“الشمال الثالثة”… لعبة توزيع أصوات والمغتربون يحسمون

هيام طوق
هيام طوق

على بعد 15 يوماً من الانتخابات النيابية، دخل البلد عملياً في “حمى” هذا الاستحقاق بحيث لا صوت يعلو على صوت الماكينات والشعارات والتصريحات النارية على مستوى 15 دائرة انتخابية، اذ أن كل الأحزاب والتيارات والمرشحين انكبوا على دراسة أرض المعركة، وتسخير كل الامكانات البشرية واللوجيستية في العمليات الحسابية الدقيقة وكيفية توزيع الأصوات بين الأقضية في كل دائرة وهو أمر يعتبر في غاية الأهمية بالنسبة الى حسابات الفوز والخسارة.

وإذا كانت لكل دائرة انتخابية خصوصية، فدائرة الشمال الثالثة​ (البترون، الكورة، زغرتا، بشري) لها نكهتها الانتخابية الخاصة لأنها “دائرة المرشحين لرئاسة الجمهورية”، كما شهدت أكبر نسبة تسجيل للمقترعين المنتشرين في بلاد الاغتراب والذين سيلعبون دوراً في النتائج خصوصاً لناحية المقاعد غير المحسومة.

وتتنافس 7 لوائح في الدائرة المسيحية الأكبر والتي يبلغ عدد الناخبين فيها 258376 ناخباً، يتوزعون على الشكل التالي: 81,959 ناخباً مارونياً في زغرتا (3 مقاعد)، 50,894 ناخباً مارونيا في بشري (مقعدان)، وفي الكورة 62,667 ناخباً روم أرثوذكس (3 مقاعد). أما البترون ففيها 62,444 ناخباً مارونياً (مقعدان). والحاصل الانتخابي الأول المتوقع لتأهل اللائحة هو 12,195 صوتاً، وتضم 10 مقاعد نيابية. وفي انتخابات 2018، بلغ الحاصل 11,263 صوتاً.

وفي حين تكثر الدراسات الاحصائية التي تتحدث عن مرشحين أقوياء وأن فوزهم محسوم، يبقى عدد من المرشحين بانتظار مسار اللعبة الديموقراطية يوم الانتخابات بحيث أن لعبة توزيع الأصوات والالتزام بها ونشاط الماكينات الانتخابية سيبقيان التنافس على أشده الى يوم 15 أيار. ويؤكد مصدر مواكب للانتخابات في الدائرة لموقع “لبنان الكبير” أن فوز أي مرشح من غير المحسومين في أحد الأقضية الاربعة سيخلط الأوراق، في حين أن هناك 5 مقاعد من أصل 10 باتت معروفة الهوية لتبقى 5 غير محسومة لناحية الجهة والأسماء التي ستفوز بها. ووفق الدراسات الأخيرة، تشير الأرقام التي تتغير حسب المعطيات الى أن لائحة “المردة” ستفوز بـ 3 مقاعد، لائحة “القوات اللبنانية” بـ 3 مقاعد، لائحة ميشال معوض – مجد حرب – “الكتائب” بمقعدين ولائحة “التيار الوطني الحر” بمقعدين. أما اللوائح الأخرى المعارضة، فإن حظوظها بالفوز ضئيلة وبعيدة عن المنافسة بعد تشتت اللوائح خصوصاً وأنها تنافس أحزاباً وتيارات وقيادات لها ثقلها الشعبي وحضورها الفاعل في الأقضية.

وفي دائرة الشمال الثالثة، خلطت الأوراق وتغيرت التحالفات عن انتخابات 2018 حين حلّ تيار “المردة” في المرتبة الأولى عبر نيل لائحته 40,788 صوتاً، اذ كان متحالفاً مع النائب السابق بطرس حرب ومرشح الحزب “السوري القومي الاجتماعي” النائب سليم سعادة وملحم طوق، اما في الانتخابات الحالية، فترك حرب تحالفه مع “المردة”، ولم يبق الناخبون القوميون موحدّين خلف سعادة، ما يعني أن “المردة” فقد عشرة آلاف صوت، يعمل على تعويضها من قسم من المجتمع المدني ومن الأصوات السنية.

