السعودية حتماً

الشيخ حسن مرعب

بين اليد السعودية التي تبني، والمعول الايراني الذي يهدم، حتماً سيختار اللبنانيون اليد البانية الحانية السخية، والتي لا مشروع لها سوى الإنسان، وحياته الكريمة، وتمسكه بأرضه، والرقي بوطنه، وتحقيق حلمه، والشواهد على ذلك كثيرة، من السبعينيات الى يومنا هذا، لم ينل لبنان من المملكة العربية السعودية الا الخير، والدعم والمساندة.

ومع كل ما نالها من فريق من اللبنانيين سواء بالخطاب السياسي الأجوف، أو العبث الأمني عبر التدخل في اليمن أو غيرها، أو ضرب المجتمع الداخلي، وأذية أبنائه وشبابه بالمخدرات، فهي لا تزال على حالها، معطاءة حريصة، لا تميز بين لبناني وآخر لا بطائفته ولا بمذهبه، حتى بالعمل على أرضها الكُفُؤ بكفاءته لا بدينه، وهي تحتضن آلاف اللبنانيين، وينعمون فيها بعيش كريم، لا يحلمون بربع ربعه في لبنان.

في حين أن المعول الإيراني، يهدم ما تبقى من لبنان، من خلال ضمه الى مشروعه، وتقويض أمنه، ودعمه لفريق من اللبنانيين دون غيرهم، الذين يدين له بالولاء الكامل على حساب لبنان، ليكون ذراعه التي يبطش بها في المنطقة، ويزعزع بها الأمن في الدول المجاورة، ويسعى في الأرض فساداً وإفساداً.

وحقيقة، ولا مجال للمواربة، لا يمكن المقارنة ولو بالحد الأدنى بين السعودية وإيران، في علاقتهما مع لبنان، وعلاقة لبنان بهما ماضياً وحديثاً ومستقبلاً.

والواقع اليوم كلما اقترب لبنان من إيران، كلما ضاعت هويته، واقتربت نهايته كوطن وكيان ودولة.

فإيران نفسها واقعها وواقع شعبها، في ظل حكم الملالي أسوأ حالاً من حال لبنان واللبنانيين، في ظل أزماتهم وانهيار اقتصادهم.

فكيف لطبيب أن يداوي الناس وهو عليل؟!

والخلاصة أن إيران ليست بخير، ولن يرتجى منها خير…

وصدق الخليفة الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه يوم قال: “ليت بيننا وبين فارس جبلاً من نار لا ينفذون إلينا ولا ننفذ اليهم”.

في وقت تنعم فيه المملكة العربية السعودية، بالأمن والأمان، والتقدم والازدهار، ومصافي الدول الرائدة في التكنولوجيا والحداثة، في ظل قيادة شابة رشيدة، تحرص على شعبها وتسهر على راحته وتأمين سبل العيش الكريم له بل والرفاهية، وللمقيمين أيضاً.

وكما يقول المثل المصري: “من جاور السعيد يسعد… ومن جاور الحداد ينكوي بناره”.

وللأسف من ابتلينا اليوم بحكمهم، لا يبتعدون عن السعيد فقط، بل ويعادونه، ويجعلون من لبنان منصة للهجوم عليه، وإلحاق الأذى والإضرار به.

ويرتمون في حضن الحداد، ويذوبون في ناره، ويختنقون بدخانه.

ولعمري إنهم يسيرون الى حتفهم، وأعمى البصيرة أشد إضراراً من أعمى البصر…

وللأسف هم لا بصيرة ولا بصر…

ولكن في نهاية الأمر، هذا العهد الجهنمي سينتهي عما قريب لا محالة، وسيبقى لبنان وشعبه يدينان بالوفاء لمملكة الخير وشعبها، ولن ينسيا أياديها البيض.

فنحن شعب أصيل، يرعى الوداد، ويحفظ الفضل لأهل الفضل، ولا يضيع عنده المعروف، ولا تغيره الخطوب والظروف.

شارك المقال