طرابلس: سطو مسلّح يتحوّل إلى جريمة قتل مروّعة

إسراء ديب
إسراء ديب

يبدو أنّ ما كان يُكتب عن طرابلس من سيناريوهات قائمة تستهدف أمنها واستقرارها قريباً، دخل اطار التنفيذ لا سيما بعد قيام مجهولين بإطلاق نار كثيف باتّجاه محلّ لبيع هواتف خلوية قرب مستشفى شاهين في طرابلس، ما أدّى إلى سقوط 4 قتلى وعدد من الجرحى، إضافة إلى خسائر مادية.

واتخذت هذه الجريمة البشعة شكلاً طائفياً في بداية الأمر، فصاحب المحل ينتمي إلى الطائفة العلوية، وهو محمود خضر من جبل محسن، لكن سرعان ما تكشفت التفاصيل التي تنفي نفياً قاطعاً الأبعاد الطائفية، لا سيما أنّ الضحايا الذي سقطوا في هذه الجريمة المروّعة كانوا من الطائفة السنية، وتحديداً من ببنين وفق ما أفادت المعطيات.

في التفاصيل، حاول مسلحون القيام بسطو مسلح على المحل، وبعد دفاع الشبان عن أنفسهم لمنعهم أطلق المسلحون الرصاص ما أدى إلى وقوع قتلى وجرحى.

ونُقل الجرحى إلى مستشفى النيني حيث تسارعت النداءات عبر مواقع التواصل الاجتماعي والمجموعات الاخبارية للتبرع بالدم لهم لا سيما لمحمود خضر، نظراً الى حاجته الماسة إليه. وبعد تناقل خبر وفاته انتشر الجيش في المدينة وتحولت طرابلس إلى ثكنة عسكرية تستهدف فرض الأمن، لا سيما بعد تصريحي رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي ووزير الداخلية بسام مولوي؛ أما جبل محسن فقد استشاط أهله غضباً وأطلقوا الرصاص وقاموا بمسيرات ليلية تنديداً بهذه الجريمة.

وتابع الرئيس ميقاتي الحادث، وأجرى سلسلة اتصالات بالوزير مولوي وقائد الجيش العماد جوزف عون والقادة الأمنيين، وشدد على “ضرورة ضبط الوضع وزيادة الاجراءات الأمنية وعدم السماح لأي كان بالعبث بأمن طرابلس وسلامة أبنائها”.

وفي معطيات “لبنان الكبير” فإن القيادات السياسية والحزبية في جيل محسن تحاول فرض التهدئة لتجنب الفوضى والفتن في هذه المرحلة الحرجة أمنياً، في وقت تشير مصادر أمنية إلى أن الجريمة لم تقع لسبب طائفي بل بهدف السرقة، لافتة إلى أنها تعمل للكشف عن المتسبب بها، وأن صاحب المحل لم يكن لديه أعداء بل صيته كان ممتازاً بين الأوساط الشعبية والاجتماعية.
أمّا الضحايا فهم: عمر الحصني وشقيقه محمّد الحصني من بلدة ببنين وهما يعملان في المحل، محمود خضر وخالد عبد المجيد وهو أحد المهاجمين.

من جهة أخرى، شهدت منطقة القبة أيضاً اشتباكات عنيفة بين عائلتيّ الفوال وجنيد، وهي ليست المرة الأولى التي تحصل فيها هكذا اشتباكات عنيفة في هذه المنطقة وغيرها من المناطق الشعبية التي باتت تنام وتصحو على هذه المشكلات الأمنية.

شارك المقال