إيران تدرّب الروس على استخدام مسيراتها

حسناء بو حرفوش

تزامن الاعلان الأميركي الخميس الماضي عن الاعتقاد بقيام إيران بتدريب القوات الروسية على استخدام المسيرات مع شراء الكرملين مئات الطائرات الايرانية من دون طيار خلال الأسابيع القليلة الماضية، حسب ما لفت تقرير في موقع 19fortyfive الالكتروني الأميركي. ونقل الموقع عن مسؤول أميركي أن هذه “التدريبات تدخل كجزء من اتفاقية نقل المسيرات من إيران إلى روسيا. واتهمت إدارة بايدن موسكو بشراء هذه التكنولوجيا لدعم جهودها الحربية في أوكرانيا، بينما أشارت آخر الأخبار إلى أن هذا الشك أقرب إلى الدقة ومن المرجح أن يستخدم الكرملين المسيرات هذه في غزوه المستمر.

وفي تموز الماضي، نشر البيت الأبيض معلومات استخبارية حول اجتماع سري بين موسكو وطهران. وأشارت المعلومات إلى أن الحكومة الايرانية تستعد لتزويد روسيا بما يصل إلى عدة مئات من المسيرات، بما في ذلك تلك القادرة على حمل الأسلحة، في جدول زمني سريع”. وبعدها بأسبوع، كشف عن صور الأقمار الصناعية التي تصور وفداً روسياً مع أسطول من المسيرات الايرانية.

وذكر البيت الأبيض أن الصور تُظهر الجيش الإيراني وهو يعرض مسيرات قادرة على تنفيذ هجوم للوفد الروسي الزائر في المطار. وظهرت مسيرة هجومية خفية من إنتاج شركة لصناعة الطيران الإيرانية، ويعتمد تصميمها إلى حد كبير على مسيرة من طراز لوكهيد مارتن إف-35 لايتنيغ، استولى عليها الجيش الإيراني في العام 2011. لكن المسيرة تبدو بإطار أصغر ويصل مداها إلى 1500 كيلومتر، كما يمكن تسليحها بذخائر دقيقة التوجيه. وفي حين أن الحرس الثوري الايراني قد استخدم المسيرات في هجمات صاروخية في الماضي، يستخدم النظام شاهد 129 من دون طيار بصورة متكررة. ويصل مدى هذه الطائرة متعددة المهام إلى 1700 كيلومتر. وحسب آسيا تايمز، “استخدمت الطائرة لمهاجمة القوات الأميركية في سوريا في العام 2017. كما قامت برحلات استطلاعية في المجالين الجويين المجاورين لإيران، أي البحرين وباكستان. كما استخدمت المسيرات نفسها في عمليات الإغاثة خلال فيضانات 2019 في جنوب غرب إيران.

وعلى الرغم من الأدلة التي تربط المسيرات الإيرانية بروسيا، نفى البلدان وجود صفقة بيع الأسلحة هذه. وتتمتع الدولتان بتاريخ طويل من العلاقات العسكرية، التي شهدت متانة أكبر في السنوات الأخيرة. وتزامنت العلاقات الناشئة بين موسكو وطهران مع الجهود المناهضة لإيران بقيادة الولايات المتحدة في الشرق الأوسط. وخلال الشهر الماضي، التقى الرئيس الأميركي جو بايدن بحلفاء الولايات المتحدة في الشرق الأوسط للتأكيد على التعاون الضروري اللازم لصد السلوك الإقليمي لطهران. ويستخدم الحرس الثوري الإيراني ترسانته الموسعة من المسيرات لمهاجمة خصومه في جميع أنحاء الشرق الأوسط. وتعتقد الولايات المتحدة أن موسكو تسعى الى الحصول على مخزون طهران من المسيرات لدعم مهمتها في مواجهة الدعم العسكري الأميركي لأوكرانيا.

واعتبرت المسيرات إلى حد كبير جوهر الغزو المستمر لأوكرانيا كما تشكل نتيجة الحرب، وفي حين أن المدفعية تشكل “قبضة الحرب”، تساعد المسيرات في تسديد “ضربات أكثر دقة”. وينذر نطاق ترسانة إيران بالخطر، مما يجعل شراء موسكو المحتمل ونشر هذه الأسلحة ضد القوات الأوكرانية أمراً مقلقاً للغاية”.

وكانت وكالة “رويترز” قد نقلت عن فيدانت باتيل نائب المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية قوله للصحفيين الخميس الماضي، إن المسؤولين “الروس أجروا تدريبات في إيران خلال الأسابيع العديدة الماضية”. وإذ أعرب عن قلقه إزاء هذا التطور، ذكر بأن المسيرات الإيرانية “استخدمت في مهاجمة القوات الأميركية وشركائها في المنطقة بالإضافة إلى كيانات الشحن الدولية”.

شارك المقال