الاستحقاق الرئاسي… تنسيق المعارضة حتمي وليس خياراً

هيام طوق
هيام طوق

الاستحقاق الأبرز الذي ينتظره اللبنانيون لتغيير واقعهم هو انتخاب رئيس جمهورية جديد لأن ولاية العهد الحالي تنتهي في 31 تشرين الأول المقبل، وتبدأ المهلة الدستورية لانتخابه في الأول من أيلول، لكن حتى اليوم لا يبدو أن هناك مرشحاً جدياً مطروحاً لسدة الرئاسة، كما لم تتبنّ أي جهة أكانت معارضة أو موالاة، شخصية معينة لايصالها الى بعبدا خصوصاً وأن المجلس النيابي الجديد يفتقد أكثريات كبيرة يمكنها ايصال مرشح معين.

الانتخابات النيابية التي استبشر بها الجميع خيراً بعدما تمكنت وجوه جديدة تُصنف بأنها تغييرية، من حجز مقاعد في المجلس، لكنها لم تكن على قدر التوقعات، وخيبت الآمال في الاستحقاقات السابقة خصوصاً في انتخاب رئاسة المجلس ونائبه، اعتبر بعض المراقبين وعدد من النواب التغييريين حينها أن مثل هذه الدعسات الناقصة يجب ألا تتكرر في الاستحقاقات الكبرى خصوصاً في انتخاب رئيس الجمهورية على اعتبار أنهم يصبحون أكثر خبرة وليونة في التواصل مع الأطراف التي تلتقي معهم على العناوين الوطنية العريضة انطلاقاً من قناعة بأن المعارضة الموحدة يمكنها تغيير المعادلة السياسية القائمة، أما استمرارها في التشتت وعدم التنسيق فيفقدها الأكثرية التغييرية بحيث أن البرلمان مؤلف من 61 نائباً من الموالاة و67 نائباً من الأحزاب المعارضة والتغييريين والمستقلين.

وفي هذا الاطار، توجّه رئيس حزب “القوّات اللبنانيّة” سمير جعجع إلى جميع النواب الذين يعدون في صفوف المعارضة، بالقول: “الناس لم ينتخبوننا من أجل أن ندلي بالتصاريح إن كان في مجلس النواب أو في الشارع وإنما أعطونا وكالتهم النيابيّة من أجل تغيير واقع حياتهم، وللقيام بذلك علينا الإقدام على تصرّفات معيّنة. نحن اليوم أمام استحقاق انتخابات رئاسة الجمهوريّة وأي خطة إنقاذ في لبنان عليها أن تبدأ برئيس جمهوريّة (متل الخلق). النواب الـ67، أي التغييريون، والجدد، نواب أحزاب المعارضة إن كانوا قوات لبنانيّة أو حزب اشتراكي أو كتائب لبنانيّة أو أحرار أو غيرها من الأحزاب مدعوون إلى تكثيف اتصالاتهم في ما بينهم، وهذا ما نحن في صدده حالياً، من أجل أن يتمكنوا في أول محطّة عمليّة مطروحة أمامهم، وهي انتخابات رئاسة الجمهوريّة، من تحقيق التغيير لتكون محطّة ناجحة وليست كسابقاتها”.

وعلم موقع “لبنان الكبير” من مصدر سياسي مواكب أن التواصل على مستوى الأفراد بين كتل المعارضة قائم منذ مدة، لكن المشاورات تتم بعيداً عن الاعلام لأن الموضوع شائك ومهم، وهناك الكثير من التفاصيل يجب التوافق حولها مع العلم أن النقاشات لا تزال في بداياتها بحيث يضع كل تكتل نيابي وثيقة أو ورقة ما متعلقة بالرئيس المقبل وخطة العمل الانقاذية على أن تدرس هذه الوثائق خلال طاولات الحوار وتجمع في وثيقة واحدة، أما النقاط الخلافية البسيطة، فيعمل على تذليلها خصوصاً أن النقاط الجامعة بين هذه القوى أكثر بكثير من نقاط التفرقة، حسب المصدر.

