ميقاتي يتجرع كأس الحريري… فهل يتحمل سنياً؟

رواند بو ضرغم

ما أشبه أمس الرئيس سعد الحريري بيوم الرئيس نجيب ميقاتي. وما بين الأمس واليوم تاجر فاجر واحد اسمه جبران باسيل.

أسئلة كثيرة تدور في أروقة القرار السياسي في فترة ما قبل التكليف من أجل التأليف. وما بين السؤال والسؤال حسرة على ما اقترفته يدا باسيل بالحريري جراء نكده السياسي. هل يقبل ميقاتي تكليفه من ٦٥ نائباً من غير وزن مسيحي، وخصوصاً أنه لن يحصّل أكثر من خمسة نواب مسيحيين، وهم حتى اللحظة النواب طوني فرنجية ووليم طوق وفريد هيكل الخازن وميشال موسى، اضافة الى نائب خامس غير مضمون وهو الياس بو صعب كنائب لرئيس مجلس النواب خارج عن قرار تكتل “لبنان القوي”؟

السؤال الثاني الأساس، هل يقبل ميقاتي بحكومة سياسية نزولاً عند رغبة جبران باسيل على الرغم من أن الأخير وتكتله لن يسمّياه في الاستشارات النيابية الملزمة؟ وهل يسير “حزب الله” بحكومة من غير حليفه “التيار الوطني الحر”؟

اذاً، ستتكرر تجربة الحريري الأخيرة مع ميقاتي. وفي مثل هذه اللحظات وفي حشرة نهاية العهد، هل يندم باسيل على ما فعله مع الحريري والطائفة السنية أم أنه لا يزال يكابر؟ يقر باسيل في قرارة نفسه بأن التعاطي مع الحريري كان ليكون أفضل من التعاطي مع ميقاتي، لأنه يعاني من مراوغة واضحة وعدم اتخاذ موقف واضح منه. فهو يسعى الى تسويات عدة مع ميقاتي وآخرها إرسال المدير العام للقصر الجمهوري أنطوان شقير الى ساكن البلاتينوم للاتفاق معه على اسم بديل عن قائد الجيش، غير أن ميقاتي أحرجه بالاعلان عنها اعلامياً، فاضطر باسيل الى نفيها زوراً.

يواجه ميقاتي ما واجهه الحريري قبل تكليفه الأخير، غير أن ظروف الحريري كانت أفضل حالاً من ميقاتي حالياً على صعيد أعداد المسيحيين الذين كلفوه (٢٠ نائباً) ومع ذلك لم يستطع حينها التأليف، فكيف الحال بميقاتي اليوم وهو لا يملك سوى تكليف خمسة نواب مسيحيين؟

الثنائي الشيعي حسم قراره بتسمية ميقاتي في الاستشارات، ولكن ميقاتي لا يريد أن يكون ممثلاً لـ “حزب الله” في الحكومة ومحسوباً عليه باتكائه على التكليف الشيعي فقط. وبما أن الثنائي لم يستطع أن يؤمن لميقاتي أصواتاً مسيحية اضافية، تبرز مخاوف مصادر مطلعة على مشاورات التكليف من تقديم ميقاتي تنازلات لباسيل في التأليف لمصلحة التكليف، ويكون بذلك ضمن ٢٠ صوتاً مسيحياً إضافياً، وهذا يعني مضي ميقاتي بشروط باسيل في شكل الحكومة وتمثيل “التيار الوطني الحر” بوزارات وازنة وأعداد منتفخة. فهل يتحملها ميقاتي سنياً؟

“القوات اللبنانية” والتغييريون حاسمون بعدم تسمية ميقاتي في التكليف، و”الطاشناق” أيضاً غير مضمون بمنحه أصواته الثلاثة لميقاتي، لذلك فإن الخوف من تسليم ميقاتي رقبة رئاسة الحكومة وما تمثل سنياً لعبث باسيل السياسي. فعلى الرغم من نفي باسيل شأن توزيره، الا أن مصادر مطلعة على المشاورات تؤكد أنه يريد أن يعود وزيراً في حكومة الفراغ الرئاسي. كما تقول المصادر ان الحديث الداخلي يتمحور حول توزير باسيل أسماء منتمية الى التيار وملتزمة معه سياسياً، وهو يفكر أيضاً في لملمة الحركة الاعتراضية داخل تياره من خلال طرح توزير شخصيات كآلان عون أو سيمون أبي رميا أو ابراهيم كنعان. الا أن هذه الافكار لم تحسم عند باسيل بعد.

ووفق مصادر موقع “لبنان الكبير” لم يصل النقاش الى شكل الحكومة ولا حجم المشاركة فيها وأعداد وزرائها، ولكن المرجح ألا تكون هناك اشكالية حول شكل الحكومة وخصوصاً أن “القوات” لن يشارك فيها ولا التغييريين، كما هي حال حكومة تصريف الأعمال الحالية. ولكن تقول المصادر المطلعة إن هناك محاولة لإشراك التغييريين في الحكومة، بطرح فكرة توزير النائبة نجاة عون صليبا كوزيرة للبيئة، اذا قبلت بذلك، وطرح آخر يرجح أن يكون النائب ملحم خلف وزيراً للعدل، اذا لم يكن رئيساً للجنة الادارة والعدل. ولكن الأكيد أن هناك أسماء لن يقبل بها القيّمون على تأليف الحكومة كالنائب مارك ضو وسينتيا زرازير وغيرهما من الأسماء التغييرية.

فهل أن ميقاتي بعد خروجه بطلاً من حكومة نهاية العهد بفضحه ممارسات وزارة الطاقة ووزيرها الفعلي جبران باسيل، يعود خانعاً لشروط باسيل نفسه مقابل مراكمة أصوات مسيحية لتكليفه؟ الأيام قليلة والطائفة السنية حاسبت في الانتخابات وستحاسب ما بعدها أيضاً!

شارك المقال