إلى الحضن الإيراني

الشيخ حسن مرعب

كلمة حفظناها من الزعيم وليد جنبلاط: إلى أين؟…

واليوم كل الشعب اللبناني يرددها إلى أين نحن ذاهبون؟!

هل هناك انهيار اقتصادي أكبر من الذي نعيشه؟

هل يوجد قعر في جحيم وجهنم لبنان أعمق مما وصلنا إليه؟

كيف ستستمر الحياة في بلد انعدمت فيه أقل مقومات الحياة البشرية؟

ولكن مهلاً مهلاً…

المنطقة برمتها على مشارف تسوية كبرى ولبنان أحد أوراق اللعب فيها!!!

أحدهم يسأل: ما الذي يعنيه هذا الكلام؟

الجواب: إيران تعتبر لبنان حديقتها الخلفية، وأحد أهم أوراق الضغط على طاولة مفاوضاتها مع أميركا ، فيما يتعلق بسلاحها النووي.

وبوجود ذراعها الطولى فيه، المتمثلة بحزب الله، تستطيع ان تلعب بهذه الورقة ساعة تشاء اذا فشل الاتفاق، ولو كان ذلك على حساب اللبنانيين وأمنهم، وما تبقى من ممتلكاتهم ومعيشتهم، فما المانع؟

وممكن أيضا أن يكون لبنان جائزة ترضية للإيراني، أو أحد مكاسبه على طاولة المفاوضات، اذا نجح الإتفاق.

مما يعني شرعنة الوجود الإيراني وذراعه، وإحكام قبضته على مفاصل الحكم فيه، ليس بالأمر الواقع كما هي الحال اليوم، بل رسميا وبرضا أميركا والمجتمع الدولي.

وهنا المواطن اللبناني الطيب البسيط والمنهك يسأل: طيب يعني سنرتاح وينتعش لبنان إقتصادياً ويخرج من قعر جهنم؟

وتأتي الإجابة الصادمة: لا عالعكس تماماً، في كلا الحالتين سواء نجحت إيران في مفاوضاتها أو فشلت، نحن باقون في قعر جهنم، طالما ذراع إيران ممتدة الى لبنان وطالما أن السيد نصر الله مؤمن بولاية الفقيه، ومستعد للتضحية بلبنان واللبنانيين أيضا، فداء للولي الفقيه والمرشد الأعلى في طهران.

ويعود المواطن الطيب للسؤال مرة أخرى: وما علاقتي ووطني بالنووي الإيراني؟

والجواب يأتيه على طريقة العبارة المشهورة لـ… “حسني البورازان” الذي يمثله الراحل نهاد قلعي في مسلسل “صح النوم” هو والممثل دريد لحام (غوار): “إذا أردنا ان نعرف ماذا في إيطاليا… علينا أن نعرف ماذا في البرازيل…”

ولكن الجواب الواقعي والصادق والصادم في آن معاً:

إنه الإرتهان…

فإيران لم تدفع الملايين من الدولارات بل المليارات لتمويل حزب الله وبناء منظومته وضاحيته وتسليحه كرمى لعيون السيد نصر الله، أو لأنها جمعية خيرية، وإنما لهذه الغاية وهذا الهدف، لكي يكون سلاحا تضرب به خصمها، وورقة ضغط تلعب بها ساعة شاءت.

ونختم بالزعيم وليد جنبلاط كما بدأنا ولكن هذه المرة بجوابه هو على سؤاله إلى أين؟

وحسب تحركه الأخير: إلى الحضن الإيراني…

على طريقة المتنبي “فيكَ الخِصامُ وَأَنتَ الخَصمُ وَالحَكَمُ”

مع اليقين أن هذا ليس هو الحل، بل هو البقاء في جهنم مع إغلاق الباب بإحكام.

ولن يكون قيامة للبنان الا بفك الارتهان لإيران و الخروج من حضنها وكفِّ يدها ورد بضاعتها إليها فلبنان عربي ولن يكون فارسيا ولن يسعه الا الحضن العربي.

شارك المقال