أوكرانيا: هل تستخدم روسيا النووي؟

حسناء بو حرفوش

شهد هذا الأسبوع زخماً كبيراً على الساحة الأوكرانية مع اجتياح القوات الأوكرانية الجديد واستعادتها السيطرة على أكثر من 20 قرية في منطقة خاركيف الشمالية الشرقية في يوم واحد، مما أعاد توجيه الإنتباه إلى الهجوم المضاد في أوكرانيا. ودفعت الزيادة المفاجئة على مستوى الدفاع، القوات الروسية الى حالة من الفوضى، تاركة المعدات وراءها مع تقدم القوات الأوكرانية عبر الحدود الروسية، حسب ما نقل مقال في موقع “ذا ويك” الالكتروني الأميركي. وفي ظل النكسات المتتالية، يطرح السؤال: هل تلجأ روسيا الى النووي؟

وانطلق كاتب المقال من جهود الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الذي استمر في رفع معنويات قواته، من خلال “الاشادة بهم والتركيز على أن العدو يشعر بالذعر وأن القوات الأوكرانية ستستعيد كل شبر من الأراضي التي احتلتها روسيا منذ الغزو الذي بدأ في شباط الماضي. وضاعفت الانتكاسات في ساحة المعركة من الضغط على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، خصوصاً في ظل حسابات قادته العسكريين التي بدت خاطئة بعد هزيمة قواته في منطقة خاركيف الشمالية الشرقية. وبالتوازي، وجه روس بارزون انتقادات علنية الى استراتيجية بوتين. وأشار رمضان قديروف، زعيم منطقة الشيشان الروسية المدعومة من موسكو، إلى “الأخطاء التي حدثت” في رسالة موجهة عبر البريد الإلكتروني، داعياً إلى تغيير الاستراتيجية. بدوره، حذر قائد الجيش الأوكراني الجنرال فاليري زالوجني من “التهديد المباشر” المتمثل في اللجوء الروسي المحتمل لاستخدام أسلحة نووية تكتيكية، الأمر الذي قد يجر القوى الأخرى إلى صراع نووي “محدود” ربما يمتد إلى “حرب عالمية ثالثة”.

فهل تلجأ روسيا الى النووي رداً على النكسات في ساحة المعركة؟ وفقاً للمقال، بوتين قادر على أي شيء. وفي هذا السياق، كانت صحيفة “وول ستريت جورنال” قد نشرت في افتتاحية لها أن “هجوم أوكرانيا المضاد ضد القوات الروسية يشكل منعطفاً مهماً في الحرب”. استعادت أوكرانيا خلال أسبوع، مساحة أكبر من الأراضي التي استولت عليها روسيا منذ نيسان الماضي. وبرز هذا التقدم غير المتوقع، بعد شهور برزت فيها أوكرانيا كأنها غارقة في مأزق كبير، فرفع من معنويات الأوكرانيين، لكنه مع ذلك، “لا يخلو من المخاطر لأنه يدفع فلاديمير بوتين الى إحتساب كيفية الرد”. وحتى الآن، ردت روسيا بضربات ضد محطات توليد الكهرباء الأوكرانية لكن الخطر الأكبر يكمن في اشتباك بوتين مع قوات الناتو بطريقة يلقي من خلالها باللوم على الغرب ويستخدمها لتبرير التجنيد العسكري. والأسوأ من ذلك أنه قد يلجأ إلى استخدام أسلحة نووية كيميائية أو تكتيكية.

وحتى الآن، منع “الخوف من الأسلحة النووية الروسية” الولايات المتحدة من التصرف بقوة لمنع الغزو، وربما كان بوتين يعتمد على هذا الخوف نفسه لحمايته. لذلك، على البيت الأبيض وحلف شمال الأطلسي توضيح “الألم الذي ستعاني منه روسيا” اقتصادياً وعسكرياً، إذا كان هذا التراجع خدعة “تؤدي الى استخدام نووي تكتيكي ضد الجنود والمدن الأوكرانية”، فقد حان الوقت لتكثيف الردع والتخطيط لما سيأتي “بعد ذلك إذا اتخذت روسيا مثل هذه الخطوة الخطيرة وغير المسؤولة”.

ولفت مقال في صحيفة “فاينانشيال تايمز” إلى أن هناك أسباباً تدفع بوتين الى وقف إطلاق النار النووي، بما في ذلك حقيقة أن “روسيا نفسها ستعاني من تداعيات” الضربة النووية. كما سيكون رد الفعل السياسي العالمي سلبياً للغاية وسيستدرج بصورة حتمية، رداً عسكرياً غربياً، ربما غير نووي”. لكن الهزيمة المذلة شيء يريد بوتين تجنبه بأي ثمن، وعلى غرار “القادة الروس في الماضي، يأمل بوتين أن يحلّ الشتاء لإنقاذه. ويهدف إعلان روسيا الأخير عن قطعها جميع إمدادات الغاز تقريباً عن أوروبا بوضوح إلى إجبار المؤيدين الغربيين لأوكرانيا على الخضوع”. ولكن من أجل أن تنجح “مناورة الغاز”، سيحتاج بوتين إلى “شتاء شديد البرودة أو تصاعد على مستوى الاحتجاجات السياسية”.

شارك المقال