تحليل أميركي: بوتين مستعد لتجويع الملايين لكسب الحرب

حسناء بو حرفوش

في الوقت الذي تدّعي موسكو أنها تحاول تأمين ممر آمن لتصدير الحبوب، يتهمها المسؤولون الأوكرانيون بعرقلة تصدير ملايين الأطنان من هذه الكميات. ويضع المؤرخ والخبير في قضايا الاستبداد، تيموثي سنايدر من جامعة ييل في الولايات المتحدة الأميركية تصرفات الرئيس فلاديمير بوتين في خانة “التخطيط لتجويع ملايين السكان في أماكن في آسيا وأفريقيا من أجل كسب الحرب”.

وحسب قراءة سنايدر، “عندما تبدأ أعمال الشغب بسبب الطعام وانتشار رقعة المجاعة، ستلقي الدعاية الروسية باللوم على أوكرانيا، وهذا يعني أن الرئيس الروسي يخطط لتجويع بعض الدول كجزء من جهوده فيها.

ونشر سنايدر تعليقاً مطولاً على “تويتر” السبت يشرح فيه كيف يعتقد أن بوتين يستخدم انعدام الأمن الغذائي لصالحه، ووصفه بأنه “أحدث فصل في سياسة الجوع”، لافتاً إلى أن “روسيا تمتلك خطة للتجويع، وأن بوتين مستعد لتجويع الكثير من السكان في دول العالم النامي كمرحلة تالية في حربه في أوروبا”. كما أشار إلى أهمية الصادرات الغذائية الأوكرانية لإمدادات الغذاء العالمية.

وتسمى المنطقة المحيطة بالبحر الأسود، بما في ذلك أوكرانيا وروسيا، باسم “سلة غذاء العالم” بسبب تربتها الخصبة ومعدلات إنتاج الحبوب المرتفعة. ويمثل البلدان معاً 30٪ من صادرات القمح العالمية بينما تنتج أوكرانيا حوالي 12٪.

وشرح خبراء في حديث لموقع Insider الأميركي سابقاً أن قطع هذه الصادرات قد يترك آثاراً هائلة على دول مثل اليمن، التي حصلت في السابق على ما يقرب من ربع وارداتها من القمح من أوكرانيا.

واتهمت أوكرانيا روسيا بمنع خروج ملايين الأطنان من صادرات الحبوب من موانئها، وهو ما نفاه الكرملين في أكثر من محطة. وحذر سنايدر من أن الحصار الروسي يهدد بتدمير المحاصيل، كاتباً أنه “إذا استمر الحصار الروسي، فسوف تتعفن عشرات الملايين من أطنان الغذاء في الصوامع، وسيتضور عشرات الملايين من الناس في أفريقيا وآسيا جوعاً”.

تجويع بثلاثة أهداف رئيسة

وربط المؤرخ ما اعتبره “خطة للتجويع” بثلاثة أهداف رئيسة: أولاً، قطع الصادرات الأوكرانية في محاولة لتدمير كيان الدولة. ثانياً، خلق حالة من عدم الاستقرار في أوروبا من خلال إنتاج لاجئين من مناطق تعتمد على الغذاء الأوكراني، مثل شمال أفريقيا والشرق الأوسط. وأخيراً، ربما يسعى بوتين الى استخدام المجاعة الجماعية “كخلفية لمسابقة دعائية”.

وقال سنايدر: “عندما تبدأ أعمال الشغب بسبب الغذاء، ستلقي الدعاية الروسية باللوم على أوكرانيا، وتدعو إلى الاعتراف بمكاسب روسيا الاقليمية فيها، ورفع جميع العقوبات”.

وقال المؤرخ أيضاً إن كلاً من جوزيف ستالين زعيم الاتحاد السوفياتي وأدولف هتلر سعيا الى “السيطرة على الإمدادات الغذائية لأوكرانيا”، لكن خطة بوتين كانت “مستوى جديداً من الاستعمار”، معرباً عن اعتقاده أن “روسيا تخطط لتجويع الآسيويين والأفارقة من أجل كسب حربها في أوروبا”.

من جانبه، سعى بوتين إلى إلقاء اللوم في ما يتعلق بقضايا الإمدادات الغذائية العالمية على الغرب ودفع الى رفع العقوبات عن روسيا، بينما اتهمته بريطانيا بـ “محاولة دفع العالم الى دفع الفدية” من خلال الابتزاز بالطعام.

وتستمر الحرب في أوكرانيا منذ بداية الغزو الروسي في 24 شباط، وأعادت القوات الروسية التركيز على منطقة دونباس الشرقية بعد فشلها في الاستيلاء على العاصمة كييف، لكن المسؤولين الأوكرانيين قالوا هذا الأسبوع إن البلاد بحاجة إلى مزيد من الأسلحة.

ومن المفترض أن تعلن المفوضية الأوروبية عن تقويمها النهائي بخصوص منح أوكرانيا صفة الترشيح للانضمام الى الاتحاد الأوروبي في الأسبوع المقبل. وفي غضون ذلك، كررت أوكرانيا طلبها الحصول على المزيد من المساعدات العسكرية من الغرب.

شارك المقال