ما فائدة انتخاب رئيس بوجود مرشد أعلى للجمهورية؟

الشيخ حسن مرعب

ما فائدة الرئيس ميشال عون حالياً، أو انتخاب رئيس جديد للجمهورية لاحقاً، طالما أن هناك مرشداً أعلى للبنان، موجود في حارة حريك في الضاحية الجنوبية لبيروت؟

يأمر وينهى، يحل ويربط ، يصعّد ويهدد، ويسوي ويعقد الوساطات، واليه يعود قرار السلم والحرب.

أضف الى ذلك أن كل مفاصل الدولة له فيها اليد الطولى، من الأجهزة الإدارية، الى الأمنية الى القضائية، وأيضاً وأيضاً المحكمة العسكرية.

الخلاصة نحن نعيش اليوم تحت حكم “حزب الله” بقيادة السيد حسن نصر الله.

وطالما أن الأمر كذلك، فليقم السيد نصر الله بواجباته على المستوى الداخلي، بتأمين رغيف الخبز الذي هو طعام الفقير الذي لا غنى له عنه، أقله بوقف تهريب الطحين المدعوم الى سوريا كما هو حال تهريب الدولار.

فهل يعقل أن يقاوم شعب وهو يقف الساعات الطوال أمام الأفران؟

وليقم بتأمين الكهرباء كما قال في خطابه الأخير عبر الفيول الإيراني، وحجة القرار الحكومي ليس لها طعم فهو المرشد الأعلى والقرار بيده في الكبيرة قبل الصغيرة.

واذا كان النازح السوري هو سبب الانهيار الاقتصادي كما يدّعي حلفاؤه وينعقون في الليل والنهار، أليس هو من شارك في إخراجهم من أرضهم وتهجيرهم، بحجة حماية النظام والعتبات المقدسة ومواجهة التكفيريين الخ…؟ فليتفضل الآن وليخرج من قرى السوريين ومدنهم ليعودوا اليها أقله من القصير مثلاً… وليعوّض عليهم بيوتهم التي دمرت بصواريخه وأسلحته التي أعدها لمواجهة العدو الصهيوني، ولكن ما ظهر له أن الشعب السوري بنسائه وأطفاله وشيوخه أخطر من العدو الإسرائيلي.

ختاماً، المقاومة التي تحمي لبنان من عدوه الخارجي بدأت تتحول شيئاً فشيئاً الى عبء وخصم للبنانيين أنفسهم وللبيئة الحاضنة لهم قبل غيرهم، وسبب لدمار أعمالهم، وزوال أحلامهم، وهجرتهم وتركهم لأرضهم التي وُلدوا وتربوا فيها ويتمنون بعد عمر مديد أن يُدفنوا فيها.

على أمل أن يستدرك السيد نصر الله ومن حوله الحال الذي وصلنا اليه، وأن يجدوا حلّاً قبل حلول الكارثة بإعادة التاريخ نفسه، وما منظمة التحرير وما حل بها في لبنان منا ببعيد.

شارك المقال