لقب الزعيم بين الصهر والوزير

حسين زياد منصور

إثر مقتله على يد الأميركيين بعد ١١عاماً على تنصيبه زعيماً لتنظيم “القاعدة” خلفاً لأسامة بن لادن، الاجابة لا تزال غامضة عن السؤال الذي يتكرر منذ يومين، من سيكون الأمير الجديد للتنظيم بعد أيمن الظواهري؟

خلال هذه السنوات التي قضاها الظواهري زعيماً لم يمتلك الكاريزما وملكة الخطابة والتأثير في عقول “الجهاديين” وخاصة الشباب مثل بن لادن، وشهد التنظيم في عهده العديد من الانشقاقات بين فئة الشباب وتشكيل فروع لـ”القاعدة” في كثير من الدول فضلاً عن ظهور تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام “داعش”.

لا يختلف اثنان على التضعضع في قيادة “القاعدة” وأن لامركزية القرار هي التي تسيطر منذ مقتل بن لادن، ففروع التنظيم في اليمن وسوريا والعراق وبلاد المغرب العربي وبعض الدول الأفريقية تتصرف بما يتناسب مع سياسة أمرائها بصورة مستقلة عن القيادة التي تمثلت في الظواهري حينها.

يعود هذا الضياع والتضعضع الى أسباب عدة أبرزها “الحرب الأميركية على الارهاب” والتي أرهقت التنظيم منذ احتلال أفغانستان والعراق، والانشقاقات في صفوفه والمعارك مع “داعش” الذي سيطر على كثير من مناطق نفوذه، وخسر بدوره المناطق التي سيطر عليها فيما بعد وسقط زعيماه توالياً أبو بكر البغدادي وأبو إبراهيم القرشي، وتفككت معظم خلاياه ومنها سرت في ليبيا وولاية سيناء في مصر وبعض المناطق الأفريقية، اما خلايا خراسان فلا تزال ناشطة بعض الشيء وتقوم ببعض العمليات بين الحين والآخر.

إذاً، بين كل ذلك ومقتل الظواهري، أسماء عدة طرحت لتولي زمام القيادة لعل أبرزها عبد الرحمن المغربي وسيف العدل.

عبد الرحمن المغربي

اسمه الحقيقي محمد أباطاي ويعرف بعبد الرحمن المغربي، ويلقب بـ “ثعلب القاعدة”، مغربي الجنسية ولد في مراكش عام ١٩٧٠، صهر الظواهري ومقرب منه قبل الزواج بابنته. تولى منصب القائد العام لـ “القاعدة” في أفغانستان وباكستان، ومسؤول الاتصالات الخارجية للتنظيم والتنسيق مع جهات خارجية ورئيس الشؤون الإعلامية والرئيس التاريخي لمؤسسة “السحاب” التي تعد الفرع الاعلامي لـ “لقاعدة”.

هذه الخبرات والمناصب التي تقلدها الى جانب صلة القرابة والعلاقات العائلية وكونه مخزن أسرار الظواهري، ترفع من أسهمه في تولي زعامة التنظيم.

وعن مكان تواجده يتكهن البعض بعودته الى أفغانستان بعد تولي حركة “طالبان” الحكم ورحيل الأميركيين، فيما تشير بعض التقارير الأميركية الى وجوده مع عدد من قادة التنظيم في إيران.

وسبق لبرنامج “المكافآت من أجل العدالة” أن قدم ٧ ملايين دولار كمكافأة لمن يدلي بأي معلومات عنه.

سيف العدل

اسمه الحقيقي محمد صلاح الدين زيدان ولد في محافظة المنوفية في مصر بين العامين ١٩٦٠ و١٩٦٣، كان ضابطاً في القوات الخاصة المصرية برتبة مقدم، تزوج من ابنة مصطفى حامد المعروف بأبو الوليد المصري المستشار السياسي لأسامة بن لادن.

اعتقل في العام ١٩٨٧ بتهمة التورط في ما عرف بـ “قضية الأمن القومي رقم٤٠١”، مع الكثير من الناشطين الاسلاميين لدى محاولة احياء تنظيم “الجهاد” المتهم باغتيال الرئيس المصري الأسبق أنور السادات في العام ١٩٨١.

عمل مدرباً لتنفيذ عمليات الخطف والاغتيالات داخل التنظيم في الصومال وأفغانستان، وشغل منصب رئيس اللجنة الأمنية لـ “القاعدة” في منتصف التسعينيات، وبعد الغزو الأميركي لأفغانستان في العام ٢٠٠١ هرب الى إيران.

يعد عضواً بارزاً في مجلس شورى التنظيم أعلى مجلس قيادة فيه الى جانب ترؤسه اللجنة العسكرية، ولقب بوزير دفاع التنظيم بعدما تولى مسؤولية الملف الأمني، وبعد مقتل بن لادن اختير قائداً مؤقتاً لتنظيم “القاعدة”.

وسبق لبريطانيا والولايات المتحدة الأميركية أن رصدتا مكافأة بقيمة ١٠ ملايين دولار و٧ ملايين جنيه إسترليني لمن يقدم معلومات عنه كونه مشاركاً أساسياً في تفجير السفارتين الأميركيتين في نيروبي ودار السلام في العام ١٩٩٨، الذي خلف ٢٢٤ قتيلاً.

وتشير تقارير أجنبية الى أن خبرته الواسعة في القيادة العسكرية ودوره في التخطيط يسهلان طريقه نحو امارة التنظيم.

مرشحون آخرون بحظوظ قليلة

هناك العديد من المرشحين الآخرين أبرزهم المنسق الأمني السابق لأسامة بن لادن الأفغاني أمين محمد الحق خان، وأبو إخلاص المصري وهو قائد أمضى سنوات في أفغانستان، اضافة الى بعض القادة الأفارقة وأبرزهم زعيم تنظيم “القاعدة” في بلاد المغرب الاسلامي أبو عبيدة يوسف العنابي المعروف أيضاً بيزيد مبراك، وزعيم “حركة الشباب” أحمد ديري.

تبقى هوية خليفة الظواهري والزعيم الثالث لتنظيم “القاعدة” مجهولة الى حين تكليفه، خاصة مع انحسار الخيارات المهمة والأساسية بعد القضاء على القادة الكبار وسجن البعض منهم.

شارك المقال