جلسة انتخاب الرئيس… رحلة استكشاف وجس نبض

هيام طوق
هيام طوق

كثرت التحليلات حول الأسباب الكامنة خلف دعوة رئيس مجلس النواب نبيه بري المفاجئة الى جلسة اليوم لانتخاب رئيس للجمهورية ليس لأن الوقت لا يزال باكراً بل على العكس مر شهر على انطلاق المهلة الدستورية لانتخاب الرئيس، انما لأنها أتت بعد ساعات على اقرار موازنة 2022، والرئيس بري كان يقول دائماً انه سيدعو الى الجلسة حين يلمس حداً أدنى من التوافق بين الكتل النيابية على اسم معين ما أوحى للجميع بأن لديهم ترف الوقت للتشاور والتوافق. وأكثر من ذلك، جاءت الدعوة قبل 48 ساعة من الجلسة ما خلق جواً من الارباك لدى جميع الكتل النيابية، وتكثفت الاتصالات واللقاءات في الساعات الماضية خصوصاً بين قوى المعارضة علها تتمكن من تسجيل مفاجأة ما على الرغم من أن هناك قناعة بأن لا انتخاب لرئيس جمهورية في جلسة اليوم لأن ما من طرف يملك 86 صوتاً في انتظار انضاج الطبخة الرئاسية. وبالتالي، الجلسة مفتوحة على أكثر من سيناريو مع العلم أن هناك العديد من الكتل أعلنت انها ستشارك في جلسة انتخاب الرئيس، ومنها: “الوفاء للمقاومة”، “التنمية والتحرير”، “القوات اللبنانية”، “الاعتدال الوطني” الذي يضم ٦ نواب شماليين، “اللقاء النيابي” الذي يضم ٣ نواب سُنّة، كتلة نواب الأرمن، فيما “الكتائب” لم يحسم موقفه.

البعض اعتبر الجلسة بمثابة رد على الدعوات التي يطلقها أكثر من طرف ومرجعية دينية في الداخل لتحديد موعدها اضافة الى الضغط الخارجي خصوصاً أن البيان الثلاثي الأميركي – الفرنسي – السعودي شدد على ضرورة اجراء الاستحقاق في موعده، في حين رأى البعض الآخر أن الرئيس بري أراد ضرب عصفورين بحجر واحد من خلال وضع الجميع أمام مسؤولياتهم قبل موعد الأيام العشرة الأخيرة من انتهاء ولاية الرئيس ميشال عون حين يصبح المجلس في حالة انعقاد دائم حكماً لانتخاب رئيس الجمهورية، كما أراد ارباك العهد وفريقه السياسي بعد الحديث عن انقلاب رئيس الجمهورية ميشال عون وصهره النائب جبران باسيل على التفاهمات التي كانت قائمة قبل سفر الرئيس المكلف نجيب ميقاتي بحيث يقطع الطريق على المطالب والشروط التي لا تنتهي للامساك بزمام السلطة في حال الشغور الرئاسي، ويشكل عنصر ضغط لاستعجال تشكيل الحكومة وتضييق هامش المناورة.

على أي حال، كيف سيكون المشهد في ساحة النجمة اليوم؟ وما هي السيناريوات المتوقعة؟ وهل هناك من امكان لتسجيل مفاجأة ما ان كان من المعارضة أو الموالاة؟

لفت النائب محمد خواجة الى أن معظم الكتل على ما يبدو ستشارك في جلسة اليوم، وهذا أمر ايجابي، معتبراً أن الدعوة الى الجلسة “جاءت في وقتها الطبيعي، ونحن اقتربنا من انتهاء الشهر الأول من المهلة الدستورية لانتخاب رئيس الجمهورية، وتحديد مواعيد الجلسات المقبلة يعود للرئيس بري. نحن كنواب أمامنا مسؤولية دستورية في انتخاب رئيس للجمهورية”.

وأكد أن الرئيس بري لم يربط بين جلسة انتخاب رئيس الجمهورية اليوم والملف الحكومي بحيث أن التشكيل يتم بين رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلف، مشيراً الى أن الجلسة اليوم “يطغى عليها الطابع الاستكشافي بحيث ستحدد توجه الكتل والمرشحين”.