وحلّت لائحة “القوات” في المرتبة الثانية عبر نيلها 37,376 صوتاً. أما “التيار الوطني الحر” الذي حلّت لائحته حينها في المرتبة الثالثة بنيلها 33,342 صوتاً، ففقدت اليوم ميشال معوّض، وأصوات تيار “المستقبل” أي حوالي 12 ألف صوت يمكن تعويض جزء منها من خلال التحالف مع الحزب “القومي” في الكورة.

لذلك، فإن الحسابات الانتخابية تخضع لمقاييس دقيقة جداً وسط الحديث عن أن حزب “القوات” يعوّل كثيراً على الناخبين المنتشرين الذين سيدلون بأصواتهم بعد أيام قليلة، ونسبة التصويت والجهة التي سيصوّتون لها ستجعلان الصورة أكثر وضوحاً لناحية المرشحين غير المحسومين وفق المصدر الذي يشير الى أن المعطيات تتغير، وكل يوم نقترب فيه من الاستحقاق الانتخابي تصبح المعركة أشرس، وتتبدل حظوظ المرشحين غير المحسومين. أما بالنسبة الى الأسماء المحسومة الى اليوم، فهي: ستريدا جعجع، ميشال معوض، طوني فرنجية، جبران باسيل وجوزيف اسحاق الذي لا يعتبر محمياً مئة في المئة من إمكان الخسارة أمام المرشح ويليام طوق الذي نال 4649 صوتاً في الانتخابات الماضية، ولكن على ما يبدو فان حزب “القوات” لا يريد خسارة أي من مقعديه في بشري ما يفسر توزيع الأصوات بين ستريدا جعجع وجوزيف اسحاق في القضاء مع العلم أن فوز المرشحين في بشري سيؤدي الى خسارة أحد المرشحين: في الكورة فادي كرم أو في البترون غياث يزبك.

ويلفت المصدر الى أن المعركة المحتدمة لا تزال في زغرتا والكورة الا اذا استجد أمر طارئ، واتسعت دائرة المنافسة التي كانت على مقعدين الى 5 مقاعد يتنافس عليها: اسطفان الدويهي، فادي كرم، جورج عطا الله، سليم سعادة، فادي غصن، وليد العازار، أديب عبد المسيح، جواد بولس وغياث يزبك. وفي حال لم يفز في زغرتا اسطفان الدويهي الذي لديه حظوظ جيدة فسيكون الفوز من نصيب المرشحين في الكورة سليم سعادة وفادي غصن. وفي الكورة، يحصل فادي كرم على أعلى نسب من الأصوات يليه فادي غصن. وفي البترون، فوز جبران باسيل مؤكد مع العلم أن الدراسات تشير الى أن أرقام مجد حرب بعيدة عن أرقام غياث يزبك الذي لديه حظوظ بالفوز.

وكان مركز الاحصاء والدراسات الاستراتيجية أشار الى أن النواب المتوقع فوزهم في الدائرة الثالثة، هم: في بشري: ستريدا جعجع 37.69%، وجوزيف إسحق 33.49% (كلاهما من نبض الجمهورية القوية – القوات). في زغرتا: طوني فرنجية (لائحة وحدة الشمال – مردة) 30.11%، ميشال معوض (لائحة شمال المواجهة – حركة الاستقلال) 30.06%، وبيار رفول (لائحة رح نبقى هون – التيار العوني) 12.50%. في البترون: جبران باسيل (لائحة رح نبقى هون – التيار العوني) 34.64% ومجد حرب (لائحة شمال المواجهة – مستقل) 22.25% . في الكورة: فادي كرم (لائحة نبض الجمهورية القوية – القوات) 33.88%، وسليم سعادة (لائحة وحدة الشمال – القومي) 17.31%، وفادي غصن (لائحة وحدة الشمال – مردة) 17.14%.

شارك المقال