حكومة “الفراغ الرئاسي”… باسيل يبكر بابتزاز “حزب الله” بنواف سلام

رواند بو ضرغم

مع اقتراب موعد الاستشارات النيابية الملزمة، فُتحت أبواب البازار الحكومي على مصراعيها، وبدأ رئيس تكتل “لبنان القوي” النائب جبران باسيل ممارسة هوايته الفضلى بابتزاز الحلفاء والخصوم سياسياً. أما المعادلة فواضحة للجميع: عودة باسيل وزيراً أصيلاً، أو يكلف نواف سلام تأليف الحكومة.

بدأت بورصة الأسماء السنية تدور بين أوساط أصحاب القرار، فهل يستمر رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي في مهامه ويعود رئيساً مكلفاً تأليف حكومة أصيلة؟ وذلك على الرغم من معارضة باسيل بالدرجة الأولى، و”القوات اللبنانية” بالدرجة الثانية، والنواب المستقلين المنبثقين من ثورة ١٧ تشرين بالدرجة الثالثة!.

يقول مصدر مطلع على المباحثات لموقع “لبنان الكبير”: إن المشكلة تكمن أيضاً في تكليف الرئيس ميقاتي بأقلية هزيلة، فهل سيقبل بالتكليف على هذا النحو ويسعى الى تأليف حكومة فلول العهد العوني؟ يسأل المصدر ويعتقد ضمناً أن ميقاتي سيقبل بذريعة عدم الهروب من المسؤولية، ولمتابعة التفاوض مع صندوق النقد الدولي وتنفيذ مشروعه. أما أن يستطيع تأليف حكومة فهذا من شبه المستحيل، لأنه لن يرضى بإعادة باسيل الى مملكة الطاقة وزيراً، لا بل سيكون مجرد تفكيره بهذا الأمر بمثابة طلقة سنية ووطنية في رأس بنيانه السياسي. في حين أن أي حكومة لا تشمل اسم باسيل لن تُوقع من رئيس جمهورية التيار.

من حكومة تصريف الأعمال أيضاً، يشير المصدر الى أن وزيري الداخلية والاقتصاد بسام مولوي وأمين سلام يطرحان نفسيهما لرئاسة الحكومة، الا أن أياً من الكتل النيابية لم تتبن أحداً منهما حتى اللحظة، وخصوصاً أن وصولهما يتطلب تسليم أوراق اعتمادهما الى “صهر القصر” باسيل، لاعطائه عهداً بتسميته وزيراً في حكومة الفراغ الرئاسي، التي سيتحول فيها كل وزير الى حاكم بأمره بحكم الفيتو الذي يكتسبه بعد فراغ قصر بعبدا.

الاسم الآخر الأكثر جدلية في بورصة المرشحين للتكليف، هو السفير نواف سلام المطروح سابقاً من باسيل و”القوات” والمقبول من التغييريين والمنبثقين من ثورة ١٧ تشرين. يستخدم باسيل اسم نواف سلام من باب الابتزاز السياسي لـ”حزب الله” الذي يرفض هذا الاسم لاعتباره أداة في يد الأميركيين. واستخدم باسيل اسم نواف سلام يوم كان “الثنائي الشيعي” ممثلاً بالرئيس بري، داعماً لتكليف الرئيس سعد الحريري بعد أحداث تشرين عنوة عن باسيل، وكان معياره يومذاك، إما نعود الى الحكومة معاً أو نبقى خارجها معاً. أما اليوم فشعار باسيل الذي يبتز لأجله الثنائي: إما عودته الى الحكومة وزيراً، أو لا حكومة… فهل يجرؤ باسيل على السير في تكليف نواف سلام على الرغم من معارضة “حزب الله” لهذا الطرح؟

أعلن باسيل صراحة رفضه المضي في حكومة “تكنوقراط” قائلاً: “حكومة تكنوقراط باي باي”. فمعيار باسيل لمن سيزكيه لتولي مهمة التأليف هو الشخصية السنية التي تقبل بشخصه وزيراً، لأنه إذا جرى تأليفها فستحل الحكومة مجتمعة مكان رئاسة الجمهورية الفارغة، وتعاد بذلك تجربة حكومة الرئيس تمام سلام الذي ضاق ذرعاً بباسيل لأنه فسر “الحكومة مجتمعة” بأن كل وزير في الحكومة يجب أن يوقع على أي مرسوم، وهو اليوم لا يثق بأحد “ثقة مطلقة” لذلك يريد العودة وزيراً ليمتلك حق “الفيتو” أو الاستمرار في حكومة تصريف الأعمال المكبلة وغير القادرة على الاجتماع.

مصادر عدة تتقاطع على التشاؤم في تأليف حكومة قبل نهاية ولاية الرئيس ميشال عون. حتى وإن استطاعت الكتل النيابية تكليف شخصية سنية سياسية أم تكنوقراطية، تحديداً اقتصادية لتكمل مسيرة صندوق النقد الدولي.

كل هذه المؤشرات تطرح علامات استفهام حول مصير رئاسة الجمهورية، فهل الأكثرية التي صوّتت للرئيس بري لرئاسة المجلس النيابي ستتوافر لمرشح رئاسة الجمهورية لاحقاً؟ وهل عاد رئيس الحزب “التقدمي الاشتراكي” وليد جنبلاط “بيضة القبان” في هذا الملف؟ أم التسوية الاقليمية الدولية ستسبق التوترات وتعيد التوازنات في الداخل اللبناني؟ كلها أسئلة رهن المقبل من الأيام، اذا لم يطح بها جميعها الانفجار الاجتماعي المتوقع!

شارك المقال