اضراب “أوجيرو” يشلّ القطاع ويعزل المناطق

حسين زياد منصور

بعد أن انضم موظفو هيئة “أوجيرو” الى قافلة المضربين عن العمل، بدأت المشكلات تتفاقم في قطاع الاتصالات، فالتوقف عن العمل يشمل كل أعمال الصيانة والتشغيل من دون استثناء أي مركز للهيئة على الأراضي اللبنانية.

هذا الاضراب أدى الى شلل في الخدمات والخطوط، في مختلف المناطق اللبنانية، فتوقف العمل في سنترالات الحمراء، صيدا، النهر، بيت الدين، الدامور والنبطية، بعدما خرجت عن الخدمة بصورة كاملة، وكذلك الانترنت الذي شهد تباطؤاً كبيراً حتى الانقطاع التام في بعض المناطق، ما دفع بالبعض الى إعلاء الصوت والتدخل السريع لارتباط الشبكة بكل ما يتعلق بالعمليات المصرفية والتجارة والقطاعين العام والخاص فضلاً عن الخدمات والأعمال على أنواعها ولاسيما الهواتف الأرضية التي عرقلت أعمال العديد من المؤسسات الخاصة التي تعتمد بصورة أساسية على التواصل الدائم والسريع مع الزبائن، فالأمور تسير نحو تدهور سريع لأن الإضراب يؤثر على أكثر من مليوني مشترك في الهاتف الخلوي ومليونين في الهاتف الثابت.

وتشير تقارير الى أن من المتوقع أن تتوقّف سنترالات أخرى في غضون ساعات، ما يهدّد بتوقف خدمة الانترنت والاتصالات كلياً، فيما تلفت مصادر أخرى الى أن كل لبنان قد يخرج عن الخدمة بعد بضعة أيام في حال استمر الاضراب.

وتؤكد مصادر في “أوجيرو” أن الإصرار موجود هذه المرة على التمسك بالاضراب حتى تحقيق المطالب. فمستخدمو “أوجيرو” يطالبون باحتساب رواتبهم على “صيرفة” في ظل الايرادات التي يحققها القطاع بعد زيادة التعرفة في حين لا تزال الرواتب على حالها، كي تتناسب مع الوضع المعيشي القائم. ويسعى الموظفون البالغ عددهم حوالي 2700 موظف الى مساواتهم على الأقل بموظفي “ألفا” و”تاتش”.

وتضامن مع مطالب موظفي وعمال “أوجيرو” اتحاد النقابات العمالية للمصالح المستقلة والمؤسسات العامة.

وكالعادة، فان أبرز المتضررين مما يجري الصليب الأحمر اللبناني، الذي تعطل رقم الطوارئ التابع له في الجنوب بسبب توقف سنترال “أوجيرو”، وأيضاً جمعية “إمبرايس” المختصة بالصحة النفسية، التي أعلنت أن خط الحياة معطل وخارج الخدمة وذلك يعود الى عطل تقني من شركة الاتصالات، الى جانب العديد من الجمعيات والمنظمات الانسانية والاجتماعية، فضلاً عن المراكز الطبية والعيادات والمستشفيات.

ان شلّ هذا القطاع يعني الدخول في دوامة مرعبة، لا تحمد عقباها، فتحرك المعنيين والمسؤولين الآن يجب أن يكون في سبيل إيجاد حلول عادلة وجذرية لوقف التدهور الحاصل، خصوصاً أن هذا القطاع هو صلة الوصل بين اللبنانيين في لبنان وبقية العالم. ويعد قطاع الاتصالات من أكثر القطاعات تعقيداً، اذ مرّ بأزمات كثيرة ومتعددة في الأشهر الماضية من اختفاء بطاقات التشريج الى رفع أسعارها بصورة كبيرة مقارنة مع المداخيل التي لم تواكب الارتفاع الجنوني في الأسعار عموماً.

شارك المقال