مؤتمر مستقبل آسيا: تعويل على دور واشنطن وبكين

حسناء بو حرفوش

مع استمرار الوضع بالتدهور على الجبهة الروسية – الأوكرانية، حذّر خبراء مشاركون في مؤتمر مستقبل آسيا، الذي تنظمه مؤسسة نيكاي من أن غزو أوكرانيا قد يؤدي إلى اندلاع حرب عالمية، مسطرين الدور المهم الذي تلعبه الصين والولايات المتحدة في حل الصراع.

وحذر محللون، حسب موقع “RFA” الصيني من أن “الغزو الروسي لأوكرانيا أدى الى ظهور الخلافات بين الولايات المتحدة والصين من دون أن تلوح أي حلول في الأفق، بينما حذر زعيم آسيوي سابق من مخاطر اندلاع حرب عالمية جديدة. وهذا ما أكده رئيس الوزراء الماليزي السابق مهاتير محمد الذي أعرب خلال المؤتمر عن خشيته من أن الحروب عادة ما تبدأ صغيرة ثم تتطور لتتحول إلى حروب عالمية.

وفي غضون ذلك، تبادل المحللون الصينيون والأميركيون الحاضرون في المؤتمر الاتهامات ضد البلدين بالإضافة إلى الدور الذي بإمكان كل منهما الاضطلاع به في محاولة حل الصراع في أوكرانيا. وأكدت بوني جلاسر، مديرة برنامج آسيا في صندوق مارشال الألماني للولايات المتحدة، على المصلحة المشتركة التي تجمع الصين وروسيا لناحية إضعاف النفوذ العالمي للولايات المتحدة والسعي إلى تغيير النظام الدولي. وذكّرت الحضور في المؤتمر بأنه قبل الغزو الروسي لأوكرانيا، تم الإبلاغ بأن الولايات المتحدة تشارك المعلومات الاستخباراتية مع الصين حول الخطة العسكرية الروسية وحثت بكين على التدخل لمنع الحرب، لافتة إلى أن هذا “يؤكد على مدى عدم الثقة الموجود بين الولايات المتحدة والصين”.

بدوره، لفت جيا تشينغو، الأستاذ في كلية الدراسات الدولية بجامعة بكين، إلى أن الاختلاف بين الصين والولايات المتحدة يكمن في سعي الولايات المتحدة إلى نظام عالمي ايديولوجي بينما تسعى الصين إلى نظام علماني، معتبرا أن الولايات المتحدة تحاول احتواء الصين. وأضاف الأستاذ المقيم في بكين أن الصين لا تؤيد الهجوم العسكري الروسي على أوكرانيا، لكنها تتعاطف مع موسكو التي يدفعها التوسع المحتمل لحلف شمال الأطلسي.

لكن بالنسبة لجلاسر، “تظهر الصين معايير مزدوجة عندما يتعلق الأمر بتعريف “الاحترام” الذي دعا إليه تشينغو في بيانه. إذ يبدو أن الصين تفسر وضع الدول مصالحها الخاصة فوق المصالح الصينية، على أنه عدم احترام. ومع استمرار الحرب، ستصبح روسيا عبئًا بدلاً من أن تكون شريكًا استراتيجيًا للصين”.

وفي تحليل جلاسر، “تقضي الاحتمالات بترجيح تحرر الولايات المتحدة وإدارة بايدن إلى حد ما للتركيز بشكل أكبر على المنافسة مع الصين وعلى التعاون مع الحلفاء والشركاء في منطقة المحيطين الهندي والهادي”. ووفقا للديبلوماسي المخضرم بيلهاري كوسيكان، السكرتير الدائم السابق لوزارة الخارجية السنغافورية، القضية الرئيسية في الوقت الحاضر هي العلاقات الأميركية الصينية. وبالنسبة له، “وُضعت الصين في وضع حرج للغاية، إذ ليس لها شريك آخر بنفس الوزن الاستراتيجي لروسيا في أي مكان في العالم”.

ومن منظور دول جنوب شرق آسيا، قال كوسيكان إن الجغرافيا السياسية “تتحرك في اتجاه الغرب” ولكن “إذا أصررت على تعريف هذا الصراع على أنه صراع بين الشمولية والديمقراطية، من المحتمل أن تجعل هذا الدعم أكثر هشاشة… كما أنه ليس من السهل احتواء الصين. وسواء أقبل العالم بهذا الواقع أم لا، فإن كلا من الصين والولايات المتحدة جزء من النظام الاقتصادي العالمي، والدولتان مترابطتان من خلال سلاسل التوريد… المنافسة ستكون معقدة للغاية بين الاثنين”.

أما عن إمكانية نشوب صراع تشمل تايوان، لا شك أن الجيش الصيني يتابع الحرب في أوكرانيا عن كثب. وعلى الرغم من بعض الاختلافات بين تايوان وأوكرانيا، يمكن استخلاص الكثير من الدروس والعبر للمستقبل.”

شارك المقال