جعبة بايدن مثقلة عشية زيارته للشرق الأوسط

حسناء بو حرفوش

عشية زيارة الرئيس الأميركي جو بايدن المرتقبة إلى منطقة الشرق الأوسط هذا الأسبوع لمناقشة التعاون الأمني ​​والطاقة، تطفو مجموعة من المسائل المعقدة إلى السطح في منطقة تحاول التصالح مع “الإنكماش الأميركي”، على حد وصف قراءة في موقع “واشنطن إكزامينر”.

ووفقاً للقراءة، “بينما تتلاشى ثروات بايدن السياسية في الداخل على غرار سلفه، تواجه رحلته الجديدة محطات أشبه بالتحديات في (إسرائيل) والضفة الغربية والمملكة العربية السعودية، حيث يبرز توق الى المؤشرات التي تدل على أن الولايات المتحدة لا تدير ظهرها لمصالح حلفائها في ظل سياسة خارجية تهيمن عليها روسيا والصين الصاعدة. وفي واشنطن، يواجه بايدن الانتقادات بسبب ارتفاع أسعار البنزين وتزداد التساؤلات حول مستقبله السياسي وعلاقته بحلفائه.

وحسب المفاوض الأميركي السابق آرون ديفيد ميللر، والباحث في مؤسسة كارنيغي للسلام، يبدو بايدن “محاصراً في سرد ​​ضعيف، وحلفاؤه يعرفون ذلك. وسرعان ما سيكتشفون الأمر أو قد تظهر التبعات في العام 2024”. وتجدر الاشارة إلى تراجع نسبة التأييد لبايدن في الأشهر الأخيرة، بحيث انخفضت مؤخراً إلى ما دون المستوى الذي حققه الرئيس السابق دونالد ترامب في المرحلة نفسها من رئاسته، مما أثار تساؤلات حول احتمالات إعادة انتخابه.

وشدد ميلر على أن “الشرق أوسطيين يدركون هذه الاستطلاعات ويفهمون الوضع تماماً”. وبدوره يصر بايدن، الذي قال إن زيارته تأتي بناء على طلب القادة الاسرائيليين، على إمكان التوسع في الصفقات التي تعود إلى عهد ترامب. وقال خلال مؤتمر صحافي: إن “جزءاً من هدف الرحلة إلى الشرق الأوسط هو تعميق انخراط إسرائيل في المنطقة”. وفي سياق متصل ومع استمرار أزمة الطاقة، أكد بايدن على أن إقناع المملكة العربية السعودية بالإفراج عن براميل نفط إضافية “لا يشكل الغرض من الرحلة”.

ومن المتوقع أن يلتقي بايدن لدى وصوله إلى القدس، رئيس الوزراء الاسرائيلي يائير لابيد، ليبدأ أجندة من أربعة محاور تتضمن خططاً لتعزيز فرص التطبيع وتعزيز التعاون الأمني ​​الأميركي والتنسيق بشأن إيران والمحادثات النووية. ومن ثم، سيلتقي بايدن خلال زيارة للضفة الغربية، رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في الوقت الذي يعيد فيه الفلسطينيون تقويم علاقاتهم مع الولايات المتحدة، والتي توترت بعد أربع سنوات في عهد ترامب.

كما من المرتقب أن يشارك بايدن في جدة بالمملكة العربية السعودية، في قمة مجلس التعاون الخليجي لمنتجي النفط الاقليميين إضافة إلى اجتماع ثنائي منفصل مع الملك سلمان وفريق قيادته.

وسطر ريتشارد غولدبرغ، أحد كبار مستشاري مؤسسة الدفاع عن الديموقراطيات والمساعد السابق لمجلس الأمن القومي في البيت الأبيض، “الإشارات المختلطة بصورة متزايدة” والتي ترسلها الإدارة الأميركية الى المنطقة. وقال إن ذلك يشمل المحادثات بشأن العودة إلى الاتفاق النووي الإيراني، الذي واجه صعوبات بعد أكثر من عام، حتى مع استمرار إيران في تعزيز قدراتها النووية. وعلق على زيارة بايدن: “سواء أكنت في القدس أم في الرياض، ستشعر بالارتباك الشديد حالياً بشأن اتجاه الولايات المتحدة في ما يتعلق بإيران والاستراتيجية الأمنية للشرق الأوسط”.

وبدوره، أشار السفير الأميركي السابق لدى (إسرائيل) دانييل شابيرو إلى عدم إمكان تجنب التساؤلات حول التزامات واشنطن تجاه المنطقة خلال زيارة الرئيس. وقال شابيرو من المجلس الأطلسي والمسؤول السابق في إدارة بايدن، إن بايدن سيواجه أسئلة حول “التزام الولايات المتحدة تجاه الشرق الأوسط”، مشيراً إلى أن الادارات الثلاث المتعاقبة أوضحت اهتمامها بالحد من المشاركة العسكرية في الشرق الأوسط.

ويشعر الأميركيون بالقلق من تدخل الولايات المتحدة في الشرق الأوسط، حيث وجد استطلاع أجرته YouGov لصالح قدامى المحاربين المهتمين بأميركا أن معظم الناس لا يريدون من بايدن تقديم التزامات أمنية أو المزيد من الوعود بإرسال قوات إلى المنطقة. كما تُظهر نتائج الاستطلاع تحديات أخرى لبايدن، الذي يواجه حزباً ديموقراطياً منقسماً حول الدعم المقدم لإسرائيل، بجناح يساري صريح ينتقد بشدة معاملة (إسرائيل) للفلسطينيين”.

شارك المقال