حامل خنجر برتبة محاسب

رواند بو ضرغم

حتى لو كانت عودة العالم الى بيروت محط ترحيب اللبنانيين، الا أنها لا تعني تسليم قرارهم ولا رهن ذممهم ولا التخلي عن عواطفهم تجاه من بايعوه محبتهم بالمال وبغير المال، وقد تكون المبايعة لمجرد ضحكة جميلة أو صورة سيلفي مع من استطاع الى ذلك سبيلاً.

والكلام عن محاولات الضغط على الرئيس سعد الحريري لإصدار موقف بدعوة جمهوره الى المشاركة في الانتخابات، يروّج له الساعون الى قضم إرثه السياسي والذين خانوا الأمانة.

ويبرز هنا موقف جمهور تيار “المستقبل” البقاء الى جانب رئيسهم و”المقاطعة لعيونه”. أما الحريري فلم يأخذ قراراً ليتراجع عنه، وسيبقى معلقاً عمله السياسي التقليدي، من غير أي دعوة الى المشاركة في الاقتراع ولا الى المقاطعة.

والجمهور الأزرق يعتبر المملكة قبلته ويحب سفيرها، ولا أحد ينسى صرخة هذا الجمهور الوفي يوم خرج السفير وليد بخاري مع الرئيس الحريري الى شرفة “بيت الوسط” في ذكرى الرابع عشر من آذار عام ٢٠٢٠.

والذين حرّضوا وغرزوا خناجرهم بغياب حامل الأمانة ارتدت عليهم الطعنات. فهم ممن كانوا مؤتمنين على الكثير الكثير ولكنهم خانوا عند أول مفترق طريق، فجاء الرد من البيارتة تحديداً، بأنهم لا يريدون استبدال غزالهم بأي فرد!

فالبديل عن الحريري، ولو حمل كل ألقاب الدنيا يبقى مجرد محاسب، لا يستطيع أن يقرأ عقول الجماهير، صنعه الحريري الأب وأبقاه الابن.

هل أدرك المنقلبون على الحريري أن النتائج الهزيلة أصبحت حتمية؟ أم أن ما وُعدوا به من تحصيل كتلة نيابية اصبحت سراباً في صحراء الحريرية؟

ان حجم الشتائم المنهالة من كل حدب وصوب والمقالات الموجهة ضد الرئيس سعد الحريري يؤكد أنهم مأزومون، وسوف يؤدي فعلهم الى ردود فعل لا تحمد عقباها… والحل الوحيد هو بالاعتراف أنه وحده من يمتلك القرار والجمهور، وبالتودد اليه، علّه يعفو عما اقترفته نفوس المنقلبين من حقد وغل، والا فالخسارة واقعة لا محالة… أما العودة الى الأساس فأفضل من الاستمرار بالمعارك الوهمية، التي لا تتخطى حدود الحاصل والكسور… فإبن رفيق الحريري لا يُثمّن بالحواصل، بل بوفاء جمهوره له.

شارك المقال