“الجنوب الثالثة”: “معاً نحو التغيير” في المنافسة الصعبة

فاطمة حوحو
فاطمة حوحو

لا شك أن السباق الانتخابي في الدائرة الثالثة في الجنوب، والتي تضم النبطية بنت جبيل، حاصبيا ومرجعيون، سيكون مؤشراً الى إمكانات التغيير في المستقبل، بحيث تخوض لائحة “معاً نحو التغيير” معركة جريئة في وجه لائحة الثنائي “حزب الله” وحركة “أمل” وحلفائهما، إذ ضمت شخصيات من المجتمع المدني معروفة لدى الأهالي ولم تسقط بالبراشوت، بعضها عرف خلال ثورة 17 تشرين والبعض الاَخر عرف بمواقفه المعارضة لسياسات الأمر الواقع، مما اعتبره البعض مؤشراً الى إمكان خرقها بمقعدين وان لم تنجح المحاولة فتكون قد أسست لبديل مقبول في المستقبل، يمثل مستقلين رافضين لخضوع ارادة قوى حزبية مسلحة وفاسدة همها البقاء في السلطة واستغلال معاناة الناس.

وفق هذا المنطق يروّج المؤيدون للائحة الذين يتعرضون لضغوط وتهديدات وآخرها ما جرى مع المرشح فراس حمدان، الذي ينافسه على المقعد الدرزي في حاصبيا مروان خير الدين.

وحسب متابعين للمشهد الانتخابي في هذه الدائرة، فإنهم يتوقعون “حصول معركة جدية وحقيقية يوم الأحد المقبل، خصوصاً أن قوى المعارضة إستطاعت بتشكيلة هذه اللائحة في المنطقة، ازالة كل العقبات أمام توحيد جهود قوى التغيير، اذ جرى التعامل بحنكة من خلال ثلاث نقاط: أولها توحيد لائحة المعارضة، وتذليل العقبات أمامها من قبل لوائح ومرشحين آخرين باسم الثورة والمعارضة، على الرغم من محاولات وضع العراقيل، وخرج مرشحون كثر للاستعراض لم يستطيعوا اكمال الطريق. وثانيها أن هذه اللائحة بينت امكان أن تشكل خطراً فعلياً على الثنائي نتيجة تعددية التمثيل المذهبي الموجودة، فهناك السني والدرزي والشيعي والماروني والأرثوذكسي، وتبين أنه بإمكان مرشحي هذه اللائحة اذا تم العمل بشكل صحيح لإدارة المعركة وتزخيم القدرات التعبوية عبر طرح شعارات واضحة وإقامة صلات مع الناخبين، أن تحصل على نسبة حواصل كبيرة وهي سهلة المنال كما يقولون. والواضح أن الثنائي اضطر الى بدء حملة دعائية مضادة وكثف نشاطه وشغل وسائطه في محاولة لإقناع الناخبين بالتصويت للائحته تارة بالفتوى وتارة أخرى بالتكليف الشرعي، حتى أن السيد حسن نصر الله نفسه أطل أمس (الأول) في صور من خلال فيديو جامعاً الناس من مدن الجنوب، ليظهر أمام بيئته أنه يخوض معركة حقيقية ضد الذين يحاولون إزالة سلاحه”.

أما ثالث هذه النقاط بحسب المتابعين، فهي أن “هذه اللائحة وبغض النظر عن الانتقادات التي وجهت اليها من هذا الطرف أو ذاك في المعارضة، جرى العمل عليها بذكاء بغض النظر عن محاولات زيادة عدد الطباخين فيها، وبما أن الطبخة (بتشوط) اذا كثر الطباخون، منع البعض من وضع أيديهم فيها، ولذلك تم التصويب عليها من معارضين كانوا طامحين الى لعب دور ما في تشكيلها”.

وأوضح المتابعون أن هذه “اللائحة كانت تحاول القيام بنهج انتخابي غير تصعيدي، لأنه في النهاية هناك الكثير من المعترضين على الثنائي ويقيمون في المنطقة ولا يريدون حدوث إشكالات مباشرة مع الثنائي ومع حزب الله بالتحديد لأنها تؤثر بشكل مباشر على معيشتهم اليومية وعلى أولادهم ودراستهم وحياتهم”.

وأخذاً في الاعتبار ذلك، أشار المتابعون الى “استخدام خطاب شخصي من مرشحين مشهود لهم يختلف عن الخطاب العام والعناوين المطروحة التي قد يعتبرها الانسان العادي غير مثيرة، والملاحظة الأساسية أنه تم ابعاد الأشخاص الذين يمكن أن يشكلوا أزمة أو حساسية، ومن هنا القول إنها لائحة لم يستطع حزب الله إطلاق النار عليها، فهي لم تضم مرشحاً عن القوات اللبنانية، لذا فانها تشكل خطراً فعلياً على الحزب كونها لم تعط ذريعة لنبذها شعبياً، لذا لن ينجح في تخويف الناس منها ولذلك القول بأنها لائحة مدروسة وقادرة على المواجهة”.

“بالنسبة الى الصوت الماروني فيتمثل في حزب القوات اللبنانية وله عامل تأثير إذا قام هذا الحزب بالتصويت للائحة في حال كان توجهه الفعلي اسقاط الثنائي وليس المبارزة معه وعرض العضلات، ولهذا السبب يجب عليه لعب دور مميز لأن هناك تأكيدا على قدرة هذه اللائحة على الخرق في مناطق معينة لاسيما في المقعد الأرثوذكسي، وقد يكون هناك حاصل يؤهل المرشح الشيعي لأن يصل أو يكون منافساً فعلياً لبقية المرشحين الشيعة اذا لم يتم اللعب على القانون والحواصل والصوت التفضيلي”، بحسب المتابعين الذين لا يغيب عنهم الاشارة الى وجود “غضب شعبي شيعي في مناطق هذه الدائرة، مع انتشار ظاهرة دفع الأموال من قبل الثنائي وغيره من الحلفاء في محاولة لشراء الذمم. فهناك من يدفع 800 ألف ويوزع مساعدات غذائية مع وعود بتامين النقليات لمن يعيش داخل المنطقة وخارجها وتحميس الناس من خلال الخطاب الشعبوي الذي لا يسمن ولا يغني من جوع، فالناس جائعة وعايفة حالها، على الرغم مما يقال عن أنها تأكل اللحمة المشوية، من خلال المخصصات التي يدفعها حزب الله، ولكن الجنوبيين ليسوا كلهم متفرغين في الحزب ويخضعون لارادته ولا متفرغين للعمل العسكري ويحصلون على أموال منه. صحيح أن هذه المنطقة فيها أكثرية شيعية لا سيما في النبطية وبنت جبيل أي التي يسميها الحزب عاصمة المقاومة، ولكن هناك شيعة مستقلون ومتضررون من سياسات هذا الحزب ويعانون من فساد أمل ونوابها وقيادييها وقد تكون لديها فرصة التغيير في هذه الانتخابات”.

شارك المقال