الوضع المعيشي نحو الأسوأ… والنواب الجُدد “شاغتلهم النمرة”!

راما الجراح

بعد دخول ١٤ نائباً جديداً الى مجلس النواب على بساط التغيير، كان محور الحدث الأساس لدى بعضهم اختيار رقم مميز لسيارة ترافقه على مدى ٤ سنوات، أو طلب أحدهم رقماً يطابق ذكرى ميلاد زوجته، فيما حصل شجار بين آخرين حول من سيكون صاحب رقم سيارة الرئيس سعد الحريري، وتضاربت المعلومات حول هذه النقطة بأن الرئيس نبيه بري أنهى الشجار بعدم إعطاء “النمرة” لأحد لأن “سعد راجع”!.

مواقف أولية أقلقت الشارع اللبناني الذي يراهن على الشخصيات الجديدة بالتغيير وخاصة أننا على بُعد أيام من جلسة انتخاب رئيس مجلس النواب ونائبه. وبين المد والجزر في آراء رواد مواقع التواصل الاجتماعي حول هذا الموضوع كان دولار السوق السوداء يرتفع بشكل جنوني حتى لامس سقف الـ ٣٦ ألف ليرة في سابقة لم يشهدها لبنان في تاريخه، مقابل إرتفاع تلقائي في أسعار المحروقات والمواد الغذائية، و”تسعيرة” الصباح تختلف عن المساء.

مسلسل الرُعب مستمر ومقولة “لا تندهي ما في حدا” يبدو أنها مستمرة أيضاً مع أولى المواقف التي شهدناها من النواب الجُدد. تقول أم نقولا، وهي أرملة تعيش مع أولادها في منطقة كورنيش المزرعة: “أحد أولادي كان مريضاً واضطررت لأخذه إلى مستشفى أوتيل ديو، التي تبعد عني أقل من ١٠ دقائق في السيارة، وطلب مني سائق التاكسي ٦٠ ألف ليرة بسبب ارتفاع الدولار وغلاء المحروقات. ترددت في الصعود لأنني بعملية حسابية سريعة سأصرف ١٢٠ ألف ليرة فقط أجرة طريقي القصير، عدا عن تكاليف الاستشارة الطبية والعلاج الذي سيصفه الدكتور لطفلي. أخاف أن أصل إلى مرحلة أعجز فيها عن تلبية طلبات أولادي الثلاثة الصغار وتأمين طبابتهم، فراتبي لا يتخطى المليوني ليرة كعاملة نظافة في احدى المدارس”.

“تنكة البنزين وصلت إلى ٦٠٠ ألف ليرة، وراتبي في المؤسسة التي أعمل فيها لا يزال باللبناني ويبلغ ٤ ملايين ليرة أي يكفيني أسبوعاً فقط لتعبئة البنزين وأنا أب لطفلين يحتاجان كل ١٠ أيام الى حليب وحفاضات، هذا ولم ندخل بعد في أسعار المواد الغذائية اليومية الأساسية التي لا يمكن الاستغناء عنها”، يقول مكرم لـ “لبنان الكبير”. ويشير الى وجوب “أن تكون هناك خطة منطقية تفرضها الحكومة لزيادة الرواتب من جهة، وتقنين ساعات العمل في المكاتب لتوفير مصاريف البنزين من جهة ثانية، والا فالاستمرارية بهذا الوضع غير ممكنة، بل شبه مستحيلة”، متسائلاً: “هل شجعونا على كثافة الإقتراع ليحكموا علينا بالموت البطيء؟”.

وفي استفتاء قام به “لبنان الكبير” وشمل عدداً من الناشطين السياسيين الذين أبدوا رأيهم بالواقع المرير الذي نعيشه مع التحفظ عن ذكر أسمائهم تفادياً لأي ردة فعل سلبية تجاههم، أكدوا أن “لا شيء يبشر بالخير، والوضع الاقتصادي والمعيشي سبق وقلنا أن الانتخابات لن تكون الحل الجذري له، ولكن شددنا على المشاركة في الإقتراع لأنه حق أساس من حقوقنا التي يجب علينا ممارستها لنبدأ بالخطوة الأولى في مسار التغيير، وهذا لا يعني أن النواب التغييرين الذين تمثلوا في مجلس النواب سيستطيعون إحداث مفاجآت تغييرية على جميع الصعد ولو حاولوا، لأن الأحزاب لا تزال تملك الأكثرية النيابية وبالتالي نتوقع في المدى القريب أن يخرج من هؤلاء النواب من يؤيد حزب فلان وعلان، والوقت سيثبت ذلك في العديد من القرارات وأولها الموافقة على إعادة انتخاب الرئيس نبيه بري لرئاسة المجلس”.

منذ العام ٢٠١٩ والمعاناة تزداد شيئاً فشيئاً من دون وجود رؤية واضحة لحل قريب ينعش البلاد والعباد، فهل هذا الارتفاع الكبير والمستمر في سعر الدولار سيكون الشرارة لعودة الانتفاضة الشعبية إلى الطرقات، أم أننا مقبلون على مجاعة حقيقية هذه المرة؟

شارك المقال