وفي السياق، أشار النائب رازي الحاج الى أن “التواصل بدأ فعلياً مع قوى المعارضة بهدف الوصول الى تحديد مواصفات الرئيس وبرنامجه والعناوين العريضة حول الملفات العالقة، وبعد الانتهاء من المواصفات علينا أن نتحدث في الأسماء ثم ايجاد آلية تنفيذ وكيفية إيصال الرئيس لأن المعركة ليست سهلة خصوصاً أن هناك فريقاً يحاول فرض الرئيس المقبل. كلها أمور ستوضع على طاولة البحث لمناقشتها بالتفصيل وبصورة دقيقة لأن هذا الاستحقاق مفصلي وسيحدد هوية لبنان للسنوات المقبلة، اما أن يكون لدينا رئيس انقاذي أو نبقى في جهنم حيث نحن الآن”.

وأكد أن “التواصل مستمر مع كل أفرقاء المعارضة التي هي غير راضية عن أداء الطبقة السياسية، والقنوات مفتوحة مع الجميع وعلى قدم وساق”، معتبراً أنه “لو لم يكن هناك امكان حقيقي لتحقيق هذا التوافق لما كنا بدأنا بالتواصل والنقاش خصوصاً أن كل قوى المعارضة أمام قناعة اليوم بأن لا خيار أمامها سوى أن تتفاهم في ما بينها لمقاربة الاستحقاق الرئاسي بصورة موحدة، اذ لا يمكن لأي فريق وحده أن يحقق تغييراً”.

أما النائب مارك ضو فلفت الى أن “التواصل قائم على الصعيد الفردي بين قوى المعارضة، ونحن كتكتل تغييري نحضر وثيقة أو مبادرة سياسية حول مقاربتنا لانتخابات رئاسة الجمهورية والاطار السياسي للعهد الجديد. هذه الوثيقة سنطرحها على هذه القوى على أمل أن يحصل التوافق على اطار سياسي عبر هذه الوثيقة التي من خلالها يمكن الوصول الى مرحلة الأسماء”.

وشدد على أن “التواصل واجب بيننا في هذه المرحلة لأن الاستحقاق الرئاسي محطة مفصلية، وسنعمل لمصلحة البلد لكن لا بد من الاشارة الى أننا لسنا حزباً واحداً وهناك قناعات متعددة”.

وأشار النائب غسان السكاف الى أن “التواصل قائم مع قوى المعارضة للتنسيق في الخطوات المقبلة خصوصاً في الاستحقاق الرئاسي”.

وأوضح النائب أديب عبد المسيح أن الاجتماع في مجلس النواب أمس، “تنسيقي عام بهدف توحيد الرأي حول الملفات والتنسيق بين قوى المعارضة حول آلية التصويت على مشاريع القوانين ومواضيع أخرى، ولم يكن الهدف منه تشكيل تكتل جديد”.

أضاف: “الاجتماعات ستعقد بصورة دورية وأسبوعية لتوحيد صفوفنا في الملفات كافة خصوصاً في ما يتعلق بانتخابات رئاسة الجمهورية، وقريباً ستعقد طاولة نقاش موسعة بين قوى المعارضة ويكون الطبق الأساس عليها الملف الرئاسي على أمل توحيد الكلمة في هذا الاطار، مع العلم أننا نعمل على مقاربة موحدة في كثير من التشريعات والملفات”.

وأكد النائب عبد الرحمن البزري “أننا لم نحضر الاجتماع كغيرنا من النواب لكن عدم الحضور ليس موقفاً سلبياً منا انما نحن بانتظار توضيح الصورة أكثر”، مشيراً الى أن “هناك الكثير من الملفات قبل الاستحقاق الرئاسي، ونحاول قدر المستطاع ايجاد أرضية مشتركة في ما بيننا وصولاً الى هذا الاستحقاق، ونأمل في صيغة تكون شاملة وجامعة”.

شارك المقال