إنتخابات نقابة الأطباء في طرابلس: لوائح نقابية ردًا على “الاصطفاف” السياسي

إسراء ديب
إسراء ديب

تنطلق انتخابات نقابة الأطباء في الشمال اليوم الأحد وسط أجواء يصفها بعض الأطباء بأنّها “الأصعب والأقسى” مع الانعكاسات السلبية التي طالت القطاع الطبّي على صعيد المستلزمات والأدوات والأدوية الطبية، كما على صعيد الأطباء الذي قرّر الكثير منهم الهجرة مما أدّى إلى تراجع أعدادهم وسط خوف وقلق كبيرين على هذا القطاع الذي كان يتميّز به لبنان عن غيره من الدّول العربية.

في الواقع، إنّ الظروف الصحية والاقتصادية والسياسية كانت قد فرضت نفسها بقوّة على الأطباء الذين باتوا يشعرون بانعدام الأمان والثقة بهذه الدولة، مع تضرّرهم بشكلٍ مباشر من هذه الأزمات الضخمة التي لم يشهدوا مثلها أبدًا حتّى في زمن الحروب أو المعارك القاسية، وبالتالي تأتي الانتخابات هذا العام “كردّ مباشر على الطبقة السياسية التي أنهكت هذا المجال الرئيسي في لبنان”، وفق ما يقول أحد الأطباء المنتسبين إلى نقابة الأطباء في طرابلس لـ “لبنان الكبير”، مشدّدًا على أهمّية اللوائح المستقلّة المشاركة هذا العام في الانتخابات التي “لا نتردّد بالقول بأنّها ديموقراطية وقد تُعزّز قوّة القطاع الذي لم يعد يتمكّن طاقمه من الصمود أمام كلّ هذه الظروف التي كرّسها سياسيو لبنان من وزراء للصحة ونواب إلى جانب الاقتصاديين الذين تحكّموا بمفاصل هذه الدولة التي لا نستبعد إعلان إفلاسها مع هكذا مسؤولين”.

انتخابات الشمال

على خلاف نقابة الأطباء في بيروت والتي ستكون أيضًا على موعد مع الانتخابات بعد غياب عامين بسبب الظروف الصحية المتمثلة بانتشار وباء كورونا حينها وهو ما يراه الأطباء بأنّه تأجيل غير قانونيّ، تمكّنت طرابلس العام الفائت من إجراء هذه الانتخابات التي يبدو أنّ مشهدها هذا العام “انتخابيًا” سيكون مختلفًا ومميّزًا بوجود لوائح “نقابية” بعيدة عن الاصطفاف السياسيّ الذي طبع الانتخابات المسبقة، حسبما يُؤكّد عدد من الأطباء المنتسبين إلى النقابة.

وبين المرحلة الأولى حيث سيتمّ الاقتراع لاختيار أعضاء جدد لمجلس النقابة، والمرحلة الثانية التي سيتمّ انتخاب فيها نقيبًا جديدًا، يُمكن القول أنّ عدد الأطباء المنتسبين إلى نقابة الأطباء شمالًا، سيكون مرتفعًا، إذْ ستكون هذه الصناديق على موعد مع توجه ما يُقارب الـ 1163 طبيبًا من أصل 2600 طبيب لإتمام واجبهم الديموقراطي على مرحلتين.

وفي تفاصيل المرحلتيْن، تُركّز المرحلة الأولى على عملية اقتراع لاختيار 3 أعضاء لمجلس النقابة في ظلّ وجود منافسة بين 10 أطباء وهم: محمّد صافي، وسيم درويش، حسن خضر، طارق إسماعيل، رفعت السودة، عبد الرزاق خشفة، شعلة شاهين، أحمد البوش، هيثم رافعي، ومحمّد الدهيبي. فيما تُركّز المرحلة الثانية على وجود أطباء مرشحين لمركز النقيب (والذي يستوجب أن يكون من الطائفة الإسلامية هذا العام حسب عرف النقابة) وهم: وسيم درويش، محمّد صافي، حسن خضر، طارق إسماعيل، رفعت السودة، حسن زكريا، وعبد الناصر مصطفى.

وفي التفاصيل أيضًا، تتنافس ثلاث لوائح مكتملة بعيدة عن “المزايدات السياسية المعتمدة روتينيًا” إحداها تضمّ 3 مرشحين لمنصب النقيب، كما يتضمّن المشهد الانتخابيّ منافسة نقابية لا سياسية، بوجود تحالفات نقابية، مع ضرورة اختيار أعضاء صندوق التقاعد وهم 3 أعضاء من 6 مرشحين: عامر حمزة، حلمي درويش، رضوان رستم، عبود زريقة، جميل نشار، وطارق قصّاب، في حين فاز الطبيبان طارق قصاب وناصر الأسعد، أيّ عضوا المجلس التأديبي بالتزكية.

كما فاز الطبيبان إيلي حبيب وبشارة الشامي بمنصب المراقب العام ومساعده بالتزكية، أمّا أعضاء صندوق التأمين والإعانة الستّة، فيتمّ تعيينهم من قبل النقيب المنتخب ومجلس النقابة، وذلك لحظة انعقاد الجلسة الأولى للمجلس الجديد.

شارك المقال