باسيل يتسلّل إلى طرابلس… و”العوض بسلامة” أهالي الميناء!

إسراء ديب
إسراء ديب

شكّلت زيارة رئيس “التيار الوطني الحرّ” النائب جبران باسيل إلى شارع “mino” في ميناء طرابلس أمس، مادّة للتهكم والسخرية في المدينة التي فوجئ أبناؤها بهذه الزيارة وقد علموا بها من خلال حسابه عبر “تويتر”، إذْ لم يستقبل أحد “الصهر” الذي دخلت مسرعأً بموكب تسلّل إلى طرابلس منذ ساعات الصباح الأولى ليتجوّل في شارع طابعه “مسيحي”، لا توجد فيه أبنية كثيرة ولا يزوره أحد لا سيما يوم الأحد. رافقه بعض المرافقين وعدد من الأهالي الذين لم يتجاوزوا الـ 8 أشخاص، في ظلّ اهتمام مفاجئ ومحبّة فريدة من نوعها ظهرت على باسيل الذي لم يترك هاتفه الخلوي رغبة منه في تصوير بعض المعالم السياحية في المدينة التي يُدرك تماماً حجم محبّتها له، وهي تُدرك أيضاً حتّى بـ “مسيحييها” الذي اعتقد أنّه أكرمهم بزيارته، حجم محبّته الجمّة لهم.

في الواقع، لا يترك باسيل هذه العادة المتكرّرة مع كلّ زيارة يقوم بها، إذْ لا تُشبه زياراته المحدودة بعددها زيارة أيّ سياسي آخر، الذي غالباً ما يكترث بالاستقبال الشعبي له ويهتمّ بتصويره بين فعاليات المدينة سياسياً ومدنياً، أمّا باسيل فلا يتوقّف عن عادة التسلّل الصباحية لزيارة تُقاس بالسرعة الضوئية، فلا يلمحه أحد ولا يشعر بوجوده أحد.

وفي هذه المرّة أراد زيارة الميناء بشارعها، وغطس في جزيرتها (الأرانب) التي كانت قد شغلت حيّزاً من اهتمام رئيس الحكومة نجيب ميقاتي منذ أيّام مع إطلاق فعاليات “أهلا بهالطلة”، التي دعمت معها هذه الجزيرة السياحية والجاذبة، وهو ما رآه البعض “ضربة” أراد توجيهها رئيس “التيار البرتقالي” إلى الرئيس ميقاتي لـ “يُعلّم” عليه شمالاً بعد رغبة كلّ منهما في إزاحة الآخر عن إدارة ملف الكهرباء في بداية الأمر، ما أوقع المدينة تحديداً في شباكهما، بعدما كتبت سجالات عنوانها عرقلة باسيل المعتادة من جهة، ورغبة ميقاتي في استلام هذا الملف بدعم دولي من جهة ثانية، ممّا ربطه بحرمان الطرابلسيين من الكهرباء قبل أيّ نطاق آخر، وفق ما كانت تؤكّد مراجع سياسية. وسخر طرابلسيون من هذا الغطس الذي “كان من الأفضل أن يكون في سدّ المسيلحة”، فيما حذّر آخرون من احتمال حصول جفاف مفاجئ في محيط الجزيرة بعد إلقاء باسيل نظراته المعجبة عليها على غرار ما حدث في السدّ، في ظلّ نشر تعليقات ساخرة ومندّدة بهذه الزيارة “المرفوضة، لكنّنا نائمون الساعة الخامسة صباحاً” كما ردّد متابعون، بينما كثرت التعليقات التي كتب فيها: “إلى أهالي الميناء… العوض بسلامتكم بالشارع والجزيرة”.

وكان باسيل كتب بعد نشره مجموعة من الصور والمقاطع المصوّرة: “شارع mino بالمينا طرابلس كان مفروض نزوره ونشتغله بتشرين 2019 واجت 17 تشرين، اليوم، وبهالأيام الصعبة، منبلّش مرحلة جديدة من الشغل فيه وهيدا واجب تجاه أهلنا بهالمدينة العزيزة بمساهمة من ناسها. ما بينقصه كتير ليستقطب أكتر”.

وفي تغريدة أخرى كتب: “الغطس حول جزيرة الأرانب بيخلّيك تكتشفها من تحت وتشوف جمال اضافي الها… جزيرة بتستاهل كل عناية واهتمام، لطرابلس وأهلها وكل اللبنانيين”.

شارك المقال