الصبر والوعي فيما تبقى من العهد الجهنمي

الشيخ حسن مرعب

قد تكون الأيام المتبقية من العهد الجهنمي، من أصعب الأيام على اللبنانيين، وأشدها قسوة وضراوة، نظراً الى انعدام كل سبل الحياة والعيش، ليس الكريم فحسب بل وحتى الآدمي.

ولكن في نهاية المطاف، هذه الأيام السود ستمضي، وكما يقال “من شرب البحر لن يغص في الساقية”، ومن صبر ست سنوات لن يضيره صبر أقل من شهرين.

ما الداعي لهذا التصبر والدعوة للتحمل؟

لأن شياطين العهد لم ينتهِ دورها بعد، وهي تعمل ليل نهار لإيجاد الحجج الواهية، والتداعيات والمخارج اللادستورية، لمد أمد جهنم المستعرة نارها على الشعب المقهور.

ولا سبيل الى ذلك الا من خلال الضغط أكثر على حياة الناس ومعيشتهم، واستفزازهم واستثارة غضبهم، لكي يخرجوا عن طورهم، وتتم شيطنتهم، وتلبيسهم ثوب التخريب والعبث بالأمن والإرهاب، وتعم الفوضى، وتسيل الدماء، ويُفقد الأمن، مما يستدعي إعلان حالة الطوارئ في البلاد.

وبالتالي يستوجب على الرئيس ميشال عون الاستمرار بأداء واجباته الرئاسية، ولعب دور المنقذ للوطن من الفوضى والإرهاب، والا فسيعتبر تخليه خيانة عظمى، وهو طبعاً القائد العظيم… إبن المؤسسة العسكرية فكيف له أن يتخلى عن واجبه ويترك كرسي الرئاسة في مثل هذه الظروف الحرجة والمرحلة المفصلية في تاريخ لبنان؟!.

سيناريو شيطاني، وفيلم هوليوودي من الطراز الرفيع… فقط لإطالة أمد هذا العهد التدميري الذي لم يعرف لبنان مثيلاً له منذ تأسيسه. ولو كلف ذلك العودة مرة أخرى الى الحرب الأهلية، التي لا نزال نعيش آثارها الى يومنا هذا.

لذلك، من الواجب على اللبنانيين الصبر والتحمل، وتفويت الفرصة على العابثين، هواة الكراسي، وعبيد السلطة والحكم.

فالكهرباء المقطوعة 24 على 24، لن تعود في هذه الأيام المتبقية من عهد العتمة، حتى لو بقينا 24 ساعة على 24 ساعة في الشارع.

وكذلك المياه المقطوعة، والطبابة المفقودة، والأموال المنهوبة، والادارات المنهارة، كل ذلك لن يتغير فيه شيء طالما ميشال عون في بعبدا، والى جانبه صهره جبران باسيل، وشياطين الهيكل.

وساعة الفرج تبدأ بخروجهما من غير رجعة، وألا يكون الخلف على هذه الشاكلة، ولا بهذا المضمون.

وهنا يبرز دور ممثلي الشعب في البرلمان، لاختيار الخلف المناسب، بعيداً عن الإملاءات الخارجية، والمصالح الحزبية أو الشخصية، وتقديم المصلحة الوطنية على كل ذلك ولو لمرة واحدة.

لأن لبنان دخل غرفة الإنعاش، وهو ميت سريرياً، ولا أمل له بالحياة الا من خلال هذه الفرصة.

وكل العالم اليوم في موقف المتفرج، بانتظار هذه اللحظة، فإن لم ينقذ اللبنانيون وطنهم، ويساعدوا أنفسهم، فلن يساندهم أحد، بل ولن يشفق عليهم أحد، وسيكون لسان حال المجتمع العربي، بل والدولي، قوله تعالى: ﴿وَما ظَلَمناهُم وَلكِن كانوا هُمُ الظّالِمينَ﴾.

شارك المقال