قانا بين الحرب و”توتال”… والمهلة أسبوعان

رواند بو ضرغم

فليطمئن اللبنانيون! لا حرب في الأجواء اللبنانية، لأن العدو الاسرائيلي لا مصلحة له بذلك، وكذلك لا مصلحة لـ”حزب الله” بقرع طبولها. الا أن أحداً لا يعلم كيف تتدحرج الأمور، وخصوصاً أن السيد حسن نصر الله جدي في قراره بمنع الاسرائيليين من استخراج النفط، طالما لم يبدأ لبنان بالتنقيب عنه.

يراهن “حزب الله” على خوف الجانب الاسرائيلي من التصعيد اللبناني، وهو لن يترك ملف الترسيم رهناً بالمماطلة الأميركية – الاسرائيلية، لذلك فإن المهلة في حدها الأقصى أسبوعان، وفق ما قالت مصادر مطلعة على المفاوضات لموقع “لبنان الكبير” الى حين عودة آموس هوكشتاين بالجواب الاسرائيلي النهائي. وإذا لم يلتزم الجانب الاسرائيلي بالحلحلة، في هذه الحالة سيكون التصعيد مؤكداً وسيد الموقف.

في الشكل، حرص الرؤساء الثلاثة على تقوية الموقف اللبناني بإظهار وحدتهم أمام الوسيط الأميركي، فألغيت المواعيد الفردية وتقرر اللقاء الموسع في قصر بعبدا. وكان الرئيس نبيه بري سعى الى جمعهم بالاتصالات التي أجراها مع كل من الرئيسين ميشال عون ونجيب ميقاتي يوم السبت الماضي.

تبلغ الجانب اللبناني موافقة العدو الاسرائيلي على إعطاء لبنان حقل قانا كاملاً، مشترطاً أن يقضم المساحة نفسها من البلوك رقم 8 في مقابل المساحة التي أضيفت الى الحقول اللبنانية. الجواب اللبناني جاء موحداً برفض التنازل عن الحقوق، ولا تنازل عن شبر منها في البلوك 8.

التفاؤل الذي أظهرته الدولة اللبنانية، يبقى تفاؤلاً حذراً لدى “حزب الله” الذي يقف خلف قرار الدولة، انما ينتظر إعلان الاتفاق النهائي ليبني على القرار الرسمي مقتضاه.

تجزم مصادر مطلعة على المفاوضات أن الجانب اللبناني لم يُحمّل الوسيط الأميركي أي رسالة تهديد للجانب الاسرائيلي، إنما الاهتمام اللبناني تمحور حول التمسك بالحقوق كاملة وعودة شركة “توتال” والسماح لها بالتنقيب في البلوكات اللبنانية.

وفي المحصلة، إن ملف الترسيم أُعيد وضعه على السكة الصحيحة، ولم يعد أحد قادراً على تجاوز سلامة البلوكات اللبنانية، تحت معادلة استخراج الغاز الاسرائيلي مقابل استخراج الغاز اللبناني، أما المهلة فمحدودة… أسبوعان.

ومما لا شك فيه، ووفقاً لوسائل الاعلام العبرية، فإن إسرائيل تضغط على الأميركي بهدف إيجاد حل لسببين: أولاً الحاجة الأوروبية الى الغاز ومحاولة اسرائيل الاستفادة من أزمتها. وثانياً، أن الاسرائيلي منزعج من رسائل “حزب الله” والحركات الاستفزازية التي ينتهجها، لذلك فهو يريد استخراج الغاز بعيداً من الحرب.

شارك المقال