أوكرانيا: الأرقام تعكس مخاوف بايدن من روسيا

حسناء بو حرفوش

كيف تترجم الأرقام الخوف الأميركي من لجوء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الى حرب نووية ضد أوكرانيا؟ يذكّر مقال لهاريسون كاس، بـ”التصويت المرتقب للكونغرس الأميركي على حزمة أخرى من المساعدات لأوكرانيا. وسترسل المساعدات، المجمعة في مشروع قانون تمويل مؤقت يحتاج الى التمرير في الحكومة، 12.3 مليار دولار من المساعدات العسكرية والاقتصادية والانسانية إلى أوكرانيا”.

وذكرت صحيفة “ديفانس نيوز” (Defense News) أن “الحزمة تشمل 7.5 مليارات دولار من المساعدات العسكرية و 4.5 مليارات دولار أخرى ترسل بشكل دعم اقتصادي وإنساني”، مضيفة أنها “تساوي المبالغ التي طلبها البيت الأبيض في وقت سابق من هذا الشهر من ضمن المساعدات المخصصة لأوكرانيا”.

وتخشى الولايات المتحدة رسمياً حرباً نووية ضد أوكرانيا، وهذا ما يظهر من خلال تخصيص حزمة المساعدات الجديدة التي تبلغ 35 مليون دولار للادارة الوطنية للأمن النووي “للاستعداد والاستجابة للحوادث النووية والاشعاعية المحتملة في أوكرانيا”. ويبدو أن الأموال المخصصة للاستعداد لضربات نووية جاءت في الوقت المناسب بالنظر إلى أن بوتين تعهد الأسبوع الماضي بأن روسيا ستستخدم الأسلحة النووية رداً على أي هجوم ضد روسيا.

وفي حال أقر الكونغرس مشروع القانون، كما هو متوقع، فسيطلق ثالث حزمة مساعدات لأوكرانيا هذا العام. وتمت الموافقة على الحزمة الأولى في آذار وبلغت 13.6 مليار دولار. أما الحزمة الثانية، التي نالت الموافقة في أيار، فكانت بمبلغ 40 مليار دولار. وستجعل هذه الحزمة إجمالي المساعدات المرسلة إلى أوكرانيا هذا العام أكثر من 65 مليار دولار.

ماذا عن الرأي العام الأميركي؟

على الرغم من النفقات الكبيرة، يدعم الرأي العام الأميركي في الغالب تمويل مقاومة أوكرانيا في مواجهة الغزو الروسي. وذكرت صحيفة “بوليتيكو” أن “من غير المرجح أن يثير طلب الرئيس جو بايدن الأخير لحوالي 12 مليار دولار الجدل”. ويبدو أن اليسار خصوصاً، والذي عرف في السابق بمشاعره المناهضة للحرب، على استعداد لتمويل المقاومة الأوكرانية إلى الأبد. أما الليبراليون، الذين يشعرون بتزايد حدة المناهضة للحرب، فقلقون من أن المساعدات المستقبلية لأوكرانيا قد تتعرض للخطر إذا استعاد الجمهوريون مكانهم في انتخابات التجديد النصفي المقبلة.

وأشارت “بوليتيكو” إلى أنه “على الرغم من أن العديد من المدافعين عن الحزب الجمهوري يجادلون بأن الجزء الأكبر من الحزب سيستمر بدعم الجهود المبذولة لصد غزو بوتين، فإن الانقسام بين الجناح المؤسسي للحزب والمحافظين المتحالفين مع الرئيس السابق دونالد ترامب يشير إلى العمل على إقفال النافذة المخصصة لمصاريف الطوارئ – مثل الحزمة بقيمة 40 مليار دولار التي تم تمريرها في شهر أيار”.

وتعليقاً، قال النائب دون بيكون: “لا شك في أن هناك بعض الضغوط، لكنني أعتقد أن الغالبية ستدعم أوكرانيا لأن هذا الأمر يخدم أمننا القومي”. ويعتقد المحافظون، بصورة متزايدة، أن من الأفضل تخصيص الأموال التي تنفق على أوكرانيا لمشاريع في أماكن أخرى. وأكد أحد المشرّعين الجمهوريين الذي طلب التحفظ عن إسمه في حديث لـ”بوليتيكو” أن “أميركا لا تستطيع توفير دفتر شيكات فارغ لأوكرانيا في الوقت الذي تعاني فيه من التضخم وارتفاع أسعار الغاز وأزمة سلسلة التوريد في الداخل، وهذا ما يردده الناخبون”. وستساعد حزمة المساعدات البالغة 12.3 مليار دولار أوكرانيا على إطالة أمد الحرب، كما لا تزال لعبة الولايات المتحدة النهائية للحرب في أوكرانيا، والتي تستثمر فيها واشنطن حالياً، غير واضحة.

وكان عدد من الخبراء العسكريين الأميركيين قد حذروا من تبعات دعوة بوتين الى تعبئة جزئية وتهديداته باستخدام السلاح النووي، في ما اعتبر كشكل من أشكال الابتزاز العسكري للغرب.

شارك المقال