف بدائرة “الرؤساء” تدور أشرس معارك الاستحقاقات الدستورية بين شخصيات محتملة لرئاسة الجمهورية، أي بين رئيس تيّار “المردة” سليمان فرنجية (زغرتا)، رئيس حزب “القوّات اللبنانية” سمير جعجع (بشري) ، ورئيس “التيار الوطني الحرّ” النائب جبران باسيل (البترون)، بحيث أن ما يميز هذه الدائرة عن سواها من الدوائر الأخرى، هو التنافس على الرئاسة على الرغم من سعي كل الأطراف الى حجز أكبر عدد ممكن من المقاعد النيابية. وبالتالي، فإن هؤلاء الزعماء يسعون بكل “ثقلهم” الى الحفاظ على زعاماتهم ومواقعهم في معاقلهم المحصنة بشعبية متفاوتة، واعتبار أي خرق لهذه المعاقل خسارة مدوية. من هنا ، وعلى الرغم من أن ليس من رابط مباشر بين الانتخابات النيابية والانتخابات الرئاسية، فإن النتائج الجيدة في الانتخابات النيابية تعطي دفعا معنويا للمرشحين المحتملين للرئاسة، ومشروعية للطموح في هذا الاتجاه مع العلم أن الاحصاءات والأرقام والتحليلات البيانية تجزم بأن المعركة الانتخابية في الدائرة الثالثة أصبحت محسومة، وأسماء الفائزين شبه مؤكدة ليستمر شد الحبال على مقعدين في زغرتا والكورة. ويؤكد المراقبون لسير العملية الانتخابية في الدائرة أن الأمور تتبدل بين أسبوع وآخر، وحظوظ المرشحين غير المحسومين تتنقل من قضاء الى آخر، صعودا ونزولا، وفق الأحداث والتطورات الميدانية والحملات الانتخابية الخاصة بكل قضاء.

يبلغ عدد الناخبين في هذه الدائرة التي تضم زغرتا والكورة والبترون وبشري، 257964 ناخبا، يتوزعون على الشكل التالي: زغرتا أكبر دائرة فرعية، وتضم 81959 مقترعاً، تليها الكورة بـ 62667، البترون بـ 62444، وبشري بـ 50894. ويتنافس 54 مرشحا في 7 لوائح على 10 مقاعد نيابية: مقعدان في البترون، مقعدان في بشري، ثلاثة مقاعد في زغرتا وثلاثة مقاعد في الكورة.

وبما أن نتائج الانتخابات أصبحت شبه واضحة في الدائرة التي يتم التنافس فيها حاليا على مقعدين، أظهرت دراسة احصائية قام بها “مركز الإحصاء والدراسات الاستراتيجية”، برئاسة إيليا إيليا، استناداً إلى 4890 استمارة، النواب المتوقع فوزهم في الدائرة، وهم: في بشري: ستريدا جعجع 37.69%، وجوزيف إسحق 33.49% (كلاهما من “نبض الجمهورية القوية” – القوات). في زغرتا: طوني فرنجية (لائحة “وحدة الشمال” – المردة) 30.11%، ميشال معوض (لائحة “شمال المواجهة” – حركة الاستقلال) 30.06% وبيار رفول (لائحة “رح نبقى هون” – التيار العوني) 12.50%. في البترون: جبران باسيل (لائحة “رح نبقى هون” – التيار العوني) 34.64%، ومجد حرب (لائحة “شمال المواجهة” – مستقل) 22.25 %. في الكورة: فادي كرم (لائحة “نبض الجمهورية القوية” – القوات) 33.88%، سليم سعادة (لائحة “وحدة الشمال” – القومي) 17.31% وفادي غصن (لائحة “وحدة الشمال” – المردة) 17.14%.

والمقاعد التي حصلت عليها اللوائح، حسب النسبة المئوية لكل لائحة، تبيّن أن لائحة “رح نبقى هون” (التيار الوطني الحر) حصلت على 1.98 مقعدا، و”نبض الجمهورية القوية” (القوات اللبنانية) 3.05 مقاعد، و”شمال المواجهة” (معوض – حرب) 1.74مقعدا، ولائحة “وحدة الشمال” (المردة – القومي) 2.49 مقعدا.

