بايدن بين المماطلة من أجل التعادل والضغط لكسب الحرب

حسناء بو حرفوش

هل تورطت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن مجدداً في حالة من الشلل على مستوى التصعيد الذي تشهده الساحة الأوكرانية بصورة متزايدة؟ سؤال تجيب عنه قراءة في موقع “ذا هيل” الالكتروني الأميركي، يدعو فيها الكاتبان جوناثان سويت ومارك توث، الولايات المتحدة الى عدم التردد في محاولة اقتناص الفوز من الروس عوضاً عن الترقب وممارسة لعبة “التعادل وعدم الخسارة التي من شأنها إطالة الصراع إلى أجل غير مسمى”.

ووفقاً للمقال، “لا شك في أن الغموض الاستراتيجي فعال كإستراتيجية ردع قبل الحرب، لكنه لا يعدّ إستراتيجية حرب رابحة. وقد يؤدي تقصير بايدن غير المنطقي إلى إطالة أمد الحرب في أوكرانيا بلا داع وإلحاق الضرر الشديد بالولايات المتحدة والاقتصاد العالمي وإرهاق تحالف الناتو. وقد يؤدي ذلك أيضاً الى إضعاف أي استجابة عالمية قد تكون ضرورية لمواجهة بكين المتشددة بصورة متزايدة. وكان الرئيس الصيني شي جين بينغ، الغاضب من رحلة رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي إلى تايوان قد حذر من “اللعب بالنار”. وتضع عدم رغبة بايدن في توجيه ضربة قاضية الى بوتين، الرئيس الأميركي أمام انتقادات محلية وملامة متعلقة بملف الطاقة.

ويرفض بايدن لسبب غير مفهوم، تسديد الضربة القاضية ويصر في إطار هدفه الوحيد المعلن بوضوح على إضعاف روسيا.

ومع ذلك، يبدو أن بوتين يائس، وقد تنحصر هذه الحرب في معركة البقاء الشخصية، في ظل نفاد البدائل. ومع ذلك، تجدر الإشارة إلى أن اقتصاد بوتين يخرج عن نطاق السيطرة. ومن أجل مواصلة تمويل ما تسميه بـ”عمليتها العسكرية الخاصة”، قامت روسيا بخصم نفطها بما يصل إلى 30 دولاراً للبرميل، وبيعه إلى الهند والصين وأي جهة أخرى مستعدة للشراء. ويبدو أن الجميع مستعد لاستغلال اقتصاد موسكو، بما في ذلك المجر وأعضاء الكتلة السوفياتية السابقة، الذين غزاهم الكرملين وهيمن عليهم في يوم من الأيام. ولا شك في أن بوتين يعتبر ذلك وسيلة لتحدي وحدة الناتو والاتحاد الأوروبي. ومع ذلك، ربما تنظر المجر إلى روسيا على أنها محطة وقود بأسعار مخفضة.

أما عسكرياً، فاستفادت أوكرانيا من نظام راجمة الصواريخ المتعددة (HIMARS) الذي قدمته الولايات المتحدة، والذي استهدف ودمر مستودعات الإمداد الرئيسة وأنظمة النقل التي تدعم هيمنة المدفعية الروسية. علاوة على ذلك، بدأت أوكرانيا مؤخراً هجوماً مضاداً في خيرسون الأوكرانية، لكن الهجمات المضادة تتطلب قوة بشرية. وعلى الرغم من أن الدعم الأميركي يلقى الكثير من الترحيب، لا يمكن الإصرار على استمرار تجزئة الأسلحة إلى أوكرانيا لتجنب التصعيد ولا بد من تجهيزها بما تحتاجه لكسب الحرب.

هذا يعني أن الوقت حان ليشرع بايدن باستعراض عضلات الولايات المتحدة والتوقف عن الخضوع للتصعيد الروسي الواهي. وبدلاً من السماح لأردوغان بالتفاوض مع روسيا للإفراج عن الحبوب في موانئ البحر الأسود، يجب على الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي إرسال سفن بحرية إلى البحر الأسود لمرافقة المنتج إلى السوق العالمية، وذلك لأن التوقيع الروسي على أي وثيقة لا قيمة له. والحال أنه يجب على واشنطن أن تملي بنفسها الشروط من موقع قوة الناتو، وليس الإذعان لموسكو. ويتوجب على بايدن التصرف على الفور. ربما يكون قد ربح البيت الأبيض من خلال اللعب بأمان خلال الحملة الإنتخابية، لكن الحروب لا تكسب في سياق اللعبة الآمنة، بل في ساحة المعركة، من خلال العمل الجريء والحاسم. إنه واقع تتفهمه روسيا جيداً وستضطر الى احترامه في حال قرر بايدن الظفر بالنصر”.

شارك المقال