اما النائب أسعد درغام فقال: “من الطبيعي أننا سنشارك في جلسة انتخاب رئيس الجمهورية لأننا نريد انتخاب رئيس. انها جلسة جس نبض بحيث من المتوقع أن تعقد الجلسة الأولى، لكن ربما لن تعقد الدورة الثانية”. ورأى أن “دعوة الرئيس بري، دفعت كل الأفرقاء الى حسم أمورهم، وخلقت نوعا ًمن الديناميكية في هذا الاطار اذ أصبح التعاطي مع الاستحقاق الرئاسي أكثر جدية، وحفّز الكتل على التفاهمات والنقاشات بهدف انتاج أكثرية نيابية تستطيع ايصال شخصية الى سدة الرئاسة بأكثرية 65 نائباً”.

وشدد على أن “الدعوة لا تعني أن لا شغور، ويبقى الخوف من عدم امكان انتخاب رئيس للجمهورية قائماً بسبب طبيعة المجلس النيابي، لكن من المؤكد أن لا انتخاب لرئيس جديد غداً (اليوم)”.

وأشار النائب فيصل الصايغ الى “أننا مبدئيا سنشارك في جلسة انتخاب رئيس الجمهورية، التي قد تتأجل، ولكن في حال عقدت لن ينتج عنها انتخاب رئيس جديد. هذه الدعوة تحث الكتل النيابية على الانتقال الى مرحلة الأسماء، وتحرك مياه الاستحقاق الرئاسي الراكدة”.

وأكد أن “التوافق على اسم رئيس يتطلب مزيداً من التشاور والنقاش. ربما نشهد العديد من الأسماء في الجلسة، ولن يتم تسجيل أي مفاجأة”.

وأوضح النائب رازي الحاج “أننا جاهزون للجلسة، ولم نفاجأ بدعوة الرئيس بري. سنقوم بواجبنا الدستوري على أكمل وجه، فنحن ملتزمون أمام الناس على ايصال البلد الى شاطئ الأمان، وحددنا مواصفات الرئيس وشخصيته ورؤيته لاستعادة الجمهورية وانتظام الدولة. نلعب دورنا لايصال الرئيس بالمواصفات التي وضعناها لنبني بلداً حقيقياً، ونحن قاب قوسين من تحقيق طموحنا، ونأمل خيراً”.

وقال النائب وضاح الصادق: “لن نتخذ قرار المقاطعة ونحن نطالب بعقد جلسة لانتخاب رئيس الجمهورية، لكن النقاشات في هذا الاطار تستمر الى وقت متأخر من الليل. وكنا نتوقع أن يدعو الرئيس بري الى الجلسة، لكن على الرغم من ذلك، فالجميع فوجئ بالدعوة المباغتة”.

وتوقع أن يكتمل النصاب في الجلسة الأولى، “وربما سنرى التصويت الأكبر بأوراق بيض لأن الكتل لم تصل بعد الى اسم حتى أن لا توافق داخل الكتلة الواحدة، ولن يحصل النصاب في الدورة الثانية. وبالتالي، لا مفاجآت غداً (اليوم) لأن لا أحد يملك هذه الامكانية، ومن الصعب التوصل الى اسم معين لانتخابه في الجلسة، لكن ما يمكن أن تحققه قوى المعارضة هو الاتفاق على موقف موحد أو متشابه في الجلسة خصوصاً أن المبادرة كانت انطلقت في مرحلتها الثانية أي مرحلة التشاور في الأسماء”، معتبراً أن “طرح اسم يمكن أن يعرض كل المبادرة للخطر. لا طرح جدياً للأسماء في الجلسة انما بصورة عشوائية على مستوى فردي، وليس مستبعداً أن نتفق على التصويت بأوراق بيض”. ورأى أن ” الدعوة حفزت الجميع على الاسراع في التحرك في الملف الرئاسي”.

شارك المقال