أوكرانيا: الدفاع يتخطى الأرض ليحمي الثقافة

حسناء بو حرفوش

على الرغم من الصواريخ التي تنهال على المنازل والمؤسسات في أوكرانيا، تجمع حشد كبير أمام دار الأوبرا لتقديم الزهور لراقصي الباليه… هكذا يدعم الفن وتبقى الهوية حسب قراءة في موقع globalnews الالكتروني الكندي.

وحسب كاتب المقال، “يحاول الأوكرانيون القيام بكل ما هو ممكن لدعم بلادهم والدفاع عنها، والأهم من ذلك وقف المد الروسي الذي يسعى الى تدمير الثقافة واللغة. فاليريا بوديموك حضرت وأصدقاءها للمساعدة في دعم الفنون وبذل كل ما أمكن للدفاع عنها. تشرح المرأة التي تضع يدها على قلبها وهي تتحدث، أن حفيدها يقاتل على إحدى جبهات الحرب، وأنها فرت لبرهة من جحيم الرعب والقلق من خلال المشاركة في عرض فني.

ومنذ أن غزت روسيا أوكرانيا في شباط الماضي، استهدفت القنابل المنازل والشركات واحتل الجنود الأراضي الأوكرانية، واليوم تخوض البلاد حرباً ثانية: حرب الدفاع عن هويتها الثقافية، والتي يتفق كثيرون على أنها تتعرض للهجوم أيضاً. وعلقت كاترينا تسيمباليوك، عازفة الميزو سوبرانو والتي تقدم عروضها في أوبرا أوديسا بالقول: “إنهم يريدون سرقة كل شيء”. وأكدت تسيمباليوك لـ Global News إن المؤسسات الفنية في البلاد تقاوم، ونناشد الدول الأخرى تقديم العون والمساعدة.

وبالنسبة اليها، أوكرانيا تحارب كدرع لأوروبا بأكملها لأن لا أحد يعرف ما إذا كان (فلاديمير بوتين) سيكتفي بالفوز هنا في أوكرانيا. لا أحد يعرف إلى أي مدى سيذهب. وكان الرئيس الروسي قد أعلن سابقاً أنه لا يعتقد أن أوكرانيا دولة منفصلة حقاً. أما دارينا بيدورنا، المحامية في المركز الإقليمي لحقوق الإنسان، فحذرت من الدعاية الروسية التي تلغي الهوية الأوكرانية، بالتعليق: “تقول آلة الدعاية الروسية إن أوكرانيا ليست لديها ثقافتها ولا هويتها ولا تاريخها”. ونبّهت في مقابلة على نية روسيا القضاء على المؤسسات الثقافية في بلدها من خلال الدعوة الى “تدميرها وقصفها ونهبها”.

وتضررت المتاحف والمعارض وغيرها من المراكز الثقافية بشدة من جراء الهجوم الروسي. وهي تشمل ما لا يقل عن 25 عملاً للفنانة الشعبية ماريا بريماهنكو، التي تشتهر بلوحاتها الملونة التي تعكس الحياة الأوكرانية اليومية. وأحرقت القوات الروسية اللوحات بعدما هاجمت متحف إيفانكيف التاريخي والمحلي. كما تعرض متحف Kuindzhi Art Museum في ماريوبول للتدمير في 21 آذار عندما قصفت المدينة الساحلية الشرقية، وكان يحتوي على لوحات للفنان الواقعي الأوكراني Arksip Kuindzhi.

كما دمرت الهجمات الروسية متحف الفن الإقليمي في تشيرنيهيف ومتحف خاركيف للفنون ومتحف هريهوري سكوفورودا التذكاري الأدبي الوطني في سكوفورودينيفكا. ويعتبر سكوفورودا شخصية بارزة يُنسب إليه إعادة تعريف الهوية الثقافية الأوكرانية في العام 2022 ويتزامن مع الذكرى 300 لميلاده. وقال بيدهورنا: “من الواضح أنها جريمة حرب، جريمة ضد الإنسانية”.

وليس الدفاع عن الثقافة الأوكرانية بالأمر الجديد وهو يتعلق بفكرة أن “الروس لا يعترفون بوجود أوكرانيا وأن الأوكرانيين لا وجود لهم كمجتمع منفصل وكأمة منفصلة”. وافتتحت مؤسسة Mystetskyi Arsenal مؤخراً معرضاً فنياً معاصراً ركز في العنوان الذي حمله على “عرض المشاعر”، يشجع الزوار الأوكرانيين على التحدث بصراحة عن كيفية تأثير الحرب عليهم. ويجب أن يعترف الناس بمشاعرهم ويتعين عليهم التحدث عنها. ولا يزال العديد من صالات العرض والمسارح مغلقاً بسبب المخاوف المرتبطة بالسلامة وتأمل الحكومة في أن يتغير ذلك. وعلى الرغم من الحرب، تسعى المؤسسات الثقافية الى العمل قدر الإمكان. وقال تاراس شيفتشينكو، نائب وزير الثقافة والإعلام الأوكراني: “من الأهمية بمكان أن يحضر الجمهور”. وفي دار الأوبرا، يبدو أن العديد من الأوكرانيين يوافقون على ذلك ويحضرون أخيراً على الرغم من المخاطر المحدقة بهم”.

شارك المقال