“فخ مسيرة الأعلام”… اختبار إرادة لغزة والضاحية

زاهر أبو حمدة

أن يختار عدوك توقيت المعركة، يعني اكتسابه لنقاط إضافية. هذا ما يحاول نفتالي بينيت، فعله بحجة مسيرة الأعلام في القدس. هو ينتظر رداً عسكرياً من غزة، كما هددت الفصائل، وبالتالي تبدأ الحرب. يرتبط التوقيت ببعده العسكري عبر المناورات الشاملة “عربات النار”، بما أن الجيش بكل قطاعاته متأهب وجاهز تلقائياً.

أما استراتيجياً يريد الاحتلال استعادة الردع عبر كسر معادلة ارتباط غزة بالقدس. هذا احراج: الاحتلال يريد المعركة وإذا لم ترد المقاومة تخسر إنجازات أيار الماضي. فماذا سيحصل؟

نصب بينيت فخاً عبر مسيرة الأعلام يستدرج فيه جبهة غزة وكذلك جبهة لبنان بعد تهديدات السيد حسن نصر الله. يريد بني غانتس توجيه ضربة قاسمة وحاسمة يستطلع فيها قوة الصواريخ في الجبهتين أولاً، ومن ثم استغلال الوضع الدولي والإقليمي لتقزيم قدرات المقاومتين الفلسطينية واللبنانية. وهكذا يمكن أن تكون المعركة لأيام إذا كانت للاستطلاع فقط، ولأشهر إذا كانت “حياة أو موت”.

يعرف “الكرياه” كيف تبدأ الحرب، لكن لا أحد يمكنه توقع كيفية نهايتها، لذلك بدأت مرحلة “عض أصابع” لاتخاذ القرار وتنفيذه إن كان اسرائيلياً أو فلسطينياً. لكن يبقى هناك سيناريوات غير الحرب المباشرة؛ أهمها تنفيذ المسيرة مع مواجهات قبل وصولها الى باب العمود والحي الإسلامي وتنتهي من دون دخول الأقصى أو إتمام الطقوس الدينية الاستفزازية. هذا ممكن، لكن ما يرفع أسهم المعركة هو جاهزية الاحتلال وكذلك المقاومة. في حين هي اختبار ارادات بالاستناد الى نتائج معركة “سيف القدس”، فالمقاومة تريد تثبيتها بينما الاحتلال يطمح الى محوها.

أما في الجبهة اللبنانية، يمكن لحزب الله الدخول مباشرة تنفيذاً لتهديد نصر الله، بمنطق حذر يبقي المواجهة في الجنوب اللبناني وشمال فلسطين من دون توسع دائرة النار نحو بيروت. وفي هذا الإطار يمكن أن تكون الصواريخ فلسطينية عشوائية كما حصل سابقاً، أو تابعة للحزب بلا أهداف مؤثرة. أما إذا كان القرار في الضاحية غير ذلك، فيعني حرباً شاملة ربما تمتد إلى دخول أطراف إقليمية ودولية أخرى.

شارك المقال