صاروخ ايراني بأيادٍ حوثية يقتل لبنانيين

حسين زياد منصور

منذ أيام قليلة مضت، وبعد محادثات مكثفة مع الأطراف المتنازعة في اليمن تم التوصل الى اتفاق لتمديد الهدنة شهرين إضافيين. هذه الهدنة يبدو أنها لن تطول في ظل محاولات الخرق التي تحصل، ففجر الاثنين، سادت حالة ذعر كبيرة بين سكان العاصمة اليمنية، إثر انفجارين عنيفين هزا صنعاء، الخاضعة لنفوذ ميليشيات الحوثي.

وأكد سكان المنطقة وقوع انفجارين، الأول كان عنيفاً وسمع صوته في عدد من مناطق العاصمة، وتلاه آخر كان أقوى، نشر الذعر والخوف بينهم.

وما جرى هو انفجار صاروخ باليستي أدى الى انفجار معمل ومخزن أسلحة تابعين لجماعة الحوثي بالقرب من موقع تدريب في معسكر الحفا الواقع شرق العاصمة صنعاء.

وأوضح أحد المصادر العسكرية أن الصاروخ الذي انفجر من نوع “سكود”، وكان ينقله الحوثيون من أحد مخابئ التخزين والتصنيع في معسكر الحفا في مديرية الصافية شرقي صنعاء تمهيداً لإطلاقه قبل أن ينفجر بصورة مدوية وكبيرة، ليوقع قتلى وجرحى في صفوف القوات الحوثية فضلاً عن بعض الخبراء الأجانب. وسارعت ميليشيا الحوثي الى فرض طوق أمني في محيط المعسكر ومنعت الاقتراب منه حتى وصول سيارات الإسعاف.

وفي دحض للروايات التي حاول الحوثيون ترويجها عن تواجد طائرات عسكرية خلال وقوع الانفجار، أكدت مصادر في المدينة عدم سماع أي تحليق للطيران في أجواء صنعاء. فيما أشارت بعض الوسائل الاعلامية المتابعة، الى مقتل خبراء أجانب في صفوف الحوثيين بينهم إيرانيون ولبنانيون.

ويواصل “حزب الله” تورطه في الحرب اليمنية على الرغم من ارتدادات مشاركته فيها، وكان أبرزها تأزم العلاقات اللبنانية مع الأشقاء العرب وخاصة المملكة العربية السعودية. الى جانب ذلك كان لـ”حزب الله” مشاركات في الحروب السورية والعراقية، لكن التدخل في الشؤون اليمنية على مدى السنوات الماضية ودعم الحوثيين بكثرة إن كان بالخبراء أو السلاح أو العناصر زاد من حدة التوتر بين لبنان والدول العربية وأزّم الموقف اللبناني.

وتجدر الاشارة الى أنها ليست المرة الأولى التي يسقط لـ “حزب الله” ضحايا في الحرب اليمنية، ففي السنوات الماضية أسفرت المعارك الدائرة هناك عن خسارة عدد من عناصره، في غارات شنها التحالف العربي أو في المعارك البرية.

وسبق للحكومة اليمنية أن قدمت شكوى رسمية للبنان عن طريق وزارة الخارجية للحد من كبح جماح نشاط الحزب في اليمن وتدخله في الشؤون الداخلية، الى جانب التهديد برفع شكوى رسمية لدى مجلس الأمن الدولي والمؤسسات الدولية البارزة. ولم ينف الحزب من جهته مشاركته في الحرب اليمنية وتقديمه المساعدات للحوثيين مادياً وعسكرياً ولوجستياً، واستهداف دول التحالف بالصواريخ والقذائف.

ما جرى أمس هو الواقعة الثانية منذ بدء الهدنة الأممية في نيسان الماضي، اذ انفجر صاروخ باليستي آخر بالقرب من مطار صنعاء وأدى الى مقتل مهندسين وخبراء من ميليشيا الحوثي بينهم أجانب فضلاً عن إصابة مدنيين وتضرر منازلهم. واستنكرت الحكومة اليمنية ما حدث واعتبرته مؤشراً خطيراً الى استغلال الهدنة والحصول على المزيد من الأسلحة واتخاذ المدنيين دروعاً بشرية.

شارك المقال