أرضية مشتركة بين تركيا وروسيا وإيران بغياب واشنطن

حسناء بو حرفوش

مع استمرار الحرب الروسية في أوكرانيا بجذب انتباه إدارة الرئيس جو بايدن، بدا أن الرؤساء التركي والايراني والروسي وجدوا أرضية مشتركة، لا سيما في ما يتعلق بمعارضة السياسة الأميركية في سوريا، حسب قراءة لتوم أوكونور في موقع “نيوز ويك” الالكتروني. واجتمع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مع نظيريه الايراني ابراهيم رئيسي والروسي فلاديمير بوتين لمناقشة الصراع المستمر في سوريا، حيث لا تزال القوات الأميركية والعقوبات سارية.

وعلى الرغم من خلافاتهم، التقى القادة الثلاثة منذ العام 2017 في إطار عملية أستانا الثلاثية وكان اجتماع الثلاثاء أول جلسة من نوعها منذ التوغل الروسي في أوكرانيا قبل نحو خمسة أشهر. وبالإضافة إلى التأكيد على أنه “لا يوجد حل عسكري” للصراع في سوريا، والاتفاق على ضرورة معارضة أي محاولات لتقسيم البلاد، أعرب الرؤساء عن “قلقهم البالغ إزاء الوضع الإنساني”. ورفضت سوريا في بيان مشترك “كل العقوبات الانفرادية “.

وعقب المحادثات، عقدت اجتماعات ثنائية منفصلة وقال كل من الرئيس الروسي والرئيس الإيراني إن الثلاثي اتفق أيضاً على الحاجة إلى انسحاب عسكري أميركي من سوريا. ونقلت وكالة “تاس” الروسية للأنباء عن بوتين قوله: “لدينا خلافات معينة في ما يتعلق بما يحدث على الضفة الشرقية لنهر الفرات، لكن لدينا موقف مشترك وهو أن القوات الأميركية يجب أن تغادر هذه المنطقة. ولا بد من وقف تصدير النفط بصورة غير قانونية من هناك”. ووجد الرئيس التركي أرضية مشتركة مع قادة روسيا وإيران بشأن العقوبات الأميركية في سوريا.

ولا تزال المئات من القوات الأميركية منتشرة في سوريا في ظل المهمة المعلنة والمتمثلة في دعم الشركاء على الأرض وهزيمة تنظيم الدولة الاسلامية “داعش”. وينتشر معظم الجنود الأميركيين شمال شرق سوريا، حيث يدعمون قوات سوريا الديموقراطية، وهي فصيل يقوده الأكراد وتعارضه تركيا بسبب ما تعتبره صلات مباشرة بحزب العمال الكردستاني.

وهدد أردوغان منذ شهرين على الأقل، بتدخل عسكري رابع في شمال سوريا. واحتج المسؤولون الأميركيون علناً على مثل هذه التحذيرات، لكنهم لم يعطوا أي مؤشر على أنهم سيعارضون بقوة ضد أحد حلفاء الناتو، خصوصاً وأن تصويت تركيا أثبت أنه ضروري لإعطاء الضوء الأخضر لعضوية فنلندا والسويد في الناتو وسط التوترات المتزايدة مع روسيا. كما دعا المسؤولون الروس والإيرانيون تركيا الى تجنب العمل العسكري، وأعربوا عن أملهم في أن تمنع محادثات أستانا مثل هذا السيناريو.

من جانبها، تعتبر دمشق أن الوجود العسكري الأميركي والتركي في البلاد غير قانوني لأنه خارج رعاية حكومة الأسد، التي تنسق بصورة مباشرة مع موسكو وطهران. وبينما سحب بايدن القوات الأميركية من أفغانستان في آب الماضي وأنهى “المهمة القتالية” من دون سحب الأفراد الأميركيين نهاية العام المنصرم، لم يجر البيت الأبيض أي تغييرات كبيرة على السياسة الأميركية في سوريا لمدة عام ونصف العام في الإدارة. لكن الموضوع تكرر كثيراً خلال زيارة بايدن الأسبوع الماضي إلى المملكة العربية السعودية، حيث التقى عدداً من القادة العرب لمناقشة الشؤون الاقليمية والدولية.

وتواصل الولايات المتحدة القيام بعمليات عسكرية في سوريا، كما أعلنت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) الأسبوع الماضي أن ضربة أميركية في شمال غرب سوريا بطائرة مسيرة أدت الى مقتل ماهر العقال، زعيم “داعش” في سوريا وأحد كبار قادته الأربعة عموماً. وبالتزامن، تواصل روسيا عملياتها في البلاد، لا سيما قصف مواقع مقاتلين مدعومين من البنتاغون من جماعة مغاوير الثورة المتمردة في محيط الثكنة العسكرية الأميركية في منطقة التنف جنوب شرق البلاد الشهر الماضي. كما اتهمت واشنطن طهران بدعم الجماعات المسلحة التي أطلقت النار على القوات الأميركية في شمال شرق سوريا وكذلك في العراق المجاور”.

شارك المقال