وفي قراءة خاصة للمسار الانتخابي في الأقضية الأربعة، أوضح أحد المراقبين لموقع “لبنان الكبير” وفق احصاءات قام بها ما يلي:

في بشري والقضاء، تبدو “القوات” مرتاحة الى وضعها حتى الآن. أما المرشح وليام طوق فربما لن يحصل على نسبة الأصوات ذاتها التي حصل عليها في انتخابات 2018 بحيث يسجل تراجعا نسبته 7 في المئة خصوصا وأن هناك خلافا بينه وبين المرشح روي عيسى الخوري على الصوت التفضيلي، كما أن هناك مرشحا آخر من عائلة طوق هو رياض طوق سيسحب بعض الأصوات من أمامه.

وفي حدشيت التي تعتبر ثاني أكبر كتلة ناخبة بعد بشري المدينة، يواجه حزب “القوات” أزمة بسبب خلاف على خلفية بناء الحائط المؤدي إلى مقابر القرية ضمن وادي قاديشا. وهناك المرشح قزحيا ساسين الذي ربما يتعاطف معه أهل البلدة ويجيرون أصواتهم له أو ربما يتخذون قرار المقاطعة.

وفي حصرون، ثالث أكبر كتلة ناخبة في القضاء، تبدو حظوظ مرشح ” القوات” جوزاف اسحاق بالفوز والخسارة متساوية لأسباب عدة كما أن ابن بلدته طوني متى مرشح، وعائلته التي كانت تصوت ل”القوات”، ملتزمة اليوم بتجيير الأصوات له. وبالتالي، فإن الصوت الاغترابي سيلعب دوره في فوز اسحاق.

أما في زغرتا، فيبدو أن الأمور محسومة لصالح المرشحين طوني فرنجية وميشال معوض، لكن تيار “المردة” يحاول تعويم المرشح اسطفان الدويهي الذي تراجعت شعبيته، كما هناك مرشحون من عائلة الدويهي التي تعد ثاني أكبر العائلات في القضاء بعد عائلة معوض ما يعني أن الاصوات ستتشتت بين مرشحي العائلة.

إذا، المعركة في زغرتا ستكون على المقعد الثالث، والمنافسة على أشدها بين المرشحين: بيار رفول وجواد بولس واسطفان الدويهي.

وفي قضاء زغرتا هناك بلدات يتواجد فيها مسلمون سنّة: مرياطة وحارة الفوار وايعال وحيلان وجزء من علما، والذين ستتوزع أصواتهم على مختلف اللوائح.

وفي ما يتعلق بالكورة التي تشهد “خبصة” انتخابية لعوامل عدة منها كثرة عدد المرشحين والانقسام الحاصل بين الفريق الواحد والتراجع في شعبية الأحزاب والتيارات، لناحية “القوات”، فإن المرشح فادي كرم يتمتع بحيثية شعبية واسعة ومرتاح الى عدد الأصوات التي ستصب لصالحه على الرغم من أن المرشح أديب عبد المسيح سيأخذ من أمامه بعض الأصوات. وبالتالي، ستكون المنافسة بين خمسة مرشحين أقوياء على 3 مقاعد: فادي كرم (القوات)، فادي غصن (المردة)، أديب عبد المسيح (لائحة المعارضة معوّض – الكتائب ومجد حرب)، النائب جورج عطاالله (التيار الوطني الحر) وسليم سعادة (الحزب السوري القومي الاجتماعي).

وفي البترون، تبدو الصورة واضحة بحسب أحد المراقبين الذي يقول ان النائب جبران باسيل يضمن فوزه كما ان وضع مرشح “القوات” غياث يزبك جيد أما حظوظ المرشح مجد حرب بالفوز فتبدو قليلة.

وأشار الى أن من المتوقع أن يكون الحاصل الانتخابي في دائرة الشمال الثالثة بين 10 آلاف و11 ألف صوت.

شارك المقال