“وطن الإنهيار نحن هنا”… المهم رغبات الصهر

رواند بو ضرغم

“بلد الانهيار يُدار على هوى جبرانه، ويا رايح كتّر القبايح”… على هذه القاعدة يسير قصر بعبدا بقاطنيه، وما طرح الحكومة الثلاثينية الا محاولة من رئيس الجمهورية ميشال عون، بلسان صهره جبران باسيل، لاستنساخ مرحلة التأليف التي عاناها الرئيس سعد الحريري مع عهد جهنم وقطبيه (العم والصهر).

هذا الطرح يرتقي الى فعل التعطيل المتعمد في بلد منهار وشعب يُستنزف، فيطلب توسعة الحكومة وإشباعها بوزراء دولة، يقبضون من جيوب اللبنانيين الفارغة، فقط لإرضاء باسيل وتقوية أوراقه السياسية، ويطعّمها بوزراء سياسيين لأن باسيل يرفض حكومة التكنوقراط ويريد أن يتحكم في حكومة الفراغ الرئاسي، التي ستواجه مسؤوليات سياسية، ويجب أن يحجز مقعده على طاولة القرار فيها.

الحكومة السياسية لا يرفضها الثنائي الشيعي، لا بل يفضل الأمين العام لـ”حزب الله” حسن نصر الله هذا النوع من الحكومات، والرئيس نبيه بري لا يعارضها ولا يعارض أي شكل آخر منها طالما تراعي التوازنات. غير أن الرئيس المكلف نجيب ميقاتي يقول للمقربين اليه ومن يلتقيهم بأنه لن يحيد عن طرحه، بالحفاظ على بنية حكومة تصريف الأعمال، شكلاً وعدداً، وهو لن يتراجع عن خطوته في انتزاع وزارة الطاقة من فريق رئيس الجمهورية، الا أنه لم يرفض طرح عون الثلاثيني مباشرة حتى لا يُظهر سلبية في التفاوض معه، فأرجأ المشاورات الى مطلع الأسبوع المقبل، ليجري عون مشاوراته مع باسيل، وليقوم ميقاتي بدوره بمشاوراته واستمزاجه الآراء.

باسيل يطالب بالمداورة الشاملة في الحقائب، أو إبقاء حقيبة الطاقة من حصته. والمداورة في قاموس باسيل تعني انتزاع المالية من الثنائي الشيعي وإسنادها الى “التيار الوطني الحر”، وعندها يتنازل عن حقيبة الطاقة. وعلى هذه القاعدة تقول المصادر إن من مصلحة باسيل الإبقاء على حكومة تصريف الأعمال لأنه يمتلك الأكثرية فيها، ويقبض على الطاقة والعدل والخارجية والدفاع والاقتصاد وغيرها من الوزارات، ولهذا السبب رمى عون الحكومة الثلاثينية في بازار التفاوض لعرقلة التأليف.

ومن مصلحة ميقاتي أيضاً، الابقاء على حكومة تصريف الأعمال، لأن أي حكومة تُشكل ستكون إما مرهونة لإرادة باسيل، وهذه الخطوة لها عواقب سنية على ميقاتي، وإما ستكون منزوعة الغطاء المسيحي، ومجرّدة من الثقة المسيحية. وعليه سيبقى ميقاتي زائراً شكلياً في بعبدا، ولن يشكل أي حكومة في الوقت المتبقي من ولاية العهد، بانتظار حلول الانتخابات الرئاسية.

ويقول مصدر مقرب الى الأميركيين والفرنسيين لموقع “لبنان الكبير” إن هناك دفعاً دولياً كبيراً لإجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها، وإن كل الضغوط الدولية التي مورست لإجراء الانتخابات النيابية في موعدها ستُمارس في الانتخابات الرئاسية.

وعن إسناد حقيبة المالية للنائب السابق ياسين جابر، تعتبر مصادر مقربة من ميقاتي أنها خطوة ذكية، اعتبر خلالها الرئيس المكلف أن الحقيبة أبقاها مع الطائفة الشيعية، إنما انتزعها من الثنائي الشيعي، لأن جابر لا يعتبر جزءاً من الثنائي إن عقائدياً أو تنظيمياً، وكان محسوباً على الأميركيين، ومقرباً من مختلف الأطراف الداخلية، كما أن بري وافق على طرح ميقاتي، ولم يستفزه اقتراحه. ولكن باسيل الذي كان يريد أن يرشح جابر لمنصب رئاسة مجلس النواب نكاية ببري، استفزه جابر على رأس المالية.

شارك المقال