جعجع وريفي يريدان طرابلس قارب موت انتخابياً للحريري

رواند بو ضرغم

عذراً من أرواح شهداء زورق الموت، فالوقت هو وقت انتخابات ولا وقت للبكاء على أطفال وشباب ونساء هربوا من جهنم الأمعاء الخاوية والفقر القاتل الى مصيرهم والمجهول… عذراً من طرابلس المفجوعة، وطرابلس المحرومة، فلو كنا في دولة القانون وحقوق الانسان لما تكررت قوارب الموت وتجارة الأرواح… فالأهم من أرواح الطرابلسيين اليوم عند تُجّار السياسة أن تُدار معركة طرابلس بإتقان لضرب الرئيس سعد الحريري في معقل السنة.

وتقول مصادر تحالف لائحة “القوات” وأشرف ريفي أن المفاجأة ستحملها طرابلس للحريري بحصولها على أكثر من ثلاثة مقاعد على حساب لائحة النائب السابق مصطفى علوش، وهذه ستكون ضربة للحريري أكثر منها لفريق الثامن من آذار، لأن الأصوات ستتوزع بغالبيتها ما بين لائحة “القوات” – ريفي ولائحة النائب فيصل كرامي وحلفائه.
أراد الحريري أن لا يكون شريكاً في سقوط الدولة، ولكن خصومه الجدد يريدون إشراكه ووراثة زعامته السنية على حساب شهداء طرابلس ودمائهم، فيأخذون أصواتهم ويتبرّأون من حرمانهم… الا أن الواقع يقول بأن القوي هو من لا يريد شيئاً من الناس، واليوم أكثر الأقوياء هو سعد الحريري الذي علّق عمله السياسي ولا يطلب أصوات الناس، لأن المرحلة هي مرحلة الوقوف الى جانبهم لتمرير الانهيار، وهو وعد بأن لا تدفن شهادات ضحايا قارب الموت في بحر طرابلس…
كان “حزب الله” يظن أنه سيحصل مع حلفائه على أكثرية نيابية لا تقل عن سبعين نائباً، الا أن الاحصاءات أشارت الى تراجع العدد بعد عودة دول الخليج الى لبنان، وقبل أن يتبيّن حتى ما اذا كانت ستدعم حلفاءها بالمال الانتخابي أم لا…
وبعد أن تأكد حصول الانتخابات في موعدها، يصعب الوصول الى تأليف حكومة ما بين الاستحقاقين الانتخابيين، النيابة والرئاسة. وتقول مصادر مطلعة على المشاورات لـ “لبنان الكبير” إن البحث يتركز اليوم على تعويم حكومة الرئيس نجيب ميقاتي، فتستمر برئيسها وبتعديل وزاري لبعض أعضائها، وتحديداً استبدال أربعة منهم، وزراء الطاقة، العدل، السياحة والاتصالات. غير أن الثنائي الشيعي لن يطاله التعديل، الا في حال اصرار فريق رئيس الجمهورية على استبدال وزير الثقافة محمد مرتضى، اقتصاصاً منه لمواقفه في مجلس الوزراء وتصديه للفريق الرئاسي.
وبانتظار انتهاء الحوار الايراني – السعودي ومدى تأثيره على الداخل اللبناني، فإن الشخصية التوافقية للمحاور المتناقضة المخولة الوصول الى رئاسة الجمهورية هو الوزير السابق سليمان فرنجية، وفقاً لمصادر متعددة، وذلك نظراً الى قوة علاقته مع “حزب الله”، وعلاقته المميزة مع الرئيس السوري بشار الأسد، في مقابل عدم انقطاعه عن دول الخليج، وعلاقاته الودية مع المحور الأميركي، وصداقاته الأوروبية. والأهم من كل ما سبق، هو وضوحه في التعاطي مع الحلفاء والخصوم، واحترامه للالتزامات السياسية وعدم انقلابه على مواقفه، فهو الشخص الوحيد الذي يثق بالتزاماته خصومه وحلفاؤه في آن.
وتشير معلومات خاصة بـ “لبنان الكبير” الى أن الرئيس نبيه بري عازم على التزام المهل الدستورية لفتح دورة انتخاب رئيس للجمهورية وعقد جلسات مفتوحة لتحقيق ذلك.

شارك المقال