“القوات” يريد رئيساً حكيماً وقادراً… وغير خاضع

هيام طوق
هيام طوق

في ظل الجمود على مستوى التأليف الحكومي، تنصرف القوى السياسية الى التحضير لاستحقاق انتخاب رئيس جديد للجمهورية لناحية التحالفات والتفاهمات والاتفاقات على اسم شخصية لايصالها الى المركز الأول في الدولة باعتبار أن هذا الاستحقاق له أهمية خاصة ومفصلية في هذه المرحلة الدقيقة والخطيرة التي يمر بها البلد.

وإذا كان المشاركون في اللعبة السياسية يجمعون على أن انتخاب رئيس جمهورية لبنان لا يتم في الداخل انما في الخارج حيث تختلف الدول المؤثرة وفق الظروف الاقليمية والدولية، فإن بعض المراقبين يؤكد أن انتخاب رئيس جديد سيكون في موعده وأن الدول الصديقة لن تسمح بالفراغ على هذا المستوى ولن تترك الانهيار الكلي يفتك بالبلد، في حين يرى آخرون أن الفراغ الرئاسي وارد ليس بسبب المناكفات الداخلية أو عدم التوافق على اسم، انما لارتباط هذا الاستحقاق ارتباطاً وثيقاً بالتطورات الاقليمية والدولية.

ووفق معلومات لـ “لبنان الكبير”، فإن رئيس مجلس النواب نبيه بري سيدعو الى جلسة لانتخاب رئيس للجمهورية مع بدء المهلة الدستورية لاجراء الاستحقاق أي في الأول من أيلول المقبل، على أمل التوصل الى انتخاب الرئيس قبل الموعد وعدم الوقوع في الفراغ لأشهر أو حتى لسنوات كما جرت العادة، لأن وضع البلد لا يحتمل الفراغ خصوصاً اذا استمرت حكومة تصريف الأعمال مع تعثر ولادة حكومة جديدة كاملة الصلاحيات، ما اعتبره بعض الدستوريين سابقة بأن الاستحقاق الرئاسي على الأبواب والحكومة في وضع المستقيلة.

وبغض النظر عن الأسماء المتداولة والتحليلات التي تتغير وفق المعطيات بحيث أن اسم رئيس الجمهورية المقبل لن يُحسم قبل ساعات من موعد الانتخابات، وأن المفاجآت سيدة الموقف على هذا الصعيد، لا بد من الاضاءة على ملف رئاسة الجمهورية من منظار الأطراف كافة لناحية مواصفات الرئيس المقبل، وخلفياته ومؤهلاته، وما هي الخطوات المطلوب القيام بها أو الأولويات على الساحتين الداخلية والخارجية؟

والمواقف اليوم لحزب “القوات اللبنانية”، التكتل الأكبر على الصعيد المسيحي والذي يركز على أهمية التوصل الى التوافق بين مكونات المعارضة على اسم شخصية لترشيحها الى الانتخابات الرئاسية.

وفي هذا الاطار، شدد النائب فادي كرم على “أننا نريد رئيساً يستعيد سيادة لبنان والمؤسسات الدستورية وتفعيل مؤسسات الدولة ووزاراتها بصورة اصلاحية وبشفافية تامة، ويعمل لكل لبنان كي ينقذه من الوضع الحالي ولا يعمل لفريق سياسي كي يمكّنه في السلطة ويسلّطه على اللبنانيين، رئيس جمهورية يتمتع بالشجاعة والحكمة والقدرة والقرار الحر. هناك الكثير من الشخصيات التي تنطبق عليها هذه المواصفات”.

ورأى أن “من أولويات الرئيس المقبل وضع حد لذوبان لبنان في محور النظامين السوري والايراني وإنقاذه منه واعادته الى طبيعة نظامه الاقتصادي الحر وعلاقاته الجيدة مع المجتمعين العربي والدولي”.

وأكد “أننا ندعو دوماً الى التنسيق بين قوى المعارضة، وكما في الاستحقاقات السابقة لسنا منغلقين على التفاهم، ومستعدون للسير بأي شخصية تنطبق عليها المواصفات التي تحدثنا عنها. والأمل كبير في التوافق بين الجهات المعارضة، وهذا هو أمل الشعب اللبناني لأنه اذا لم تنجح المساعي في هذا الاطار والاتيان برئيس يتمتع بهذه المواصفات، فالويل والويل لكل من يعيش على الأراضي اللبنانية”.

أما النائب غياث يزبك، فقال: “نريد رئيساً سيادياً لديه فكر سياسي وتنظيمي وبرنامج سياسي، وعانى مع الناس ويخرج من صفوفهم، ويغلّب المصلحة العامة على المصلحة الخاصة، ومصلحة البلد على أي مصلحة أخرى سواء كانت داخلية أو اقليمية ودولية، وعندما يصل الى سدة الرئاسة يجب أن يكون رئيساً ليس للموارنة وحسب، انما لكل اللبنانيين”.

أضاف: “بعدما أوصلوا لبنان الى مرحلة الصفر حيث صفّروه على كل المستويات والأصعدة وأينما وقفنا نجد أنفسنا في كومة دمار، بات من أولوية رئيس الجمهورية إنقاذ لبنان من خلال نهضة شاملة، نهضة دستورية وقضائية وتأمين الحد الأدنى من الاستقرار وخطة نهوض اقتصادية سريعة تستطيع ربط لبنان بمنظومة الدول الحضارية التي تبدي حرصها على استقراره لكن طلبها الوحيد أن يسير على سكة الاصلاح. انها ورشة كبيرة في انتظار الرئيس الجديد”.

وأشار الى “أننا كحزب القوات، الكتلة النيابية الأكبر، لم ولن نطرح ولم ولن نفرض رأينا انما بالتوافق مع القوى السيادية على رئيس يتمتع بالمواصفات التي تحدثنا عنها. لذلك، علينا التوافق على كلمة سواء اذ نحن وحدنا لا يمكننا ايصال شخصية لرئاسة الجمهورية وهم وحدهم غير قادرين على ذلك. واذا اتفقنا على المواصفات فلن يصعب علينا اختيار الأسماء. إذا توافقت المعارضة التي تشكل الأكثرية اليوم، فتستطيع فرض الرئيس الذي يريده اللبنانيون أما اذا استمرينا متفرقين، فسيأتي رئيس من المنظومة الحاكمة التي يديرها حزب الله والمشروع الايراني. قوى المعارضة اذا بقيت متفرقة فهي قوة معارضة، واذا توافقت في ما بينها على مشروع وطني سام فتكون الأكثرية. في يدها الخيار أن تلعب متفرقة دور معارضة غير فاعلة أو تفعل عملها وتربط في ما بينها وتفتش عن المشترك لتمرير المرحلة ويكون هناك رئيس جمهورية يشبه اللبنانيين ويحمل تباشير الفرج”.

شارك المقال