“تشرذم السنة” يؤرق نواب الطائفة… مطر يحمل مبادرة وطنية هادفة

إسراء ديب
إسراء ديب

من يُتابع واقع الطائفة السنّية سياسياً وما تُواجهه من تشتت سواء أكان على مستوى التنظيم، أو بسبب غياب الزعامة الطائفية بمواقفها الحازمة في هذه الظروف، سيدرك حجم المعضلة التي تُعاني منها السياسة اللبنانية عموماً، إذْ لا يُمكن لهذه البلاد التي “جبلت” على الطائفية السياسية، أن تبتر عضواً رئيساً من أعضائها، وبالتالي إنّ النقص الذي تركته هذه السنية باتت الشغل الشاغل للكثير من المتابعين الذين يُركزون في رصدهم وتحليلاتهم على المستوى الذي وصلت إليه هذه الطائفة وطنياً، في ظلّ انشغال إضافي من بعض النواب السنّة الذين يُؤرقهم هذا الغياب “القسري”، فيما يشغل آخرون أنفسهم بضرورة التفكير جدّياً في كيفية الحدّ ممّا أسموه بـ “حال التشرذم” الذي وصلت إليه طائفتهم.

في الواقع، قد يكون النائب إيهاب مطر هو الأكثر اهتماماً بهذا التفصيل في الفترة الأخيرة الماضية، إذْ يُسجل النائب الطرابلسي تحرّكات عدّة أثار من خلالها الجدل على المستوى النيابي بسبب طرحه الذي رآه البعض جيّداً وضرورياً في هذه المرحلة، بينما اعتبر البعض الآخر أنّه كان “متسرّعاً” للغاية، وذلك بعد إعلانه من دار الفتوى عن جولة سيقوم بها على بعض النواب السنّة سعياً إلى “إيجاد أرضية لمواقف موحدة قدر الامكان تجاه الاستحقاقات والقضايا التي تواجهنا…”.

وتمكّن مطر حتّى هذه اللحظة من الاجتماع بـ 11 نائباً من السنّة، وهو بصدد التجهيز لمزيدٍ من اللقاءات المقبلة، إذْ استهلّ زياراته التي قسمت بين بيروت وطرابلس بلقائه مع كلّ من النواب وليد البعريني، نبيل بدر، أشرف ريفي، كريم كبارة، طه ناجي، أحمد الخير، محمّد يحيى، رامي فنج، إبراهيم منيمنة، عماد الحوت وياسين ياسين، وهو يستعدّ الأسبوع المقبل للقاء عدد إضافيّ من النواب ليتحدّث معهم عن مبادرة رأى أنّها ضرورية “ليجتمع النواب السنة على كلمة واحدة كمجموعة موحدة، بعيداً من الحديث عن التيارات أو التكتلات”، وذلك قبل الاستحقاق الرئاسي الذي بات قريباً جداً.

لم يرفض أيّ من النواب الذين اجتمع معهم مطر مبادرته، إذْ رأوا أنّها ستُحدث صدى وسط التعتيم السياسي الذي تُواجهه الطائفة مع غياب ركائزها عنها وغموض مصيرها، لكن بشرط أن يستمرّ عليها، فيما يُبدي مطر إصراره على تسجيل موقف مرتبط بالتنفيذ أكثر منه بالكلام، وهذا ما يُؤكّده مصدر متابع لـ “لبنان الكبير”، ويقول: “قد يُسجل بعض النواب موقفاً يتحدّثون فيه عن معارضة سلاح حزب الله، وقد يقول أحدهم انّه يسعى الى دعم مصلحة طرابلس والطرابلسيين، لكن لم يجد أيّ طرابلسي سوى الكلام حتّى اللحظة، الا أن ما يقوم به مطر إن نجح حقاً في جمع النواب السنة الذين كان سافر بعضهم في الأيام القليلة الماضية، فيما لا يعتبر البعض الآخر نفسه معنياً بالطائفة لكونه يعتقد أنّه نائب الأمّة، سيكون بصمة وإنجازاً كبيراً في مسيرته السياسية التي كانت متأرجحة في بدايتها، ففي الحقيقة ننتظر حقاً وصول هذه المبادرة إلى خواتيم سعيدة أو على الأقلّ مرضية، وهي لن تتمكّن بالتأكيد من جمع كلّ النواب في دار الإفتاء كما يُقال، لكنّها ستكون رسالة وطنية هادفة لا بدّ من قطف ثمارها عند التعاون في أيّ ملف أو قضية أو استحقاق قادم”.

وعن المبادرة والنتائج التي توصلت إليها، يرى مطر أنّ النتائج إيجابية للغاية، ويقول لـ “لبنان الكبير”: “لمست قبولاً من جميع من قابلتهم للحديث عن هذه المبادرة التي تدعم خطوة تُسهم في تعزيز موقعنا وطنياً، فالكلّ يتجاوب على مستويات هذه المبادرة كافة مع إبداء كلّ نائب رغبته في التعاون والتنسيق معنا للإسهام في إتمام هذا الاجتماع”.

وعمّا إذا كان يتوقّع عرقلة هذه الخطوة في الأيّام المقبلة، يعتقد مطر ألا يكون جمع النواب صعباً، ويُضيف: “هذا اللقاء سيكون جامعاً وسيُعقد خلال أسبوعين، وبحسب الاجتماع سنرى ما يُمكن أن نعمل عليه بجدّية تامّة، لكنّنا نعمل حالياً على الوصول إلى موعد لا يجمعنا الا على بنود موحدة وواضحة وذلك لتتضح لنا الرؤية أكثر بعد الاجتماع وما قد يتوصّل إليه، لكن حتّى اللحظة وجدت حماساً كبيراً لدى الكثير من النواب، وهو أمر مشجّع للغاية ونتمنّى تحقيقه بنجاح حتّى اللحظة الأخيرة”.

شارك المقال