فريد مكاري… الوطني الشريف ورفيق “الرفيق”

آية المصري
آية المصري

كم صعب أن يأخذ منا الموت أحباءنا، رجال وطن بإمتياز، عملوا من أجل مصلحة البلاد ولم يبخلوا في تقديم كل ما هو مطلوب منهم. رجال إتبعوا نهجاً وطنياً بإمتياز ولم يغيروا مسارهم ومبادئهم لحظة، لكنهم باتوا قلة اليوم خصوصاً وأن شبح الموت يطرق أبوابهم ويأخذهم من دون إستئذان.

والأصعب عندما تتلقى خبر الوفاة، وهذا ما أحزن اللبنانيين الشرفاء البارحة حين سمعوا برحيل نائب رئيس مجلس النواب السابق فريد مكاري، أعزّ الرجال وأخلصهم للرئيس الشهيد رفيق الحريري، الرجل الوطني الجامع وليس المفرق، الحريص على مصلحة لبنان والشعب، المخلص لـ 14 آذار، ومن حمل شعلة ثورة الأرز وناضل دفاعاً عن وطننا الحبيب.

فريد مكاري من الرجال النادرين في هذا البلد، لا ينسى أحباؤه والمقربون اليه روحه الطبية وصدقه وشفافيته الواضحة. قليلون من يشبهونه وها نحن نخسرهم واحداً تلو الآخر، فلترقد روحهم بسلام مع شهدائنا الأبطال ولتخلد ذكراهم في قلوبنا. ويستذكر الراحل الكبير أحباؤه وأصدقاؤه في كلام من القلب لموقع “لبنان الكبير”.

حمادة: برحيله غابت آخر الابتسامات

يقول النائب مروان حمادة: “مع غياب فريد مكاري تختفي آخر الابتسامات عن وجه لبنان، فالنائب اللطيف اللائق النشيط رافق الرئيس الشهيد رفيق الحريري في بناء أسطورة وامبراطورية، ثم بقي إلى جانبه، وإلى جانبنا، في صف الذين حاولوا، ونجحوا إلى حد بعيد في إعادة إعمار لبنان في تسعينيات القرن الماضي”.

ويضيف: “ثم استمر بعد استشهاد الرئيس قلعة وطنية، إلى جانب الشيخ سعد ورفاقه في 14 آذار إلى أن اكتشف فريد أن لعنةً سقطت على لبنان باغتيال الرئيس وبانقلاب حزب الله على الدولة والدستور والمؤسسات، فكان يقاوم بابتسامته وأخلاقه الدمثة، وبميله الدائم، إلى استيعاب الضربات ومحاولات تصويب الأمور، من دون الانجرار إلى المواجهة العنيفة، ومن دون السقوط في الاستسلام المريب”.

ويتابع حمادة: “بقي يحاول ثم يحاول، وعندما يئس نتيجة خطابية الأخصام وتخاذل الحلفاء ابتعد بهدوء عن الساحة السياسية، من دون أن يبدّد صداقاته أو يترك منطقته وأهلها. فريد مكاري مرّ في تاريخنا المعاصر، مرور الحالمين والعاملين والمتفائلين حتى لحظة تبوؤ ميشال عون رئاسة الجمهورية، فعرف مع الجميع بل وقبل الجميع، أن أيام لبنان معدودة، فكيف بأيام أهله وأيامه هو؟”.

ويختم: “نفتقد فريد خصوصاً في مجلسٍ لم يأتِ على مستوى طموحات القدامى وأحلام الجدد فوفّر الله عليه هذه الكأس التي تنتظرنا، ونحن على أيام من استحقاق، نتمنى أن تأتي نتيجته تعزية لفريد ولكل المخلصين للبنان”.

قباني: لا أصدق أنه رحل

“لا أصدق أن فريد مكاري قد رحل، هكذا بكل بساطة! أتخيل أنني سأسمع صوته بعد قليل، صوته الدافئ الذي يعبّر عن قلبه الحنون وصداقته الصادقة والمخلصة، ولا أستطيع وصفه بأنه كان سياسياً محترفاً فقد كان إنسانا قبل أي شيء آخر”، كما يقول النائب السابق محمد قباني، مضيفاً: “أتخيل أنني سأستمع اليه بعد قليل، لأنني لا أعتبر أنه رحل فهو معنا دائماً والى جانبنا، الى جانب الحق وأصدقائه. وبرحيله هذا يخسر لبنان كبيراً من رجاله ويخسر أصدقاؤه رجلاً وفياً. فعلاً انني عاجز عن تصديق رحيله وأنني لن أتمكن من التحدث اليه بعد قليل، وأتذكر جيداً الاتصال الأخير الذي حصل بيننا بمناسبة عيد الأضحى، رحمه الله”.

فتفت: يعبّر عن مرحلة بأكملها

“فريد مكاري ليس مجرد شخص عادي أو سياسي مهم، فهو كان صديقاً عزيزاً ولعب دوراً مهماً في العلاقة بيني وبين الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وهذه المرة الأولى التي أقولها في الاعلام، وفي كل المفاصل الأساسية كنا شركاء وأتذكر يوم اللقاء عند الرئيس الحريري قبل التمديد لاميل لحود، ويوم رفض انتخاب ميشال عون، فريد مكاري يعبّر عن مرحلة بأكملها، وشعرت البارحة بصدمة كبيرة عندما تلقيت خبر وفاته، وكأننا أمام مرحلة إنطوت ونوع من الرجال القليلين في البلد الذين يؤمنون بلبنان الوطن ولبنان العيش المشترك وتجاوز الطائفية”، بحسب ما يقول النائب السابق أحمد فتفت.

ويكشف عن الاتصال الأخير الذي حدث بينهما “كنا نتحدث في كل المواضيع والأمور، وفريد كان انساناً منفتحاً جداً ودائما يريد معرفة ما يحدث وأحوال الناس، وآخر اتصال كان قبل ثلاثة اسابيع طمأنني فيه عن حالته الصحية. كما كان يمتاز بالطمأنينة وأعتقد أن هذا ما سيفقتده محبوه ان كان على الصعيد السياسي أو الشخصي”.

ويعتبر فتفت “أننا بتنا اليوم نرى نوعاً من المهاترات والمزايدات التي تحدث على المستويات كافة. فريد مكاري بالنسبة لي خسارة شخصية كبيرة جداً، خسارة وطنية وتعبير عن مرحلة بأكملها”.

عراجي: كان يجمع ولا يفرّق

ويصف النائب السابق عاصم عراجي رحيل مكاري بأنه “خسارة حقيقية”، قائلاً: “لا حول ولا قوة إلا بالله هذا قضاء الله،  كان دولته يجمع أكثر من أن يفرق، ويتواصل مع كل الأفرقاء ولا يميز بين أحد. أصدقاؤه ومحبوه كثيرون سواء من مجلس النواب أو من غير المجلس وكان رجلاً سياسياً مميزاً”.

ويشير الى أن “دولته كان صاحب أخلاق وحضور مميز ودائمأ الضحكة والبسمة على وجهه. وهذه الصفات تريح كثيراً خصوصاً كونه يتعاطى الشأن العام كثيراً على المستويات كافة، وهذا يساهم في نشر الراحة لمن حوله”.

شارك المقال