فوضى متنقّلة في طرابلس… والمعنيون مشغولون بـ”الطلّة” المزيّفة!

إسراء ديب
إسراء ديب

تتنقل الفوضى الأمنية في طرابلس من مدخلها الشماليّ إلى الجنوبيّ، مخلّفة بؤراً أمنية خطيرة تعجز الحكومة بوزاراتها المعنية ولا سيما منها الأمنية عن الحدّ من انعكاساتها الكبيرة، في ظلّ تغيّب رسميّ واضح عن أجواء هذه المدينة التي يتربص بها مخلّون بالأمن والاستقرار الاقتصادي والسياسي، في وقتٍ تُحاول بعض القوى السياسية الطرابلسية الصمود بهالة متكلّفة ومزيّفة لا تُشبه المرحلة الصعبة التي تُواجه أهالي المدينة، فبالتزامن مع تنفيذ مهرجان طرابلس – الميناء السياحي الذي لبست فيها المدينة “الزي” السياحي المتكلّف، تتخبّط المدينة بفقرها وحاجتها إلى سياسة وخطط تدفعها للمزيد من الصمود، وهو ما تحتاجه فعليًا من السياسيين القائمين على هذه المدينة بدلًا من الاستراتيجيات التي تعتمد على خطط قصيرة المدى ومحدودة التأثير والعوائد.

وفي ظلّ انعدام الاستقرار والأمن بشكلٍ نهائيّ، يزداد الوضع سوءًا في هذه المدينة التي ينام ويصحو أبناؤها على صوت الرصاص الطائش والسلاح المتفلّت الذي “يُمسك” زمام الأمور فيها، ويدفع بعض الخارجين عن القانون إلى تخطّي كلّ الحدود لتنفيذ جرائمهم إدراكًا منهم بغياب القوى الأمنية عن الصورة في وقتٍ ينعمون فيه بالفوضى الخلاقة التي تزداد يومًا بعد يوم.

لعلّه لا يكفي طرابلس ما يلحق بشعبها من ظلم كبير وإهمال أكبر ولا سيما في الأيّام الأخيرة التي أدرك فيها الطرابلسيون بمرجعياتهم أنّ انقطاع الكهرباء عنهم لم يكن عشوائيًا أو نتيجة عطل “عطب” المعمل، بل نتيجة خطة مقصودة ومشبوهة يُراد منها إحداث خضّة سياسية تصبّ لمصلحة المعنيين داخل المدينة وخارجها من دون الاكتراث بحقوق المواطنين الذين عاشوا لأيّام بلا كهرباء ولا ماء نتيجة هذا الانقطاع، ولا يكفيهم الحرائق التي تحدث يوميًا في بور التبانة وغيرها في ظلّ تغطية سياسية وأمنية تقتل أبناء هذه المدينة الذين يبلعهم أيضًا غدر البحر، كما قد لا تكفيهم عمليات السرقة والنشل والقتل التي عاشوا معها خضّة أمنية واضحة منذ ساعات، وذلك بعد مقتل زوجة الناشط خالد الديك الذي كان عُرف منذ ثورة 17 تشرين الأوّل عام 2019، وذلك نتيجة خلافات سابقة أدّت إلى وقوع جريمة قتل اثر إصابة زوجة المدعو بطلق ناري في شارع المطران في طرابلس.

ومنذ اللحظة التي سُمع فيها إطلاق الرصاص، لم تهدأ المدينة لحظة وأضافت هذه الجريمة الى المدينة المزيد من التوتر والقلق ولا سيما بعد تهديد الديك الفاعل وهو من آل شحود بالانتقام منه والثأر لزوجته التي كانت حاملًا.

ولم تسلم هذه الجريمة من تشعّب المعلومات وتضاربها، وحتّى هذه اللحظة ما زالت المعلومات تتضارب حول كيفية حصولها، ففي وقت اعتقد البعض أنّ الجريمة طالتها شخصيًا خلال مرورها في شارع المطران، أكّد الفاعل وحتّى الديك أنّ الجريمة حدثت وهي في سيارة زوجها. أمّا الفاعل الذي قام الجيش بمداهمة منزله في شارع المطران وتمّ القاء القبض عليه واقتياده لإجراء المقتضى القانوني بحقّه، فكان أكّد في تسجيلٍ صوتيّ أنّ الديك قام بإطلاق الرصاص مما دفعه إلى متابعته في سيارته وأثناء المشاجرة بينهما بالسلاح، أطلق النار بالخطأ على زوجته التي أصيبت في رقبتها ونقلت إلى مستشفى “المنلا” حيث فارقت الحياة، فيما يُشدّد الديك على عدم تقبّله للتعازي حتى يأخذ حقّه بيده من القاتلين والفاعلين “من آل دياب ولقبه ميدو، الياغي، وشحود” والذي يُؤكّد هجومهم على سيارته.

ويروي الديك أنّه أثناء مروره بسيارته مع والده وزوجته وطفليه سلّم على مجموعة من الشبان، “لكنّنا سمعنا إطلاق رصاص كثيف حيث أطلق أيضًا بين قدمي والدي، ثمّ أطلق الرصاص على السيارة وقتلت زوجتي بعد محاولاتي الحثيثة لإيقافهم عن إطلاق الرصاص بسبب وجود الزوجة والأطفال لكنّهم لم يسمعوا وقتلوا زوجتي المظلومة التي أشكر كلّ من وقف في جنازتها اليوم، وهي امرأة محبوبة ومظلومة للغاية”.

وإذ يتوعد بالثأر زوجته، يُشدّد على عدم ثقته بالقضاء، متابعًا: “لا أرضى بأبنائكم وأهاليكم، فالعين بالعين والسن بالسن والبادي أظلم، وسنتخذ الإجراءات اللازمة لردّ حقّ ام رائد المظلومة، وأتوجه إلى قائد الجيش العماد جوزف عون وأطلب منه إيجاد حلّ للسلاح المتفلت الذي بات يقتل الكبير والصغير في المدينة”.

وكانت أفادت معطيات لموقع “لبنان الكبير” بأنّ خلافات سابقة أدّت إلى وقوع هذه الجريمة التي كانت تستهدف الديك لا زوجته.

شارك المقال